اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > (حلم الصياد).. رواية عن حلم العودة الافريقي..الكاتبة هيملي بوم: أحلامنا اكبر منا.. وجميع العوالم تحارب الحالمين!

(حلم الصياد).. رواية عن حلم العودة الافريقي..الكاتبة هيملي بوم: أحلامنا اكبر منا.. وجميع العوالم تحارب الحالمين!

نشر في: 6 إبريل, 2024: 11:01 م

ترجمة: عدوية الهلالي

ولدت الكاتبة هيملي بوم في الكاميرون حيث درست الأنثروبولوجيا قبل مواصلة دراسة الأعمال التجارية الدولية في ليل.

عادت إلى الكاميرون كمديرة حسابات ثم عاشت في عدة دول إفريقية قبل أن تستقر في باريس عام 2009، وتتفرغ للكتابة. سبق لها أن نشرت أربع روايات مترجمة إلى عدة لغات. فازت رواية "الأيام التي تأتي وتمر" عن دار(جاليمار) للنشر بجائزة أحمد كوروما لعام 2020، وحصلت روايتها"Le Maquisards" على الجائزة الأدبية الكبرى لأفريقيا السوداء عام2015، كما فازت روايتها (اذا كان الحب) بجائزة ساحل العاج للكتب الناطقة بالفرنسية في عام 2016..

مؤخرا صدرت روايتها (حلم الصياد) عن دار غاليمار، والتي تروي قصة أفراد عائلة كاميرونية يتعرضون للاختبار من خلال المسيرة القاسية للعالم، حيث تستغل الشركات الدولية الموارد المحلية وتدمر الاقتصادات الهشة، وبالتالي تختزل مجتمعات بشرية بأكملها بسبب الفقر والتبعية. تتشابك احداث الرواية بين قصتين وزمنين: قصة زاك الذي فر من الكاميرون وهو في الثامنة عشرة من عمره في ظروف مأساوية أجبرته على قطع علاقاته مع أحبائه وأصبح طبيبًا نفسيًا في باريس. وحياة جده زكريا، الصياد السعيد من قرية ساحلية، الذي يرى حياته تنقلب رأساً على عقب بسبب أهداف شركة قطع الأشجار التي تمنحه لمحة عن حياة أفضل قبل أن تحوله، بسبب الديون، إلى وضع شبه مستحيل..الى العبودية.

عبر لغة مضيئة، ومن خلال بناء روائي متقن ببراعة، تأخذنا هيملي بوم للقاء شخصيات كثيفة ومحبوبة ومناظر طبيعية خفية فترسم لوحة جدارية رائعة، وتستمع إلى قضايا العالم وأسئلته: "كم من الوقت لدينا قبل أن يسحق جشع العالم، جنتنا بأحذيته المقززة؟ ما هي الشرعية التي نملكها للاستمرار في تسمية الأماكن التي هربنا منها بأنها ملكنا؟ كما تقول "المنفى هو نفي وتشويه،و كل شخص يستحق أن يحتفظ في مكان ما بداخله بأمل العودة. ".

مجلة جون افريك اجرت معها حوارا جاء فيه:

*في روايتك السابقة "تأتي الأيام وتمر" تقول إحدى شخصياتك: "ابتعدت عن الأدب الأفريقي زمنًا طويلًا عندما استحضرالمؤلفون الاجانب لون بشرتي، هل يمكنك العودة إلى ذلك؟

-كانت والدتي معلمة لغة فرنسية، وقد نشأت محاطة بالكتب. كان لدي ذوق مبهر في الأدب في وقت مبكر جدًا، وهو ما كان يمثل مساحة هائلة من الحرية بالنسبة لي. قرأت كل ما وقع في يدي؛ لقد اكتشفت الأدب من جميع أنحاء العالم والذي فتح أمامي مساحات واسعة من التفكير. ومن ناحية أخرى، وصل إلينا الأدب الأفريقي أقل من الآداب الأخرى، وذلك في بلد ساد فيه صمت هائل حول فترة مؤلمة من تاريخنا. لذلك لم تكن لدينا مفاتيح الدخول إلى الأدب الأفريقي. كنا نحن الأفارقة بحاجة إلى الخروج من أفريقيا للوصول إلى أدب بلداننا واكتشاف كل ما هو مشترك بيننا. لكن اليوم، أخيرًا، يمكننا أن نلتقي في المناسبات الأدبية، ونتشارك أسئلتنا وأفكارنا، دون أن نسأل باستمرار لماذا نكتب باللغة الفرنسية. إذن هذا هو السياق الذي يشرح ما تقوله شخصيتي في الاقتباس أعلاه ولماذا كان من الأسهل، لبعض الوقت، ملائمة الأدب الأجنبي.

*تقول هذه الشخصية نفسها أيضًا: "كنت امرأة حساسة، فريسة لاضطراب الحياة، ولم تكن هويتي محل شك في عيني. " هذا البيان حول الهوية قوي. لماذا تقول هذه المرأة ذلك؟

-آنا هي سيدة عجوزتكون في نهاية حياتها عندما تبدأ الرواية. وسوف تحكي ذلك لأول مرة. لقد عاشت الاستعمار والاستقلال، ولم تشك أبدًا في هويتها، لكنها لم تكن قادرة على نقل تجربتها ومعرفتها بالأشياء، ولهذا السبب تحدثت أخيرًا. إنها ترى الفساد، وفقدان الإرادة، والرغبة في الأشياء التافهة، والانقسامات التي تعاني منها البلاد، والأجيال الشابة بحاجة إلى شهادتها. وبالتالي فإن القضية هنا تتعلق بالانتقال أكثر من قضية الهوية.

*لنتحدث عن روايتك الأخيرة. ماهي نشأتها؟

-ولدت (حلم الصياد) في كامبو، وهي قرية صغيرة لصيد الأسماك في أقصى جنوب شرق الكاميرون. مكان رائع يقع عند مصب أحد أهم الأنهار وتنتشر فيه الغابات الاستوائية الكثيفة. عندما ذهبت إلى كامبو للمرة الأولى، كان لدي حدس أن هذا المكان كان مقدرًا له أن يختفي،وأنه لن يستمر لفترة أطول من ذلك بكثير. لا يمكن أن تبقى هذه الروعة محمية من جشع العالم لفترة طويلة. وهذا ما جعلني أرغب في عمل الرواية هناك.

*ما سبب سوء حظ الصياد. هل هي رغبته الحقيقية في توفير حياة أفضل لعائلته وخاصة لبناته؟ لأنه لم يستطع أن يكتفي بما لديه؟

-كان زكريا رجلاً كاملاً، وكان يعيش حياة رصينة ولكن سعيدة. لذلك لم يكن تعيسًا، بل كان لديه حلم؛ لقد حلم لنفسه بمصير آخر. أراد أن يكون حرا. انفتحت الأبواب مواربة، وظهرت أمامه آفاق أخرى، وأراد الذهاب إليها. كان لديه حلم بالحرية لا يجرؤ سوى القليل من الناس على تحقيقه. أحلامنا أكبر منا والحياة ليست لطيفة مع الحالمين. كثيرًا ما تخبرنا أنه ليس من حقنا أن نحلم بشيء أكبر. الجميع وفي جميع العوالم يحاربون الحالمين لأنهم يهزون أسس جميع المجتمعات.

* كانت يالانا قاسية مع ابنتها دوروثي. إنها تريد كسر مقاومتها، وتريدها أن تتولى الدور المخصص تقليديا للمرأة. فهل يعني هذا أن المرأة تلعب دوراً أساسياً في نقل الاضطهاد من جيل إلى جيل؟

-تريد يالانا أن تنقل نوعًا من الوضوح والصلابة إلى ابنتها. لا يتعلق الأمر هنا بنقل الظلم، بل يتعلق بالقوة والقدرة على حماية النفس وحماية الأحبة. وهذا هو سوء الفهم الكبير الموجود في قراءة الآخرين للمرأة الأفريقية. تعرف يالانا تمامًا المجتمع الذي تعيش فيه، ولم أصفها بأنها امرأة خاضعة منسحبة من وجودها. لكن دوروثي حالمة ومتمردة وتدرك يالانا أن هذا الوضع يعرضها للخطر،فإذا كانت يالانا قاسية فهي تحاول تسليح ابنتها، لحمايتها من الأخطار التي تنتظرها.

*تقولين ان المنفى هو النفي والتشويه. وأن أولئك الذين يغادرون لا يمكنهم إلا أن يحتفظوا في مكان ما داخل أنفسهم بأمل العودة. وهو ما يشكك في تصور المنفى على أنه، على العكس من ذلك، طريق للخلاص؟

- من جهتي، ألاحظ أن أولئك الذين غادروا لديهم حاجة عميقة للحفاظ على الروابط مع الأماكن والأشخاص. إنهم يشعرون بالحنين العميق. يقولون لأنفسهم "ربما ذات يوم". لديهم أمل في العودة، ولكن، بعد أن حققوا شيئًا.

*في هذا الوضع الصعب الذي تعيشه المجتمعات التقليدية في مواجهة المسيرة القاسية للعالم، من أين يأتي الأمل؟

-أنا مملوءة بالأمل، وآمل أن يتجلى هذا في هذا الكتاب الذي يهدف إلى أن يكون رواية رومانسية تتجاوز الأعراق والروحانيات والجغرافيات والمصائر التي تضررت بشدة من التاريخ العظيم. عندما أنظر إلى التقدم الذي يشهده العالم، والوحشية، والغباء، والعنف، والظلم الفادح اليوم، فإنني أميل إلى الاعتقاد بأن وضع أفريقيا ليس بهذا السوء على كل حال. لذلك، ربما لن تكون هناك أمسية كبيرة يجتمع فيها أطفال أفريقيا المتصالحون حول نار كبيرة مرة اخرى، لكننا أحياء، ونقاوم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وزير الداخلية في الفلوجة للإشراف على نقل المسؤولية الأمنية من الدفاع

أسعار الصرف في بغداد.. سجلت ارتفاعا

إغلاق صالتين للقمار والقبض على ثلاثة متهمين في بغداد

التخطيط تعلن قرب إطلاق العمل بخطة التنمية 2024-2028

طقس العراق صحو مع ارتفاع بدرجات الحرارة خلال الأيام المقبلة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

بعد ثلاثة عقود .. عباس الكاظم يعود بمعرض «خطوات يقظة» في الدنمارك

مذكرات محمد شكري جميل .. حياة ارتهنت بالسينما

بيتر هاجدو والسرد الصيني

عدد مجلة "أوربا" الخاص عن الأندلس .. نسمة هواء نقي في محيط فاسد

رمل على الطريق

مقالات ذات صلة

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟
عام

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟

علاء المفرجي هل سيجد الشعر جمهورا له بعد مائة عام من الان؟؟… الشاعر الأميركي وليامز بيلي كولنز يقول: " نعم سيجد، لأن الشعر هو التاريخ الوحيد الذي نملكه عن القلب البشري" فالشعر يعيش بين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram