عواصم/ متابعة اخبارية في الوقت الذي يزداد فيه الانقسام الفلسطيني الداخلي وتتصاعد فيه حدة التصريحات بين أطرافه المتمثلة بالسلطة الفلسطينية وحماس وباقي فصائل المقاومة فاجأ الرئيس محمود عباس الجميع بانتقاد غير مسبوق للانتفاضة الفلسطينية عام 2000 والتي عرفت بانتفاضة الحجارة قائلا عنها " لقد دمرتنا الانتفاضة ودمرت كل ما بنيناه وما بني قبلنا " .
وأكد عباس في تصريحات صحفية لصحيفة الرأي الكويتية انه عاتب على الزعماء والقادة العرب والأشقاء العرب، الذين قرروا في القمة العربية الأخيرة ان يدفعوا لمدينة القدس 500 مليون دولار للمحافظة على عروبتها وإسلاميتها، و"لم يصلها فلس واحد"، معتبراً ذلك بأنه "فضيحة حقيقية".موضحا انه خلال البحث مع رئيس القمة العربية، قلت له: قررت القمة 500 مليون دولار للقدس لم يصلنا منها اي شيء، لا أريد التحدث عن التزامات العرب تجاه السلطة والتي تصل من بعض الدول ولا تصل من أخرى، لكن الأموال مخصصة للقدس ولحماية القدس وسمعنا الكثير من الخطابات التي تقول ان القدس عاصمتنا جميعا، مقدساتنا وقبلتنا الأولى ومسرى نبينا، ( لكن ) لم يصلنا للقدس فلس واحد (...) لا دعم للسلطة ولا دعم لعروبة القدس والحفاظ على مقدساتها".وهدد محمود عباس بترك منصبه في حال مورست عليه ضغوطات لتقديم تنازلات فيما يتعلق بالثوابت الفلسطينية، كقضية اللاجئين والحدود، وقال إن "أي ضغط علي لتقديم تنازلات في قضيتي الحدود واللاجئين والقضايا الجوهرية الأخرى، يعني أنني سأحمل حقائبي وأرحل، ولن أبقى للتوقيع على تنازل واحد من ثوابت الشعب الفلسطيني".وكشف ان السلطة الفلسطينية هي التي لعبت دور الوسيط لتقوم مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وسوريا برعاية تركية، متمنيا على العرب الذين يريدون ان يحاربوا "ان يحاربوا وسنكون في الطليعة، أما أن تحاربوا فينا فلا" .وقال عباس في تصريحاته التي أدلى بها من على متن طائرته العائدة من واشنطن: المطلوب من العرب ودول الخليج في هذه المرحلة التأييد السياسي والدعم الاقتصادي والمالي والدعم الكامل على الصعيد السياسي في كل القضايا"، مشيراً الى ان "القيادة الفلسطينية ستضعهم في كامل الصورة الواضحة عن كل ما يجري".وأضاف: "نريد من دول الخليج الدعم السياسي والمعنوي والمالي والموقف الإيجابي كالعادة".وعن قطاع غزة، قال: لن تترك غزة لحركة حماس، كما لن تترك الضفة الغربية لحماس او غيرها، والجميع يعرف الظروف التي جاءت بالانقلاب والتي أدت الى مثل هذا الانقسام، ونحن قررنا ألا يحدث أي صدام بيننا وبين أخواننا بمعنى ألا نستعمل السلاح بل نلجأ الى الحوار لإنهاء الانقسام .وكان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات قد قال الأحد الماضي ان السلطة الفلسطينية "ستزول" في حال فشل التوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل.وقال عريقات لوكالة فرانس برس "نأمل التوصل الى دولة فلسطينية. اذا لم نتوصل إلى ذلك فالأفضل ان نتنحى"، مضيفا ان سيناريو مماثلا يعني نهاية السلطة الفلسطينية التي يمثلها الرئيس محمود عباس، وانتصار حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة.وأضاف "إذا توصلنا إلى اتفاق فان حماس ستزول، ولكن اذا فشلنا فسنزول نحن. آمل فعلا ان نصل الى اتفاق إن شاء الله".
عباس: الانتفاضة دمرتنا.. وأموال دعـم القدس "فضيحة"!
نشر في: 7 سبتمبر, 2010: 06:15 م