المدى الثقافياحتفى اتحاد الأدباء بالروائي عبد الزهرة علي بمناسبة صدور روايته الجديدة (رياح السموم) قدم الجلسة القاص شوقي كريم الذي رحب في بدايتها بالمحتفى به وقال : كنت أتمنى على الصديق العزيز عبد الزهرة علي وأنا اقرأ الرواية ان يبتعد عن الوثيقة وان يحلل ما مر به العراق تحليلاً إبداعياً وان يغوص كثيراً في الجمال لكنه اتخذ موقف الناقل، حيث نقل المعلومة كاملة من المجتمع إلى الإبداع ،
وربما لا اتفق مع هذا المنطق ولكني استطيع ان أقول إننا استطعنا ان نقدم في خضم هذه الحياة وثائق مهمة ربما تنسى ذات يوم .وتحدث عبد الزهرة علي عن تجربته والشخصيات التي شجعته على الكتابة واكتشاف ما هو مهم وجمالي لديه ،ووصف الكتابة قائلا :ينبغي على الرواية ان تتدخل في الحياة اليومية للإنسان العراقي وإعادة بنائه باستمرار لأنه رزح ثلاثة عقود تحت رغبات سلطوية دمرت الأسس الموضوعية للحقل الروائي من خلال اختزال التاريخ كله الى تاريخ السلطة ،هذه السلطة التي حجبت الواقع وأظهرت رغباتها بوسائل التلقين والاستظهار والتنكر المتعدد .ان الرواية الصادرة عن واقع مغمور بالقتل والتشرد والحرمان وفقدان الهوية الوطنية ينبغي ان تتوسم شكلا فنيا تحتوي على كل متناقضات السبل التي تؤدي الى كلية مفقودة ،ولا تستطيع القوالب الجاهزة لنظريات نقدية عاشت ظروفاً غير مشابهة لها في هذا الواقع ان تحتويها او تكون معيارا فنيا لها ،لأن الضغط الذي يتحمله الكاتب العراقي لا مثيل له في العالم كله ،لهذا قد يكون شكل روايتي هذه لا يناسب أطروحات بعض النقاد الذين تمسكوا بآليات جاهزه ولم يلتفتوا الى بطل بلزاك في إحدى رواياته حيث قال :(لا توجد مبادئ بل وقائع ...ولا توجد قوانين بل ظروف ، والإنسان الأعلى يقترن بالوقائع والظروف ..).لذا انا اكتب للإنسان الذي ينبغي بناء ذاته بتنوع سردي يفهمه ..وان لا تكون هناك فجوة كبيرة بين رواية متقدمة وقارئ متأخر ..لأني أرى الكاتب من حيث هو كائن اجتماعي لا من حيث هو إنسان .وكانت هناك مداخلات وشهادات من قبل الأدباء والنقاد والحضور منهم الناقد فاضل ثامر والناقد بشير حاجم والنقاد عبد العزيز لازم والروائي حنون مجيد،وتباينت فيها وجهات النظر في بنية الرواية من حيث الموضوعة والثيمة ، أكدت قدرة الكاتب على صياغة رواية ارخت تاريخ شعب عاش تحت الظلم والاضطهاد والقتل في حقب متوالية من سلب هوية وتشريد وخراب مازال ساري المفعول بالاستلاب والتهميش.
رياح السموم في أربعاء الاتحاد..ثمة فجوة بين رواية متقدمة وقارئ متأخر
نشر في: 13 سبتمبر, 2010: 05:17 م