 ذي قار / حسين العامل

كشف اتحاد الجمعيات الفلاحية في محافظة ذي قار، عن حرمان 60 بالمئة من فلاحي المحافظة من تسويق محاصيلهم الزراعية من الحنطة إلى وزارة التجارة، فيما بين أن خطة التسويق تشمل فقط المساحات المشمولة بالخطة الزراعية البالغة 222 الف دونم من أصل 600 ألف دونم مزروعة فعلياً.
يأتي ذلك في وقت اعلنت فيه ادارة الحكومة المحلية عن المباشرة بعمليات تسويق محصول الحنطة في خمسة مواقع رئيسية، مشيرة الى اثر ذلك في تعزيز الخزين الستراتيجي من الحبوب وتوفير مادة الطحين ضمن مفردات البطاقة التموينية.
وبالتزامن مع اطلاق عملية التسويق تظاهر العشرات من الفلاحين أمام سايلو الناصرية للمطالبة بشمولهم بخطة التسويق، مؤكدين لـ(المدى)، ان "الخطة الزراعية التي اعلنتها وزارة الزراعة خلال الموسم الشتوي لم تشمل جميع الفلاحين بسبب شحة المياه وهو ما ادى الى حرمان اكثر من نصف الفلاحين من موردهم الاقتصادي الوحيد"، مبينين ان "الفلاحين غير المشمولين بالخطة الزراعية استثمروا وفرة مياه الامطار وتمكنوا من زراعة اراضيهم الا انهم فوجئوا بعدم شمولهم بخطة التسويق". وشدد الفلاحون على "ضرورة شمولهم بالخطة اسوة ببقية الفلاحين الذين شملتهم خطة التسويق". وتبلغ الخطة الزراعية لمحافظة ذي قار المعلنة والمقرة من وزارة الزراعة بالتنسيق مع وزارة الموارد المائية 222 الف دونم بواقع 221 الف دونم حنطة و 1000 دونم شعير، غير ان المساحات الزراعية الفعلية المزروعة ضمن الموسم الشتوي الحالي تقدر بنحو 600 الف دونم وذلك اثر الموجة المطرية التي وفرت المياه اللازمة لسقي المحاصيل الزراعية في الاراضي المزروعة خارج الخطة المعتمدة.
رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في ذي قار حسين نعمة رباط الازيرجاوي، دعا الى تعديل خطة تسويق المحاصيل الزراعية بما يتيح التسويق لجميع الفلاحين.
وقال الازيرجاوي في حديث لـ(المدى)، إن "عملية تسويق المحاصيل الزراعية لوزارة التجارة يشمل فقط الأراضي المشمولة بالخطة الزراعية ويحرم ما عداها من التسويق".
ويرى الازيرجاوي، أن "حرمان الفلاحين من تسويق محاصيلهم سيكبدهم خسائر فادحة"، منوها الى ان " الفلاحين اليوم هم احوج ما يكون للدعم بعد تعرضهم لحقبة من الجفاف اثر شح وازمة المياه التي تواجه البلاد منذ عدة سنوات". وقدر رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية الأراضي المزروعة خارج الخطة بـ 60 بالمئة من اجمالي المساحات الزراعية في محافظة ذي قار، مبينا ان "الاراضي الزراعية المزروعة بمحصولي الحنطة والشعير والخضراوات ضمن الخطة الزراعية وخارجها توسعت بعد وفرة مياه الأمطار لتشمل 600 ألف دونم". ويجد الازيرجاوي ان "حرمان الفلاحين من تسويق محاصيلهم سيؤدي الى حرمانهم من مصدر رزقهم الوحيد وهو ما يستدعي تدخل حكومي عاجل بهذا الصدد"، لافتا الى ان "الفلاحين اقدموا خلال تظاهراتهم الاخيرة على غلق ابواب السايلو الا انه تدخل شخصيا لفتحة بعد تلقي وعود حكومية بشمول الفلاحين المحرومين بعملية التسويق". وناشد رئيس الجمعيات الفلاحية الوزارات المعنية ومجلس الوزراء بادراج محاصيل الفلاحين من الاراضي المزروعة خارج الخطة الزراعية ضمن خطة التسويق بدلا من تلجأ المؤسسات الحكومية الى شراء الحنطة من خارج البلاد لتغطية العجز في خزين الحبوب.
ومن جانبه اشار محافظ ذي قار مرتضى الابراهيمي الى مخاطبة وزارة الزراعة حول توسيع عملية التسويق لتشمل المزارعين الذين ليست لهم علاقة او عقود زراعية وكانت زراعتهم خارج الخطة.
وكانت مديرية زراعة ذي قار، قد اعربت في 21 تشرين الثاني 2023 عن املها بتوسيع مساحة الخطة الزراعية للموسم الشتوي الحالي البالغة 222 الف دونم الى اكثر من ذلك اثر الموجة المطرية الاخيرة التي وفرت المياه للرية الاولى لمحاصيل الحنطة والشعير، في وقت اعلنت فيه مديرية المورد المائية عن تحسن الايرادات المائية في نهر الغراف.
وقال مدير زراعة ذي قار في حينها ان "الموجة المطرية كانت عامل مساعد ومؤثر ايجابي في تامين مقومات نجاح الخطة الزراعية للموسم الشتوي الحالي"، مشيرا الى ان " ذلك من شانه ان يدفع باتجاه اعادة النظر في الخطة الزراعية وتوسيع المساحات المشمولة فيها فضلا عن خطة تسويق المحاصيل الزراعية" .
وتواجه الخطة الزراعية في محافظة ذي قار في مواسم الجفاف جملة من التحديات ابرزها تذبذب مناسيب المياه وتجاوز المحافظات الاخرى على الحصة المائية الخاصة بالمحافظة ناهيك عن تجاوز عدد كبير من الفلاحين على الحصص المائية المخصصة للمناطق الواقعة في ذنائب الانهر.