علي حسين هل استطاعت الكتب ان تغير في طبائع البشر؟ وكم من كتاب قُدر له أن يوقف زحف الجيوش الالمانية على بلدان أوروبا، وهل امتلكت الاف الصفحات القدرة على منع دكتاتور من أن يلقي بمعارضيه للكواسر الجارحة؟،
صادفتنا كتب كثيرة تثير الدهشة والأسئلة المقلقة لكننا ادرنا ظهورنا ضجرا او يأسا في إمكانية إصلاح هذا العالم المضطرب،، في منتصف الستينيات اطلق كاتب أمريكي اسمه ريتشارد باخ نشيدا للحرية اسماه " طائر النورس ليفنجستون " قراناه في الثمانينيات في ترجمة قدمتها دار المأمون العراقية يروي فيه بأسلوب شاعري شفاف متدفق، وعبر حكاية مغامرات نورس صغير، يتمرد على أسلوب قطيعه فى الحياة ويقرر أن يحلق عاليا ليجرب فنون الطيران السريع بدلا من السعي وراء السفن انتظارا لما تلقيه في البحر من بقايا وفضلات الطعام كما يفعل أقرانه كل يوم.يقرر أن يعلو، ان يكتشف الوجود، وان لا تكون حياته مكرسة للأكل والنوم مثل بقية النوارس.فيكتشف ان السعادة الحقيقية فى الحرية، و أن الحرية لا تمنحه القدرة على التحليق عاليا فقط بل منحته حياة أفضل بكثير...شيء واحد كان ينغص عليه حياته الجديدة.. هو سوء الظن الذي يحمله شيوخ النوارس تجاهه، وقد تنامى سوء الظن هذا حتى جاء يوم تحلقت فيه الطيور فى دوائر على رمال الشاطئ ثم طلب منه شيخ القطيع أن يقف في مركز الدائرة الداخلية، ويظن أن النوارس جاءت لتهنئته، والتعلم منه، لكنه يفاجأ بأن الجميع غاضبون منه لأنه تجرأ على مخالفة تقاليد مجتمعه!، ويصرخ بهم: "يا أصدقائي تتهمونني باللامسؤولية. من يمكن أن يكون مسؤولا أكثر من نورس يبحث عن طريقة ترفع مستوى حياة قومه مراتب أرفع من مجرد الأكل والنوم؟ أعواما طويلة قضيناها لا نفكر إلا بأكل الفضلات، أما الآن فلدينا سبب جديد نبيل لنحيا.. لنتعلم.. لنكتشف.. ولنكون أحرارا.. امنحوني فرصة أعلمكم فيها معنى ان نحلق باتجاه الحرية والمحبة".ويعلن للجميع أن تقاليدهم يجب أن تتبدل وأن قانون الحرية يجب أن يسود. ويحاول شيوخ النوارس قتله، لكنه بما أوتي من قدرة على الطيران ينجو منهم، لكن قلبه يظل ينبض بالحب لهم، وذات يوم يسأله نورس صغير: كيف تستطيع أن تحب الذين حاولوا قتلك؟ يرد جوناثان: أواه يا فليتشر النورس، أنا لا أحب ذلك، بالطبع أنا لا أحب الكراهية والحقد، ولكنني أحب الخير في أعماق كل نورس وأحس ان من واجبي أن أساعدهم على اكتشاف ذواتهم وعلى إدراك معنى الحب في داواخلهم.هذا الكتاب أهداه مؤلفه إلى ليفنجستون النورس الحقيقي الذي يعيش بداخل كل منا، وانا اهدي كلماتي البسيطة هذه الى نوارس عراقية ستسعى إلى التحليق باتجاه مستقبل أفضل للبلاد.
العمود الثامن ..الطيران باتجــاه المحبـــة
نشر في: 6 سبتمبر, 2010: 07:37 م