اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > بغداد تشارك العالم فـي إحياء أسطورة الموسيقى الكلاسيكية "شوبان"

بغداد تشارك العالم فـي إحياء أسطورة الموسيقى الكلاسيكية "شوبان"

نشر في: 6 سبتمبر, 2010: 05:52 م

عدي حاتمشاعر البيانو وملك الموسيقى الرومانسية، العبقري الذي ألف أولى مقطوعاته الموسيقية وهو في عامه الثامن، انه "فريديريك شوبان" الموسيقار الذي تتنازع عليه دولتان  هما بولندا وفرنسا، اذ تدعي كل منهما مواطنته. هذا الاسطورة الذي مات وعمره 39 عاما فقط خلف اثارا موسيقية خالدة،تحاول بولندا ان تعيد إحياءها  من خلال إعلان هذا  العام 2010،عام شوبان لمناسبة مرور مئتي عام على ولادته.
 ومنذ بداية  هذه السنة اقيمت الاحتفالات والمهرجانات وعروض الأوبرا في جميع انحاء بولندا، والكثير من عواصم العالم، ولعل أهم شيء سيخلد ذكرى هذا الموسيقار العظيم هو أفتتاح متحف يحمل اسم "متحف شوبان" في العاصمة وارسو الذي سيصبح  قبلة لعشاقه، يحج اليه محبو موسيقاه من كل أنحاء الأرض. ويحتوي المتحف على أهم أعمال ومؤلفات شوبان الموسيقية، كما وضع فيه البيانو الأخير الذي عزف عليه. ولد شوبان في الأول من آذار /مارس  عام 1810من اب فرنسي وام بولندية  في مقاطعة "غيلازوفا" البولندية، وتبعد عن عاصمتها وارسو نحو 50 كم. عشق الموسيقى من نعومة أظفاره وبدأ يتعلم عزف البيانو في سن مبكرة قيل في الرابعة أو الخامسة من عمره، وظهرت موهبته الموسيقية وهو في عامه الثامن،اذ  كتب في هذه السن  أول مقطوعة موسيقية اسماها  " بولينيز" . أنهى دراسته الموسيقية في وارسو قبل ان يبلغ العشرين من العمر، وفي العشرين جاب اوربا عازفا، ليسحر صالات  فيينا وألمانيا و باريس ولندن  بأسلوبه الفريد في العزف على البيانو. ويرى النقاد ان من أهم أعماله هي  "المازوركا،والبولنديات،وليليات". في عام 1831 غادر وارسو بشكل نهائي الى باريس ليستقر فيها حتى وفاته. وعلى الرغم من مغادرته مسقط رأسه بولندا إلا إنها ظلت تعيش في وجدانه، ليؤلف لها أهم سمفونياته " عصر البطولة البولندية "، و ظهر التراث البولندي في جميع موسيقاه، ومن أهم مؤلفاته الموسيقية الأخرى " الافتتاحية الـ24"، التي لقبت بـ"ملكة الافتتاحيات "، لشدة تعلق ملوك أوربا آنذاك بها.  وعلى الرغم من جرحها النازف ومحاولات عصابات الموت إجبارها على العيش في الظلام وعزلها عن العالم  وقتل روحها وإبداع أبنائها بنشر القتل الذي يرافق يوميا السيارات المفخخة وكواتم الصوت ومجاميع الخطف، إلا إن بغداد وعلى الرغم من ذلك كله شاركت العالم احتفاءه بملك الموسيقى الكلاسيكية شوبان، لتنشط ذاكرة العالم بان فيها خلقت الموسيقى ومنها أنطلقت الثقافة حتى ان كل ما أبدعه الآخرون  في أي مكان من المعمورة هو صدى وامتداد لما بدأته.  بغداد الفارابي وزرياب احتفت هي الأخرى بشوبان، لتؤكد ان روحها مازالت حية ولان الموسيقى غذاء الروح فهي بحاجة مثل غيرها الى هذا الغذاء. وعزف في الأمسية التي أقامها البيت الفرنسي في بغداد عازفان عراقي وفرنسية. وعلى الرغم من ان الحفل أقتصر على النخبة من السياسيين العراقيين والسفراء الأجانب المعتمدين في بغداد، وعدد من الفنانين و المثقفين والصحفيين، إلا ان  السفير الفرنسي لدى بغداد بوريس بوالون عبر عن أمله في ان "تسهم مثل هذه الاحتفالات في إعادة الحياة الثقافية الى بغداد وان ينتهي العنف إلى الأبد "، معتبرا ان " هذا الحفل هو جزء من التعاون الثقافي بين باريس وبغداد ". وأفتتح الحفل الفنان العراقي احمد الحسيني أستاذ آلة البيانو في مدرسة الموسيقى والباليه و صوليست البيانو في الاوركسترا السمفونية الوطنية العراقية، وعزف بعض المقطوعات الموسيقية لـ"شوبان"، ليؤكد ان الموسيقى هي القاسم المشترك بين الشعوب التي لا تعترف بالحواجز والحدود وهي لغة الروح الواحدة عند جميع بني البشر. ثم تلته عازفة البيانو العالمية متعددة المواهب عضوة أكاديمية " كادينا بيا"  الفرنسية فانيسا فاغنير التي سحرت الجمهور بعزفها الجميل واسلوبها الفريد في الضرب على البيانو، لتجعل الحاضرين يحلقون بخيالهم  بعيدا ليعود بهم الى زمن بغداد الجميل الذي فقدوه، ولتعيد لهم الأمل بعودته. العازفة فاغنير التي عزفت في مسارح وصالات ميونخ وبودابيست وبروكسل ولوكسمبورغ والمكسيك وشنغهاي بالإضافة إلى مسرح الشانزليزييه وكبريات صالات باريس، أكدت انها  " لم تر أي فرق بين العزف في باريس او أي مدينة في العالم وبين العزف في بغداد لان الموسيقى هي الموسيقى ". لكنها قالت  ان " اهلي واصدقائي نصحوني بعدم المجيء الى بغداد واعتبروا توجهي الى العراق جنونا، ولا أخفي اني كنت مرعوبة قليلا لكنني أصررت على المجيء وأنا سعيدة بالعزف في بغداد". فاغنير أكدت انها ستعود قريبا  لتعزف ثانية في بغداد لانها أكتشفت ان "الجمهور العراقي له ذوق رفيع في الموسيقى وهو جمهور مثقف جدا ".  كان شوبان واحدا من أشهر الموسيقيين وأبرع عازفي البيانو في الفترة الرومانسية في أوروبا خلال القرن التاسع عشر، يقولون عنه إنه بمعزوفاته الجميلة الرقيقة منح البيانو روحا وحياة، وكغيره من العباقرة لم تخل حياته من الق

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram