اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > محمود عبدالوهاب:الحداثة في العراق تتأرجح فـي حدود الافكار ولم تتغوّر هما ابداعيا

محمود عبدالوهاب:الحداثة في العراق تتأرجح فـي حدود الافكار ولم تتغوّر هما ابداعيا

نشر في: 6 سبتمبر, 2010: 05:54 م

حوار: علي عبد السادة"ولدتُ في دفترِ الإنشاء المدرسي" .. هكذا كان القاص والروائي محمود عبد الوهاب يُعرفُ شهادةَ ميلاده، وكان حاضراً، برسمِ جلسةِ احتفاءٍ في اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين مطلع نيسان الماضي، وفي حينها استرسل في تعريفه ذاك ليقول:"نشأت أيضا في جدارية النشرة المدرسية".
المسيرة الإبداعية للرائد محمود عبد الوهاب على مدى نصف قرن اثرى فيها الثقافة العراقية أيما أثراء كان لا بد من ان تشهد ولادة طبيعية كالتي يصفها هو. عبد الوهاب الذي بدأ الكتابة فعلا عام 1951 بقصة (خاتم ذهب صغير) صار، في ما بعد، رائدا في القصة والرواية.ونشر عبد الوهاب قصة (القطار الصاعد الى بغداد) عام 1954 وترجمت هذه  القصة الى اللغة الانكليزية، وضمها، لاحقا، الى مجموعة (رائحة الشتاء) التي تاخذ طريقها، الان، للترجمة الى الانكليزية.اول الكتب التي نشرها (ثريا النص) وكان مدخلا للعنوان القصصي، وهو المؤلف الذي وصفته صحف عربية بانه اول كتاب عربي يصدر عن العنوان.لعبد الوهاب رواية "رغوة السحاب"، وكتاب نقدي تحت عنوان "دراسات نقدية في الحوار القصصي"، وعدد من التراجم لقصاصين كجون شتاينبك، ارسكين كالدويل، وهيمنغواي، وقصائد من الشعر الصيني. ولطالما تميز منجز عبدالوهاب باللغة المحكمة البعيدة عن الاسراف، فيما اعتمد البناء لديه على الدهشة والبساطة. وسكنت نصوصه في هم المدنية والتفاعل الايجابي مع مفرداتها، لذلك اجاد في خلق مرويات تراقب ما يجري وتمسك، بجدارة، بؤر الاحداث لتفكك تداعياتها وفعلتها في الحياة. وطيلة تلك السنوات بدا عبد الوهاب متورطا بالسؤال الانساني، كان يلاحق، مجتهدا، مصادر الانسنة في مجتمعاتنا، ولهذا تراه في اغلب نصوصه يحاول حمايتها والبحث عن مناخات ايجابية لنموها. (المدى الثقافي)، وفي حوارها هذا اليوم، تعاين مع عبد الوهاب جملة من القضايا بدأتها بالمشهد الثقافي:rn"استقلال نسبي" للثقافةrn* كيف تتلمس بوصلةُ القاص محمود عبد الوهاب المشهد الثقافي العراقي وارتباطاً بواقع سياسي واجتماعي يحاول صياغة نفسه. ما تعريفك للهوية الثقافية الراهنة؟ rn-أفهم من سؤالك أنك تجعل المشهد الثقافي تابعاً أو ظلاً للواقع السياسي والاجتماعي، ليس هذا صحيحاً دائماً، فللثقافة استقلالها النسبي الفاعل في البنية الاجتماعية، ولكن متى ما استطاع الواقع السياسي فرض حالة تمكّنه، استدعى الثقافة التي تجانسه، وهي ثقافة هيمنته، في غير هذه الحالة يمكن للمشهد الثقافي أن يكون أكثر انفتاحاً حين تكون عملية التأثير والتأثر فاعلة ما بين الثقافي والاجتماعي بإطارها الشامل. كيف تريد أن يكون المشهد الثقافي فاعلاً الآن، والمثقف أحد بنّائيه، لم يعد يمتلك دور الريادة فيه، بسبب انكفائه على ذاته وإحباطه،  إثر وطأة  التغيرات والصراع الفكري والسياسي، ما جعل المشهد الثقافي يكاد يكون هامشياً أو تزيينياً، ويكون منجزه الإبداعي محدوداً ومتباعد الإصدار ومتفاوتاً في مستواه.أما سؤالك عن الهوية الثقافية فإن ما يجمعها والمشهد الثقافي، أن المشهد الثقافي قد يعني عملاً إجرائياً لبعض عناصر الهوية الثقافية،  فالهوية الثقافية كينونة، ذات عناصر متعددة، تضم داخلها الموروث والمعاصر، إلى جانب منظومة التقاليد، ومن أبرز ملامحها تمايزها عن هويات الجماعات الثقافية الأُخَر، وتحمل الهوية الثقافية أنساقاً متعددة، فقد نجد في منجزها نسقاً سياسياً مهيمناً، بخاصة وإنّ عدداً من المبدعين انحدروا من أصلاب سياسية. و لا أعني هنا  ألاّ يكون في الهوية الثقافية أو منجزها "نظر سياسي"، لكن ألاّ تكون الأيديولوجية، هي المهيمنة، فالمبدع يتأمل الحياة والواقع تأملاً حراً وكونياً، ويفكّر بالسياسة بمعنى الحياة، غير أنه لا يعمل بالسياسة كما يعمل السياسي الملتزم.أما المشهد الثقافي العراقي، فإنه يمرّ الآن بتحولات ومتغيرات، وهو في كلّيته الراهنة دون طموح صانعيه من المبدعين، ومع ذلك، لا يمكن للمبدع أو المثقف ألاّ يكترث بهذه التحولات، كما لا يمكن للدارس أن يعطي للمشهد الثقافي صورة واضحة وتفصيلية وهو بضبابيته الآن.rnحداثة لم تتغور هما إبداعياrn* مرت القصة العراقية بمحطات حداثية مهمة في تاريخها ، كيف تنظر إلى أفق التجديد في ظلّ المنجز القصصي في سنوات ما بعد  2003؟ rn-أنا معك، وباحتراز أيضاً، إن القصة العراقية قد امتلكت في بعض منجزها، قصصاً اتسمت بأشكال الحداثة، أو قصصاً مغايرة للسائد، يمكن أن نلمس فيها ملامح الحداثة، غير أن هذه النماذج لم تبلغ بعد أن تكوّن ظاهرة، فالحداثة عملية متدرجة كغيرها من الظواهر لا تأتي مكتملة مرة واحدة، ولهذا فالحداثة عندنا تتأرجح في حدود المفاهيم والأفكار والأشكال ولم تتغوّر همّاً إبداعياً، بل أنها تعمل على تطويع المتلقي على قراءة منجزها وعلى فهمه، ورغم ذلك فهي محاولات، قد تمثّل نموذجاً لقصة قادمة. وسؤالك عن التجديد، وبينه وبين الحداثة صلة، لن يكون التجديد واقعاً ما لم تكن هناك حاجة إليه، فليس التجديد أمنية أو رغبة، لكنه حاجة إلى أشكال إبداعية بتأثير توارث تقنيات جنينية تظهر بعد تعطل وظيفة النصّ السائد أو المألوف

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram