 بغداد/ هشام الركابي اكدت مصادر استخبارية لـ"المدى"ان مسلحي تنظيم القاعدة ومايسمى بدولة العراق الاسلامية بداوا باللجوء الى اطراف المدن بهدف الخلاص من الضغط وعمليات الملاحقة التي تقوم بها القوات الامنية. واشارت تلك المصادر الى ان الضربات التي تلقتها القاعدة لم تثنها عن العمل لذلك فهي تقوم بالتخطيط وتحديد الاهداف وتنفيذ الهجمات مستغلة في ذلك انشغال القوى السياسية والحكومة بأزمة تشكيل الوزارة.
وكانت مصادر امنية قد اعلنت عن وجود مؤشرات تدل على انتشار بين 10 و15 مسلحاً يحملون جنسيات عربية ويتبوأون مناصب قيادية بتنظيم القاعدة في بعض مناطق ديالى. وقالت المصادر إن المسلحين هم من الجنسيات العربية وينتشرون حالياً في بعض مناطق المحافظة ويقودون خلايا القاعدة سواء في العمل الميداني أو الإفتاء الشرعي، مشيراً الى ان عدد المسلحين ليس معروفا لحد الان.من جانبه أكد المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا ان الاجهزة الامنية لا تزال في حالة استنفار وتأهب قصوى بغية افشال اية محاولة تقوم بها الجماعات المسلحة في بغداد وباقي المدن.وقال عطا في تصريح خص به"المدى"ان التنظيمات المسلحة والارهابية تحاول استغلال الفرص لتنفيذ هجماتها العداونية، واضاف ان قيادة العمليات اوعزت الى جميع القطعات بضرورة اخذ الحيطة والحذر وعدم التراخي في تنفيذ الواجبات ورفع درجة الاستعداد والتاهب لصد اي هجوم قد ينفذه الارهابيون.واشار الى ان الوضع الامني لا يزال تحت السيطرة، الا ان هذا لا يعني عدم حدوث اعمال ارهابية، ونحن نتوقع ان يحاول الارهابيون ايجاد ثغرات ومن خلالها يقومون بتنفيذ عملياتهم الاجرامية، وعلينا في الوقت نفسه ان نستعد لهذا الموضوع ومواجهتهم بشتى الوسائل. وفي ما يخص الجانب الاستخباراتي اكد عطا ان هناك تطورا كبيرا في هذا الجانب مقارنة بالعام الماضي، فالجميع بدأ يلاحظ ان هناك تقدما واضحا في عمل المنظومة الاستخباراتية وتشكيل خلية استخبارات وطنية مرتبطة بالامن الوطني،وهذه الخلية مسؤولة عن تنقية كل المعلومات ومن ثم تقوم بتوزيعها على المؤسسات العسكرية الاخرى،التي بدورها تقوم بمواجهة المسلحين وفقا لتلك المعلومة،اضافة الى استحداث خلية الصقور الاستخبارية المرتبطة برئيس الوزراء،وهذه الخلية كلفت بقتال قادة القاعدة الامر الذي قلص نشاط تنظيم القاعدة بشكل كبير عن السابق. وفي سياق متصل تبنت دولة العراق الاسلامية التابعة لتنظيم القاعدة الثلاثاء هجوما انتحاريا استهدف مقر وزارة الدفاع القديمة في بغداد الاحد واسفر عن استشهاد 12 شخصا واصابة 36 اخرين بجروح. ومع تصاعد أعمال العنف توقع مراقبون للمشهدين السياسي والأمني في العراق أن تستمر الخروقات الأمنية، في حال بقيت الأزمة السياسية دون حل، ولم تعالج الملفات العراقية القلقة. وكانت مصادر امنية عراقية عزت التدهور الامني بمحافظة ديالى الى فرار عدد كبير من تنظيم القاعدة من بغداد متوجهين الى منطقة حوض حمرين ليتخذوا منها ملاذاً ومخبأً لهم. وهم يعملون على إعادة تنظيم أنفسهم.