اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > المقام العراقيِ موروثٌ يتمسكُ بهويتهِ البلاغيةِ والشعريةِ

المقام العراقيِ موروثٌ يتمسكُ بهويتهِ البلاغيةِ والشعريةِ

نشر في: 8 إبريل, 2024: 12:36 ص

عصام الياسري

في نينوى الطرب والموسيقى التراثية العراقية، انطلق في منتصف آذار تحت شعار نينوى تحفظ تراثها الموسيقي مشروع مقام الموصل،

لأرشفة وتوثيق المقام الموسيقي ينفذه فريق من ثلاثة مهتمين في الغناء التراثي وبدعم دولي وخبرات محلية. وناقش حفل الافتتاح المشاكل التي تواجه الفن في نينوى من نقص في الفرق الموسيقية والآلات والمطربين وشرح أهمية أرشفة المتناثر لأغاني الهوية الموسيقية الموصلية وحفظ الخصوصية الثقافية في أم الربيعين وتحديدا المقام وأساتذته...

المقام العراقي من الفنون الموسيقية العربية المؤنسة القديمة التي نشأت في العراق منذ حوالي 4000 سنة، ويعتبر من أرقى أشكال المقام. يؤدي بصمة المقام العراقي كما في مقام الجالغي البغدادي على سبيل المثال لا الحصر، بالإضافة إلى القارئ "المطرب"، أربعة عازفين على كل من آلة السنطور والجوزة والرَق والإيقاع أي الطبلة، وتعرف لدى العراقيين بـ"الدنبك". ويغنى المقام عادة باللغة الفصحى واللهجة العامية المحلية ويختتم أحياناً بالبسته. ويتألف المقام العراقي من خمسة فصول تغنى تباعا، تسمى مقام بيات، حجاز، رَست، نَوى والحسيني. ويتألف العرض الغنائي من تحرير، التسليم والختم. وكانت المجتمعات البغدادية في سافر زمانها تتمتع بالمقام العراقي واغلبه مقام البهيرزاوي.

الثقافة والفنون العراقية ومنها فنون الموسيقى والغناء إرث حضاري ذو جذور تميّزت به بلاد الرافدين منذ الأزل، تناقلته الأجيال والملل وأكتسبت منه الشعوب والحضارات حالها حال العلوم الأخرى كالمعمار والبناء والطب والهندسة وعلم الفلك والرياضيات التي هي بالمناسبة واحدة من أهم مقومات صناعة الآلات الموسيقية وبناء أبجدياتها الفنية. وتمتد جذور الموسيقى في العراق تاريخيا إلى السومريين وقد حفظت لنا الألواح ورقم الطين معلومات ثمينة عن موسيقى وادي الرافدين، ولايزال الباحثون المختصون بحضارة العراق يفكون رموز الكثير من هذه الرقم. وتوارثت بغداد موسيقى بلاد الرافدين، وأضافت لها قيماً جمالية وتقنية في الغناء. لكنها أيضاً تأثرت هي الأخرى أي الموسيقى بما حل بالعراق من خراب وتخلف استمر قرونا طويلة. ومع نهاية القرن الثامن عشر ظهرت ملامح جديدة في قراءة المقام وأخذت بالنضج أثناء القرن التاسع عشر.

والمقام العراقي على قدمه، بإيقاعه وأنغامه المميزة يشكل عماد الموسيقى العربية. وتختزن قواعده الفنية والحسية الكثير من الأصالة والرقي. أثر في الموسيقى الغربية وسقى حرفياتها الكثير من المؤثرات النغمية والفنية والصوتية والتكنيكية، وبقي محافظاً على سجيته البيئية وأسلوبه الفني الموروث، حفاظاً على أصالته الفنية والتمسك بهويته البلاغية والشعرية التي لا تخلو من السرد النثري والروائي. حيوي في كل مقام ومجلس، ينهل منه كافه الموسيقيين العرب ويتذوقه العراقيون لما فيه من روحيه وقراءات لا توجد في أي موسيقى وألحان أخرى.

يقول الفنان الأعظمي: صقلت موهبتي عن طريق البيئة فكان لي معلمون كثيرون. وكانت البيئة والأسرة والتاريخ هم من علمني المقام إضافة إلى امتلاكي في وقت مبكر آلة تسجيل ساعدتني على امتلاك إمكانية نظام إعادة وتكرار ما أسجله، فكان المسجل منعطفاً كبيراً في تعليمي إضافة إلى نصائح الآخرين وتشجيعهم.. وفي محطة أخرى قال: المقام شكل غنائي موسيقي عريق له من القدم التاريخي والتراث الحسي غير المربوط بزمن معين. ظهر هذا التراث في وقت واحد في أماكن متعددة، وكان تراثا عفويا، ربما مرت عليه أربعة قرون أو أكثر. ويعود سبب وصفه بالمقام "العراقي" ليس لأنه نشأ وترعرع في بغداد، إنما لتميزه عن مقامات موجودة في دول أخرى مثل تركيا وإيران، لا تتقيد بأحكامه وبفصوله وقواعده وشروطه اللحنية والفنية والتقنية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وزير الداخلية في الفلوجة للإشراف على نقل المسؤولية الأمنية من الدفاع

أسعار الصرف في بغداد.. سجلت ارتفاعا

إغلاق صالتين للقمار والقبض على ثلاثة متهمين في بغداد

التخطيط تعلن قرب إطلاق العمل بخطة التنمية 2024-2028

طقس العراق صحو مع ارتفاع بدرجات الحرارة خلال الأيام المقبلة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

بعد ثلاثة عقود .. عباس الكاظم يعود بمعرض «خطوات يقظة» في الدنمارك

مذكرات محمد شكري جميل .. حياة ارتهنت بالسينما

بيتر هاجدو والسرد الصيني

عدد مجلة "أوربا" الخاص عن الأندلس .. نسمة هواء نقي في محيط فاسد

رمل على الطريق

مقالات ذات صلة

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟
عام

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟

علاء المفرجي هل سيجد الشعر جمهورا له بعد مائة عام من الان؟؟… الشاعر الأميركي وليامز بيلي كولنز يقول: " نعم سيجد، لأن الشعر هو التاريخ الوحيد الذي نملكه عن القلب البشري" فالشعر يعيش بين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram