TOP

جريدة المدى > تحقيقات > امنيات المواطنين.. تشكيل حكومة جديدة لتقديم خدمات أفضل

امنيات المواطنين.. تشكيل حكومة جديدة لتقديم خدمات أفضل

نشر في: 13 سبتمبر, 2010: 05:26 م

بغداد/سها الشيخلي تصوير/ادهم يوسفخمسة ايام مبهجة كانت عطلة العيد التي حملت  الوانا من الفرح،بعد ايام عمل مرهقة ومتابعات يومية وروتين يصعب تحمله،  ها هو  العيد  يحل على العائلة العراقية بهيا مفعما بالامل  رغم كل المحن التي مرت عليها.. ورغم الاهوال التي عاشتها.. فالمسافة بين العيدين تؤرخ في حياة كل مواطني العراق  الوانا من المعاناة..
 ورغم كل ما اراده الاشرار من الارهابيين والقتلة ومعدومي الضمير من  خنق الفرحة في صدور العراقيين وزرع الخوف والحزن في نفوس الابرياء.. لا لذنب اقترفوه.. سوى ايمانهم وحبهم المفرط لوطنهم.. لكنهم فشلوا في انتزاع البسمة من الشفاه المتعطشة لفرح العيد.. فكانت طقوس العيد ثياباً جديدة للأطفال وعيديات تمتلىء بها جيوبهم، وأجواء آمنة مستقرة نسبياً. فطرة العيدمن طقوس العيد، وخاصة (عيد الفطر)، أن تعطي كل عائلة (فطرة العيد) إلى اليتامى والمحتاجين، وهي عادة في غاية الكرم والاهمية، في ديننا الاسلامي الحنيف الذي ينظر الى اليتيم والمحتاج نظرة رحمة نبيلة، وقد ينفرد ديننا الاسلامي بهذا التكافل الاجتماعي الذي تؤكد تعاليمه وطقوسه  نصرة الفقراء والمستضعفين.. في ليلة العيد تعرض محل لبيع المواد المنزلية الى انفجارعبوة ناسفة  زرعتها يد شريرة قرب سيطرة للتفتيش  القريبة من دارنا ما روعت اهالي المنطقة وخاصة الاطفال الفرحين بالعيد،  ادى ذلك الانفجار  الى استشهاد رجلين من رجال السيطرة، كان احدهما ينتظر مولوده الاول، فاقترح بعضهم ان نجمع فطرة العيد ونحملها الى عائلة ذلك الرجل المنكوبة في ليلة العيد،  وذهبت جارتي الى الاعظمية حاملة معها بعضا من فطرة العيد الى عائلة استشهد معيلها وهو الابن البكر لارملة ذهب الى باب المعظم اثناء تقدمه للانخراط في صفوف الجيش ، مع زملاء له تقول زوجته: ان ضحايا انفجار باب المعظم اغلبهم، ان لم يكونوا كلهم من الفقراءالعاطلين عن العمل و الذين يبحثون عنه، وعندما جاءتهم الفرصة كان لهم الموت بالمرصاد، ورغم الاجراءات الامنية اصرت  جارتي  على ايصال فطرة العيد، فترجلت من السيارة التي كان يقودها ابنها، وسارت على قدميها لايصال فطرة العيد، غير ان رجال السيطرة منعوها من السير في الشارع المذكور، فقامت بالسير عبر الطرق الفرعية  وفي النهاية وصلت الى تلك الدار واستطاعت تلك المراة  بعد جهود مضنية ايصال فطرة العيد وقت اذان الظهرفي اول يوم للعيد، ثم دخلت جامع ابو حنيفة النعمان لتجد المصلين يدعون الله ان ياخذ بيد الوطن نحو بر الامان، كما سمعت جموع المصلين تدعوالى ان يسود السلم والامان ربوع الوطن الغالي، كانت الاعظمية وهي ترتدي حلة العيد، حزينة بل دامعة العين، اخبرتني جارتي انها لم تشاهد المدينة من قبل وهي بكل هذا الحزن، كانت سيطرات  التفتيش حريصة كل الحرص في التدقيق في كل سيارة مارة والسؤال ذاته الى السائق من اين قدمت والى اين انت ذاهب؟ وكان انسياب السيارات في اول يوم للعيد يبدو سريعا الا في نقاط التفتيش حيث الازدحام يجعل المارة قلقين من تجمع السيارت في مكان واحد  لكن تلك الاجراءات الامنية كانت مثار استحسان المواطنين في الوقت نفسه لانها تدل على حرص الجهات الامنية على سلامة المواطنين. واشاد كل من وزير الدفاع ووزير الداخلية بالحرص والتفاني لرجال قوات الامن ما استدعى منح بعضهم قدما لمدة 6 اشهر، وهي التفاتة طيبة من قبل وزير الداخلية جواد البولاني. rnالأطفال والعيدكان الصغير الذي معي في السيارة لا يدرك لماذا كل هذا التقيد بالنظام ولماذا بعض الشوارع مغلقة؟ فسنواته الثلاث لا تسمح له بمعرفة كل شيء عن المدينة، كان يريد ان يذهب الى (اراجيح العيد) سالني هل سنجد (عمو العيد) في المتنزه؟  وقفنا عند متنزه (الاخطل) في شارع عمر بن عبد العزيز، صفق الصغير عندما شاهد الاراجيح، لكنه خاف ان يستقل دولاب الهواء لصغر سنه، اخبرته ان باستطاعته ان يصعد دولاب الهواء عندما يكبر، لكنه لم يقتنع، ورايت صغيرات بشرائط ملونة وثياب براقة، كانت احداهن تضع نقودها في حقيبة صغيرة وملونة ومطرزة باللؤلؤ، سالتها عن الصغيرات المرافقات لها فقالت انهن اخواتي،نقلتني الطفلة بعد حديث قصير معها الى ايام كنت قد عشتها في ذلك الشارع حيث لم يكن هناك متنزه بكل تلك الروعة ولا بهذا الحجم ولم تكن الاراجيح واللعب  الخاصة بالاطفال بكل هذه الالوان، لكن كان للعيد نكهة تختلف عما هي عليه الان، لم يكن الخوف والتحسب لكل شيء موجودا في تلك الايام، كانت البساطة والفرح الحقيقي هما السائدين، كان العيد في تلك الايام له طعم ولون ورائحة، حتى العيدية كانت تختلف عن عيدية هذه الايام المكونة من النقود الورقية فلم يتعرف اطفال اليوم على رنين النقود المعدنية وسحر ذلك النغم المفرح، كنا ننتظر العيد وقد خبانا ملابسه الملونة تحت الوسادة،وفي الصباح، كنا نرجع من حديقة النعمان بعد ان نعيش كرنفال العيد بكل ابعاده وقد اتسخت ثيابنا الجميلة وتلطخت بلون (العنبة والازبري).rnحديقة النعمانفي اليوم الثاني للعيد ذهبنا الى مدينة الكاظمية المقدسة، كانت تبدو نظيفة وساحاتها جميلة، كانت بعض الحدائق العامة مكتظة

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟

مقالات ذات صلة

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟
تحقيقات

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟

 المدى/تبارك المجيد كانت الساعة تقترب من السابعة مساءً، والظلام قد بدأ يغطي المكان، تجمعنا نحن المتظاهرين عند الجامع المقابل لمدينة الجملة العصبية، وكانت الأجواء مشحونة بالتوتر، فجأة، بدأت أصوات الرصاص تعلو في الأفق،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram