ذي قار / حسين العامل

بالتزامن مع يوم الفلاح العراقي كشف اتحاد الجمعيات الفلاحية في ذي قار عن تردي الواقع الزراعي وما يوجهه الفلاحون من مخاطر النزوح الناجمة عن التصحر وتذبذب مناسيب المياه وشحتها، مؤكدا تلقي 2000 طلب من الفلاحين ومربي المواشي يطالبون فيها بالتعويض عما لحق بأراضيهم وبساتينهم ومواشيهم من خسائر جسيمة خلال العام المنصرم.
واوضح رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في ذي قار حسين نعمة رباط الازيرجاوي في حديث لـ(المدى) ان "وضع الفلاح في ذي قار في ظل الواقع الزراعي الحالي غير مستقر ويواجه جملة من التحديات ابرزها الجفاف وتذبذب مناسيب المياه وعدم توزيع الحصة المائية بصورة صحيحة".
وبين، أن "اتحاد الجمعيات تلقى ما يقرب من 2000 طلب من الفلاحين ومربي المواشي يطالبون فيها بالتعويض عما لحق بهم من خسائر واضرار بسبب الجفاف وشح المياه والتصحر خلال العام المنصرم".
واضاف، ان "الفلاحين المتضررين يتوزعون على مناطق الجبايش والفهود وسوق الشيوخ والناصرية والبطحاء والغراف وغيرها من المناطق التي تضررت من الجفاف وشح المياه".
واشار الازيرجاوي الى ان "اتحاد الجمعيات الفلاحية فاتح الدوائر المعنية (مديريتي الموارد المائية والزراعة وادارة المحافظة) بصدد طلبات الفلاحين الا ان ذلك لم يسفر عن نتائج حتى الان".
وتحدث الازيرجاوي عن مخاطر نزوح الفلاحين من الريف الى المدينة واثارها على حياة الفلاحين اذ يجد ان "تقليص مساحات الخطة الزراعية الى اقل من نصف المساحات الصالحة للزراعة قد اضر بالفلاحين وحرمهم حتى من تسويق محاصيلهم الزراعية ولاسيما محصول الحنطة المزروعة في الاراضي غير الداخلة ضمن الخطة الزراعية والتي زرعها الفلاحون بالاعتماد على مياه الامطار".
ولفت الى انه اضطر لمخاطبة منظمات الامم المتحدة لإنقاذ الفلاحين مما آلت اليه اوضاعهم بسبب الجفاف.
واشار الطلب الذي رفعه اتحاد الجمعيات الفلاحية في ذي قار الى مكتب منظمة اليونيسف التابع للأمم المتحدة وتلقت (المدى) نسخة منه الى "اتساع رقعة التصحر مما ادى الى تلف البساتين والمزارع بنسبة ٧٠ بالمئة وجفاف الاهوار في مدينة الجبايش والحمار والفهود وسوق الشيوخ"، منوها الى "هلاك الثروة الحيوانية من (الابقار، الاغنام، الجاموس، الماعز) في مناطق الزيريج وال ابراهيم وخفاجة والحصونة وعبودة وكنانة والبدور والغزي والحسينات وبني خيكان عامة وعشائر أخرى".
واشار طلب الجمعيات الفلاحية الى "تداعيات شح مياه الشرب وما نجم عنها من نزوح سكان القرى والفلاحين في حوضي دجلة والفرات الى المدن المجاورة حفاظا على أرواحهم وطلبا لسبل المعيشة"، مشيرا الى "معاناة متواصلة يمر بها اهالي مدن وقرى ذي قار بسبب فقدان موارد العيش والتصحر والنزوح" .
وحذر اتحاد الجمعيات الفلاحية في طلبه الموجه الى المنظمة الدولية من "انتشار الأوبئة بين البشر والماشية، مؤكدا حصول هلاكات كبيرة في الثروة الحيوانية ولاسيما قطعان الجاموس"، مطالبا المنظمة الدولية بدعم ملف المياه وانقاذ الفلاحين من الجفاف.
ويحتفل العراقيون في 15 نيسان بيوم الفلاح العراقي اذ عقد اول مؤتمر للجمعيات الفلاحية العراقية في ذلك التاريخ من عام 1959 ، اذ يطمح الفلاحون ان ينعكس الاحتفال في مثل هذا اليوم على تسليط الضوء على الواقع الزراعي وايلاء الفلاحين المزيد من الاهتمام الحكومي من خلال تقديم الدعم المطلوب للفلاحين وتوفير المياه ووقف زحف التصحر والكثبان الرملية وحماية المنتج الزراعي وزيادة حصة القطاع الزراعي في الموارد العامة.
ويواجه الفلاحون والقطاع الزراعي في محافظة ذي قار في مواسم الجفاف جملة من التحديات ابرزها تقليص الخطة الزراعية وتذبذب مناسيب المياه وتجاوز المحافظات الاخرى على الحصة المائية الخاصة بالمحافظة ناهيك عن تجاوز عدد كبير من الفلاحين على الحصص المائية المخصصة للمناطق الواقعة في ذنائب الانهر وكذلك افتقار البلاد إلى الآليات العلمية والتقنيات الحديثة في الزراعة وتجاوز دول الجوار على الحصة المائية.
وكشف اتحاد الجمعيات الفلاحية في ذي قار يوم 15 نيسان 2024 عن حرمان 60 بالمئة من فلاحي المحافظة من تسويق محاصيلهم الزراعية من الحنطة إلى وزارة التجارة ، وفيما بين أن خطة التسويق تشمل فقط المساحات المشمولة بالخطة الزراعية البالغة 222 الف دونم من أصل 600 ألف دونم مزروعة فعلياً ، نظم العشرات من الفلاحين تظاهرة أمام سايلو الناصرية للمطالبة بشمولهم بالخطة المذكورة.
وتبلغ الخطة الزراعية لمحافظة ذي قار المعلنة والمقرة من وزارة الزراعة بالتنسيق مع وزارة الموارد المائية 222 الف دونم بواقع 221 الف دونم حنطة و1000 دونم شعير ، غير ان المساحات الزراعية الفعلية المزروعة ضمن الموسم الشتوي الحالي تقدر بنحو 600 الف دونم وذلك اثر الموجة المطرية التي وفرت المياه اللازمة لسقي المحاصيل الزراعية في الاراضي المزروعة خارج الخطة المعتمدة.