بغداد/ وائل نعمة يدخل العراقيون هذا العيد بعد انسحاب غالبية القوات الامريكة، ووسط تفاؤل بان يكون اليوم الاخير من رمضان يوم حسم ملف تشكيل الحكومة كما هو المعتاد في الازمات السابقة التي مرت بها البلاد، وافرزت سياسة ما يسمى "اللحظات الاخيرة"، ورغم تصاعد اعمال العنف واخرها الهجوم على وزارة الدفاع القديمة تعكف الكثير من العوائل على الاستعداد مبكرا لحلول العيد من خلال الاقبال الكبير على الاسواق وشراء ملابس الاطفال والكبار و على حجز تذاكر السفر في داخل وخارج البلاد.
في المقابل تؤكد امانة بغداد على استنفار كل كوادرها لتهيئة المتنزهات والساحات التي عادة ماتشهد اقبالا واسعا خلال ايام العيد، يقول حكيم عبدالزهرة مدير اعلام الامانة لـ"المدى"قامت كافة دوائرنا البلدية ومنذ وقت مبكر من شهر رمضان بتحضير المرافق السياحية في بغداد استعدادا لاستقبال الزائرين خلال العيد، خصوصا متنزهات الزوراء وكورنيش الاعظمية وحدائق ابو نؤاس، بالاضافة الى الاماكن المقدسة في الاعظمية والكاظمية والعمل مع قسم الكهرباء في تزين الشوارع بالمصابيح الكهربائية"، واشار"عبدالزهرة"الى ان الامانة تنسق وعلى مستوى عال مع القوات الامنية وعمليات بغداد للحفاظ على ارواح الزائرين وتسهيل مرور السيارات والسابلة وتأمين المناطق السياحية كافة.ويؤكد الناطق باسم الامانة"ان كوادر الامانة لاتعرف الراحة ولاتاخذ اجازات طيلة فترة عملها فهي تعمل ليل نهار وبدون توقف لخدمة المواطن البغدادي".ويلفت"عبدالزهرة"الى ان هذه السنة لن تقوم الامانة بفتح مشروع او مرفق جديد وارجاؤها الى فترة الخريف، حيث كانت الامانة ترغب في افتتاح مدينة العاب الرصافة التي يطلق عليها الان"السندباد"، واوعز عدم افتتاحها الى عدم اكتمال العمل فيها بعد.فيما تباينت استعدادات البغداديين لاستقبال العيد بين ملتزم بالتقاليد الاجتماعية والأسرية التي أعتاد على تأديتها في كل عيد وآخر يجد أن العيد قد تغير عما كان عليه في السابق.الكثير منهم أكد التزامه بتأدية الاستعدادات من خلال إعداد الحلوى والمعجنات العراقية وشراء الملابس الجديدة التي يرتديها في العيد وتنظيف المنازل.ويرى"محمد"25 عاما، ان العيد لم يعد مختلفا عن الايام الاعتيادية الاخرى سيما ان بغداد تخلو من الاماكن السياحية الحقيقية التي يمكن ان نقضي فيها ايام العيد، لذلك لم اشتر ملابس جديدة ولن اخرج من البيت".في حين لايخفي الكثير مخاوفهم في ايام العيد ان تكون مناسبة يستغل فيها الارهابيون تجمع العوائل وان يكونوا هدفا لاغراضهم الاجرامية، تقول ام مريم"اتمنى ان يمر هذا العيد بكل خير وان لايعكر صفو هذا الجو العصابات الاجرامية التي تستهدف فرحة العراقيين".بالمقابل تقوم بعض العوائل العراقية بالاستعداد عبر السفر الى اقليم كردستان والتمتع بمناظره الخلابة سيما ان الجو قد اصبح مناسبا للسفر، يتحدث"خالد"عن مشاريعه في العيد"لن اكون في بغداد في هذا العيد سأكون في كردستان بعد اليوم الثاني، اليوم الاول سيكون مخصصا لزيارة الاقارب والاصدقاء وبعدها سأسافر مع العائلة الى اربيل".ويصف"ابو سجاد"احتفال الأطفال بالعيد بأنه اروع ما يكون لأن الطفولة هي من تذكرك بالعيد مهما تراكمت المشاكل، ويجد اصحاب محال بيع الالعاب النارية في العيد مناسبة لتصريف أكبر كمية ممكنة، ومع تأكيد المواطنين ومنهم"ابو سجاد"أهمية العيد في الوحدة الوطنية و تقوية اواصر المودة والتواصل بين الناس، إلا انهم يعتقدون ان الناس بحاجة الى التعاطي بحميمية أكبر مع العيد، مستذكرين اعياد ايام زمان وكيف كانت علاقات الناس خلالها تبدو أكثر متانة.فيما لم يتمالك الكثير من المتواجدين في السوق والمتبضعين للعيد انفسهم من عدم الانجرار الى السياسة والتطرق لموضوع الحكومة وتشكيلها، حيث تمنى الكثيرون ان يشهد العيد انبثاق الحكومة لتكون"عيدية"للعراقيين.
مواطنون يتمنـون العيد مناسبة لتقريب الفرقاء والخلاص من الإرهاب
نشر في: 7 سبتمبر, 2010: 08:16 م