اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > مراجعات :نانسي ليست كارل ماركس

مراجعات :نانسي ليست كارل ماركس

نشر في: 7 سبتمبر, 2010: 05:52 م

حواس محمدمن خلال العنوان أعلاه يمكن للمتابع السياسي ان يدرك ما يقصده المؤلف دون شعور كبير بالغرابة والتعجب من الرابط المشترك الذي جمع بين فنانة عربية تعيش عصرنا الحالي وبين مفكر وفيلسوف غربي عاش في القرن التاسع عشر وهذا الرابط هو الشهرة ،
الشهرة فقط في وقت تراجعت فيه الثقافة وتقدمت الأغاني والرقصات والطقاطيق السريعة والتي تركز على الشكل والبهرجة والمظهر وتترك المضمون خاويا فارغا لأن ذلك لم يعد يهم المتابعين، أو بتعبير مصري معروف " الجمهور عايز كده " .rnلكن الذي يجهل المسائل الثقافية ستصيبه الدهشة والاستغراب الكبيران ويقول لماذا الجمع في العنوان بين نقيضين .. مفكر جاد وفنانة دلوعة تهتم بالمكاييج والموديلات وشتى أشكال التمظهر والاستعراضية ؟! ينطلق الأستاذ حازم صاغية في كتابه نانسي ليست كارل ماركس الصادر عن دار الساقي من خلال تمهيده من قول احدهم ناعيا " الزمن العربي الرديء" الذي كان مثله المفحم أن " مؤخرة نانسي عجرم أصبحت أهم من مقدمة ابن خلدون " ومعترفا بأن المقارنة الساخرة والمرة هذه لا تخلو من وجاهة تحمل على الزراية، وعلى حد تعبيره : فيا للهول حين تصير تلك المؤخرة أهم من تلك المقدمة بل من أية مقدمات يفتح بها فهم التاريخ!مقالات المؤلف تتفاوت حجما وزمنا، الا أنها تتراوح كلها في الرقعة الممتدة بين السياسي والثقافي وهي معنية بما يتغير ويتحول على مقربة، أو ما نخاله على مبعدة منا،وتم توقيع معظم نصوص الكتاب بالاسم الفعلي للمؤلف، وبعضها القليل بأسماء مستعارة، تعلن بطريقتها ان المقدمات على رأسنا وعلى رأسنا كل المؤخرات، كذلك فمن  هذه،  ومن تلك، ومن قوس قزح عريض جدا يمتد بينهما، تتشكل الحياة، وتحرز معناها،  فيما تصير الدعوة الى حبها دعوة ذات معنى. في مقال بعنوان " نانسي عجرم" يرى المؤلف ان نانسي عجرم كأي " كوكيت" تحل في القلب انطلاقا من الخطأ الذي تقوله او ترتكبه فتبدو بسببه "  مهضومة " وليس من الصواب الذي ينوء عليها بثقل الظل والوطأة، والحال ان الفتاة التي أرادت لنفسها أو أريد لها المكث بين الثانية عشرة والثامنة عشرة، وهي السن المثلى في حالة نانسي، يصح فيها ما قالته العرب قديما في الشعر عندما جعلت أعذبه أكذبه. وفي مقال له بعنوان " كرة القدم ولاعبها " يشير المؤلف الى ان مجرد الاتفاق على متابعة هذه " الحرب " بالتلفزيون يعني ان كرة القدم أقرب الى تنفيس العنف منها الى العنف  واشبه كثيرا لمسرحة غريزة القتل منها بإطلاقها، غير أنه يعني أيضا غياب الامتثال  للتلفزيون، كما نعهده في نشرات الأخبار او البرامج الثقافية اذ تتواكب المشاهدة مع التعليق كلاما وصراخا وصفيرا وحالات متواصلة من الوقوف والجلوس وتغيير الوضعية الجسمانية للمشاهد، انها متابعة بصرية تحرر صاحبها فيما تلطفها المشهدية الطاغية التي تهيمن على " الحرب" هذه سلع وبيع وشراء وتسلية، حتى ان علاقات الحشود القومية من إعلام وبيارق وأغان وأناشيد تروح تدرج في سلع السلوى وفي مشهدية المشهد، وقد يقال، بحق ان تزوير الواقع يبقى في هذا كله كبيرا جدا بطبيعة الحال، كإن يبدو النظام القمعي والمغلق وهو يستقبل المونديال نظاما منفتحا وملونا وتبدو الأمة موحدة وراء علمها ونشيدها، فيما تستتر خلافاتها وتغيب تناقضاتها خصوصا ان الجميع على تمايزهم، يتساوون في مشاهدة اللقطة التلفزيونية نفسها. وفي مقال له عن الفضائيات العربية يبدي استغرابه الشديد من استحضار بعضهم الملائكة الذين قال مراسل الجزيرة في العراق انه شاهدهم يتوافدون لدعم مسلحي الفلوجة ضد الأميركيين، ويرى أنه في فضائية الجزيرة ميل واضح للتسامح مع أبطال الارهاب وإيجاد الأعذار لهم لاسيما إن تعبير " الارهاب " غالبا ما يمهد له بأوصاف تشكيكية . ويتحدث المؤلف عن " هيلاري كلينتون " وزيرة الخارجية الاميركية الحالية ويصفها بانها حاملة مشروعاً يجعلها تصمت وتتحمل ويجعلها احيانا تتنازل لمتطلبات " الصورة" والدور العام المخبأ للمستقبل، وكان السلاح الأمضى في مكافحة مشروعها أنها " راديكالية" الا ان هذه الراديكالية مزحة سمجة في آخر المطاف، فكل ما يتصل بهيلاري شخصيا محافظ . وفي مقالته عن كارل ماركس يشير المؤلف الى أن " الرفاق الروس " سددوا ضربتين الى الماركسية الأوروبية، واحدة حين تمردوا عليها في الممارسة ليبنوا حزبهم الحديدي ويرتكبوا ثورتهم الدموية، والثانية حين أولوها، في النظرية تأويلا ميتا فصارت تملك لكل سؤال جوابا محكما، ويتأسف المؤلف لوجود " ماركسيين" اليوم لا تزال تسيطر عليهم الرغبة في استئناف الالتحاق بالمنطق القديم عينه، لكن بدل القوى"  الوطنية المناهضة للامبريالية" تحل القوى " الوطنية الممانعة" من غير ان ينظر في الحالين الى تركيب " الحليف " وتكوينه ووعيه، وفي لغة معبرة وحكيمة وذات مدلول كبير يشير المؤلف الى أن

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram