علاء المفرجي
غيب الموت فبل مدة المخرج الكندي نورمان جويسون عن عمر يناهز 90 عاماً، صاحب المسيرة الزاخرة بالأعمال الهوليوودية؛ أبرزها (في حمى الليل) و"جيزس كرايست سوبرستار" (يسوع المسيح نجما).
وانطلقت مسيرة جويسون في المجال التلفزيوني الكندي، قبل أن يصبح أحد أكثر مخرجي الأفلام تنوّعاً في هوليوود. ونال 3 ترشيحات بجوائز الأوسكار في فئة أفضل مخرج عن "ذي راشن آر كَمينغ" عام 1966، و"ذي توماس كراون أفير" عام 1968، و"فيدلر أون ذي روف" عام 1971. واشتهر في الولايات المتحدة بأعماله التي تتناول قضايا اجتماعية، على غرار فيلم "في حمى الليل" الذي نال عنه 5 جوائز أوسكار عام 1967.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الاثنين، أن جويسون قال في إحدى المرات، إنّ "الأفلام التي تتناول الحقوق المدنية والعدالة الاجتماعية هي التي تهمّه". من بين نجوم هوليوود الذين تعاون معهم جويسون سيلفستر ستالون في "فيست" (F.I.S.T)، وآل باتشينو في "العدالة للجميع" ودينزل واشنطن في (الاعصار).
كما تعاون مع الفرنسي جيرار دوبارديو في فيلم "بوغس" عام 1996. وحصدت أفلامه في المجموع 46 ترشيحاً لجوائز الأوسكار وفازت في 12 منها.
ولد نورمان جويسون في تورنتو عام 1926، ونشأ في عائلة بروتستانتية، بينما كان والداه يديران عملاً تجارياً في أسفل شقتهما. وتعرّض للتنمّر في مدرسته بسبب اسمه، لأنّ زملاءه كانوا يعتقدون أنه يهودي، على ما ذكرت "نيويورك تايمز".
وأبدى خلال سنّ مبكرة اهتماماً بالسينما والمسرح. وبعدما عمل بداية سائق سيارة أجرة، حصل على وظيفة في تلفزيون "سي بي سي" الكندي خلال خمسينات القرن الماضي.
وأمضى في هذه القناة 7 سنوات قبل أن يدخل مجال التلفزيون الأميركي ثم السينما. ونال وسام كندا في بلده الأم، وله 3 أبناء و5 أحفاد.
ومن بين الذين أشادوا بجويسون كانت المغنية العالمية شير، التي فازت هي نفسها بجائزة الأوسكار عن أدائها في فيلم شارد الذهن، وكتبت: "وداعا أيها الأمير الجميل، شكرًا لك على واحدة من أعظم وأسعد وأكثر التجارب متعة في حياتي، وبدونك، لن أحصل على رجلي الذهبي الجميل".
حقق المخرج الراجل نجاحًا باهرًا مع أفلام نالت إشادة نقدية وكان لها حضور قوي في حفلات ومهرجانات توزيع الجوائز، ومنها 3 أفلام حصدت على ترشيحات بجوائز الأوسكار أفضل مخرج، وهي (في حمى الليل)، والفيلم الموسيقي ذو الميزانية الكبيرة و (عازف الكمان على السطح)
ورغم الشهرة التي حققها وحصول أفلامه على 46 ترشيحًا للأوسكار وحصد نجوم هذه الأفلام الكثير من التماثيل الذهبية، لكن جويسون لم يفز على الإطلاق بجائزة أوسكار أفضل إخراج، وكانت أقوى فرصه أمام زميله مايك نيكولز، الذي فاز بها عن فيلم التخرج.
حول منهجه السينمائي قال جويسون ذات مرة: "إن الأفلام التي تتناول الحقوق المدنية والعدالة الاجتماعية هي الأعز بالنسبة لي". وأرجع ولعه بمثل هذه القصص إلى إحساسه طوال حياته بأنه غريب.