 بغداد/ تميم الحسن

كانت اغلب التوقعات ترجح ان تؤجل ايران الهجوم على اسرائيل اسبوعا اخر لحين عودة محمد السوداني، رئيس الحكومة العراقية، من واشنطن. ووصل السوداني، امس، الى العاصمة الامريكية في زيارة يفترض ان تستمر حتى نهاية الاسبوع، على ان يلتقي اليوم الاثنين الرئيس جو بايدن.

وعشية هبوط طائرة رئيس الحكومة في قاعدة اندروز الجوية بولاية ميريلاند قرب العاصمة واشنطن، ارسلت طهران مئات المسيرات والصواريخ باتجاه اسرائيل، وبمشاركة فصائل عراقية.

وكان السوداني قد كشف لاول مرة، قبيل مغادرته بغداد، في مقال بمجلة امريكية، عن رغبته بإنهاء وجود الفصائل المسلحة.

ويقول مستشار سياسي لـ(المدى): "يبدو الهجوم الايراني الذي حدث مساء السبت كان توقيته مقصوداً للتأثير على زيارة السوداني".

واغلقت بغداد مجالها الجوي، قبل ان تعيد فتحه مرة اخرى فجر امس، ونقلت صور لمرور الطائرات المسيرة فوق مدن عراقية، مثل كربلاء، وواسط، وبابل.

واشارت بعض المعلومات ان نحو 25 طائرة مسيرة كانت قد انطلقت من الاراضي العراقية باتجاه اسرائيل.

بالمقابل قالت إيران إن نصف الصواريخ التي أطلقت باتجاه إسرائيل خلال ليلة السبت على الاحد، أصابت أهدافها بنجاح.

وشنت إيران خلال الليلة قبل الاخيرة، أول هجوم مباشر على إسرائيل في تاريخها، باستخدام المسيرات والصواريخ، وجاء ذلك ردا على تعرض قنصلية إيران في دمشق مطلع الشهر الحالي لهجوم صاروخي إسرائيلي أسفر عن مقتل 7 من الحرس الثوري الإيراني، بينهم الجنرال محمد رضا زاهدي.

ويشير المستشار السياسي في احد الاحزاب الشيعية والذي طلب عدم نشر اسمه ان "مشاركة فصائل بالهجوم الايراني قد تتسبب بتعثر لقاءات السوداني مع المسؤولين الامريكان".

وكانت الفصائل، في الاسبوع الاخير الذي سبق الزيارة، قد حاولت توريط العراق بالحرب بين ايران واسرائيل.

وقال رئيس أركان هيئة الحشد الشعبي عبد العزيز المحمداوي الملقب "أبو فدك"، قبل زيارة السوداني، إنهم "بانتظار قرار من المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي للرد على القصف الاسرائيلي".

ويتوقع المستشار السياسي انه في حال قامت الولايات المتحدة بالرد على الهجوم الايراني فان "الهدنة في العراق سوف تخرق لان الرد سيطال فصائل في الداخل شاركت في ليلة الصواريخ الاخيرة".

وكان الرئيس الأمريكي حذر إيران من الإقدام على أي هجوم يستهدف إسرائيل. وقال ان: "الولايات المتحدة ملتزمة بدعم إسرائيل والدفاع عنها". وادعت فصائل عراقية انها ضربت مؤسسات عسكرية، ومنشآت نفطية، ومطارات، في اسرائيل 25 مرة منذ سريان الهدنة الاخيرة مع القوات الامريكية، "بحسب احصائية اجرتها (المدى)".

وبدت الفصائل في هدنة منذ شباط الماضي، اعترف بها لاول مرة قيس الخزعلي زعيم العصائب، قبل ايام.

زيارة السوداني

وفي أجواء زيارة رئيس الحكومة الى واشنطن، اعلن المكتب الاعلامي للاخير وصوله الى واشنطن، فجر امس الاحد.

وبحسب جدول الأعمال الذي حصلت (المدى) على نسخة منه، فإن الزيارة تستمر حتى يوم الخميس المقبل. ويبدو ان السوداني تجنب اصطحاب اي مسؤول او نائب من "الاطار التنسيقي" خلال الزيارة، كما لم يظهر اسم اي مسؤول أمني رفيع ضمن الوفد.

ويتكون الوفد الرئيسي من 57 شخصية، من بينهم وزراء التخطيط، النفط، المالية، ومحافظ البنك المركزي، اضافة الى 3 نواب في لجنة العلاقات الخارجية، و13 مستشاراً.

اضافة الى المرافق الشخصي للسوداني و4 من الحمايات، و4 مصورين، 3 فنيين في مجال الصوت والصورة، واثنين من المضيفين الخاصين برئيس الحكومة.

الى جانب اللجنة التشاورية والمكونة من 18 شخصية، و12 شخصية صحفية وممثلي فضائيات عراقية، و22 من طاقم الطائرة الخاصة التي ستنقل الوفد.

كما سيخصص للوفد اكثر من 100 غرفة في اكثر من فندق، و100 سيارة، من بينها 60 غرفة في فندق (ويلارد إنتركونتيننتال واشنطن)، الفندق التاريخي الفاخر.

ويفترض بحسب جدول الاعمال ان يلتقي السوداني في اول يوم من الزيارة (امس الاحد) بيرت ماكغورك منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الاوسط، ثم لقاء مع نخبة من الجالية العراقية في واشنطن.

ويوم الاثنين (اليوم) سيلتقي السوداني على الفطور مع أنتوني بلينكن وزير الخارجية، قبل ان يجتمع مع بايدن عند الظهيرة.

ويستمر اللقاء ساعة واحدة، حيث سيحضر الاجتماع وزيرا النفط والتخطيط، وسفير العراق في واشنطن نزار الخيرالله، ومسؤول مكتب العلاقات الخارجية في حكومة كردستان سفين دزه ئي، و3 من مستشاري السوداني.

بعدها سيلتقي السوداني مع لويد اوستن وزير الدفاع في مبنى "البنتاغون"، حيث الملف الأمني واحد من اهم مفاصل الزيارة حسب ما تقوله بغداد، وهو المتعلق بسحب قوات التحالف. لكن لا يظهر -وفق جدول الأعمال- اسم اي مسؤول امني رفيع في لقاء اوستن، سوى نائب الأمين العام لوزارة الدفاع العراقية والملحق العسكري.

وتتضمن زيارة السوداني لقاءات مع مسؤولين في وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي أي)، والأمن الوطني، الخزانة الامريكية، المؤسسات المصرفية، وشركات استثمارية.

كما سيلتقي رئيس الحكومة مع الجالية العراقية في مدينة هيوستن قبل ان يغادر الولايات المتحدة مساء الخميس.