 ترجمة / حامد أحمد

في تقريرها السنوي عن العراق وتطبيق خطتها الستراتيجية المرسومة ذكرت منظمة برنامج الأغذية العالمي WFP انها طرحت في العام 2023 رؤيتها التنموية الأوسع لأنشطتها في العراق التي تركز على التأقلم مع تبعات التغير المناخي ومواجهة التحديات الاقتصادية الاجتماعية وذلك بما يتوافق مع أولويات البلد المرسومة لحد عام 2030.

وأشار التقرير الى ان العراق واجه تحديات حماية كبيرة على مدى العقدين الماضيين بسبب ظروف معارك وعنف. وعقب انتقاله نحو التنمية فان مشاكل حماية الجانب الإنساني لبعض الشرائح المتضررة ما تزال قائمة ويشمل ذلك الامن الغذائي وفقدان مصادر المعيشة ومحدودية الحصول على خدمات أساسية ما يستدعي ذلك لإيجاد حلول مستدامة لهذه الأوضاع.

وذكرت المنظمة في تقريرها ان الاستقرار السياسي الأخير وتحسن الوضع الأمني، رغم انه هش ، قد خلق فرصا للعراق للمضي قدما بالتوجه نحو تنمية طويلة الأمد. مع ذلك فان تامين الوضع الغذائي ما يزال أحد اهم التحديات القائمة بالنسبة للعراق. حيث ان الاثار العكسية لتغير المناخي قد اثرت على الإنتاج الزراعي للبلاد، وتمثل ذلك بزيادة تركيز الملوحة والتصحر وقلة مناسيب المياه في دجلة والفرات تسببت بتقلص المساحات الصالحة للزراعة. كانت تبعات ذلك صعبة على شرائح فقيرة من المجتمع من العوائل الفلاحية وخصوصا الذين يعتمدون على الأرض والمياه في تحصيل دخلهم المالي.

واستجابة لهذه التحديات وعبر خطتها الإستراتيجية للبلاد للعام 2020 – 2024 نفذت المنظمة حلول إبداعية للتخفيف من الاثار العكسية للتغير المناخي ومعالجة نسبة البطالة المرتفعة لدى شريحة الشباب مع تهيئة أرضية مناسبة لروح المبادرة تساهم بدعم جهود العراق لتحقيق اكتفاء زراعي وامن غذائي، وتعمل أيضا لتنمية مهارات عوائل نازحة وعائدة في مناطق متأثرة بالتغير المناخي لمساعدتهم في إعادة بناء معيشتهم الزراعية.

وتشير المنظمة في تقريرها الى انه على الرغم تراجع نسب التمويل لأنشطة استجابات الطوارئ، فان برنامج الأغذية العالمي بقي على تعهده بتوفير الدعم المباشر للشرائح الأكثر تضرر من نازحين وعائدين وكذلك الذين يفتقدون الى وثائق هوياتهم المدنية من اجل إعادة دمجهم بالمجتمع وشمولهم بشبكة الحماية الاجتماعية الوطنية.

وفي جنوبي العراق حيث الشعور تبعات التغير المناخي اكثر من مناطق أخرى فقد أسست منظمة برنامج الأغذية العالمي وبالشراكة مع الحكومة المحلية لمحافظة البصرة ووزارة الزراعة العراقية وجامعة البصرة لبناء مشتل على مساحة أرضية على المد البحري لإنتاج شتلات نبتة، مانغروف، بمعدل مليون شتلة بالسنة. وهو نبات يعمل على صد ومكافحة الموجات الحارة ويحافظ على الحياة المائية والإبقاء على موارد معيشة مجتمعات فلاحية في المنطقة. وسيساعد هذا المشتل أيضا الحكومة المضي بتعهدها لزراعة 5 ملايين شجرة من هذه النبتة وذلك بحلول العام 2028.

وكجزء من توسيع مشاريع التشجير، ساندت المنظمة مشتل سرجنار في السليمانية بزيادة انتاجه بمعدل 1000 % الى أكثر من 1.5 مليون شتلة مع نصب 12 بيت زجاجي ومنظومة طاقة شمسية لضمان ديمومة الري. ويساعد هذا البرنامج معيشة 130 عائلة ويساهم في استعادة أراضي زراعية وزيادة مساحة الغابات من اجل التقليل من تبعات التغير المناخي.

وفي محافظات مثل الانبار وديالى والبصرة فان منظمة برنامج الغذاء العالمي أدخلت أساليب زراعية جديدة باستخدام الواح في بيوت زجاجية بدلا من التربة من اجل مساعدة مزارعين محليين للتقليل من استخدام المياه مع استخدام الأسمدة الكيماوية من أجل زيادة الإنتاج.

وأطلقت المنظمة أيضا حلول مستدامة للحفاظ على الجانب الطبيعي والتنوع البيئي في منطقة الأهوار من خلال خلق فرص اجتماعية اقتصادية لعوائل المتضررة من سكنة الاهوار. وقامت بدعم 2,511 مزارع من خلال إعادة تأهيل أراض زراعية ومد قنوات مياه وتجهيزهم بمنظومات ري.

وكون ان شريحة الشباب تشكل نسبة 60% من تعداد نفوس العراق، فان برنامج التدريب بالشراكة مع مبادرة، جسور، قام بدعم ما يزيد على 1,950 ألف شاب عاطل عن العمل من مختلف المناطق من خلال دورات تدريب وتأهيل من تعلم لغة ومهارات الحاسوب لتسهيل دخولهم للسوق والحصول على فرصة عمل، ولأجل تحقيق ذلك بنت المنظمة شراكات ناجحة مع القطاع الخاص وجهات اكاديمية لتطوير معرفة الشباب ومهاراتهم التكنلوجية مع تمويل مشاريع صغيرة يتولون إدارتها.

وخلال العام 2023 دعم برنامج الغذاء العالمي 20 مركز تدريب عبر 14 محافظة استفاد منها أكثر من 35,800 شخص من الشباب نصفهم من النساء والفتيات مع شباب من مختلف الخلفيات من المجتمعات المتضررة، وأظهرت استطلاعات بين المتدربين بان 77% منهم ذكروا بان دورات التدريب ساعدتهم في الحصول على فرص عمل في السوق المحلية.

وأشارت المنظمة في تقريرها الى ان الدول المانحة الرئيسية لدعم خطة برنامج الغذاء العالمي في البلاد هي كل من ألمانيا والسويد والاتحاد الأوروبي وايرلندا واليابان وكندا.

• عن موقع ريليف ويب الدولي