TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > أحـداث 11 سبتمبر ونظـرة الغـرب للإسلام

أحـداث 11 سبتمبر ونظـرة الغـرب للإسلام

نشر في: 13 سبتمبر, 2010: 07:00 م

محمد صادق جراد"كل ما تحتاج لمعرفته عن الإسلام، تعلمته  في 11 /  9"هذا ما كتب على لافتة حملها متظاهرون في ساحات أمريكية ولا فتات أخرى مشابهة ألصقت على جانبي الحافلات لتجوب شوارع أمريكا رداً على حملة لمنظمات إسلامية رفعت لافتات كتب عليها  "منهاج الحياة لآدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد: الإسلام. لديك استفسارات؟ إحصل على إجابات".
وتتنامى هذه المناوشات  في انتكاسة خطيرة تصيب تاريخ التعايش السلمي بين المسلمين وباقي مكونات المجتمع الأمريكي والأوربي.في الوقت الذي أثارت قضية موافقة الرئيس الأمريكي اوباما على بناء منتدى إسلامي يتألف من 13 طابقا وساحة للصلاة ضجة إعلامية وشعبية كبيرة في الأوساط الأمريكية باعتبار إن المبنى سيشيد على ارض شهدت سقوط آلاف الضحايا الأميركيين .حيث واجه القرار الكثير من ردود الأفعال المعارضة والمؤيدة  نظراً لحساسية الموضوع لأن المسجد سيبنى على مساحة من الأرض تشكل قدسية خاصة لأهالي الضحايا الذين قتلوا في أحداث 11 سبتمبر، إذ أن المتهم بتلك الهجمات هي نفس الجهة التي تريد بناء المسجد حسب نظر المواطن الأمريكي .وهكذا شهدنا موقف القس المتطرف كرد على الموافقة على بناء هذا المسجد في هذا المكان بالتحديد ولقد جاء موقف القس تيري جونز راعي إحدى الكنائس الأمريكية والداعي لإحراق نسخ من القران الكريم في نفس الاتجاه الذي تسير فيه التنظيمات الإرهابية التي تحاول تشويه صورة أديانها عبر ممارسات متعصبة يرفضها الجميع،فكما رفض الإسلام وعلماؤه تصرفات القاعدة وممارساتها وأفكارها المتطرفة يرفض المجتمع المسيحي موقف هذا القس المتعصب والرافض للإسلام كدين ممكن ان يتعايش معه.  ويأتي رفض البعض من الأديان للإسلام بسبب أعمال العنف التي قامت بها القاعدة و الخطاب السياسي الذي تتبناه الأحزاب الإسلامية المتطرفة في العالم الإسلامي والتي أسفرت عن اتهامات صريحة للإسلام بأنه دين الإرهاب والعنف بسبب ما نشهده من تنامي ضروب من الاستبداد الفكري الديني لدى بعض القوى الإسلامية والذي يعمل على ظهور أيدلوجيات شمولية تحاول ان تعطي لنفسها الشرعية في قتل الآخرين من خلال تفسير الدين بما يتناسب مع مصالحها تفسيراً ضيقاً يجعل أصحابها يعتقدون إنهم وحدهم أصحاب الحقيقة، ومن هنا يأتي رفضهم الديمقراطية والاعتراف بالآخر والمساواة في الحقوق بين البشر من الفئات والأجناس والأديان كافة ويلغون ما لدى الآخرين من معتقدات و حقائق فيتحول موقفهم إلى تطرف وقطيعة مع الأطراف الأخرى مما يؤدي إلى قطع الجسور معها واستحالة الالتقاء والتفاهم .وكل هذا يؤدي إلى أن يفقد الدين الإسلامي رسالته و دوره الإصلاحي الأخلاقي العام الذي يمنح الحق للآخرين بإطلاق أحكامهم الخاطئة على هذا الدين..وفي ظل هذه النظرة السيئة للدين الإسلامي نجد ان الأديان الأخرى تقدم أمثلة ذات قيمة إنسانية حول التسامح وإمكانية التعايش مع الآخر بالرغم من ان هذه القيم والمفاهيم هي من صلب الدين الإسلامي . وآخرها كان مأدبة الإفطار التي أقامها اوباما ودعا إليها سفراء الدول الإسلامية وصرح خلال اللقاء عن موافقته على بناء بيت قرطبة، وبالرغم من الضجة التي قام بها بعض الذين انتقدوا الموافقة على أمر بناء هذه المسجد نجد ان الرئيس الأمريكي اوباما  لم يتأثر بالضغوطات ولم يراع الحساسيات التي يشعر بها البعض لأنه رئيس دولة تحترم الدستور وتقع على عاتقه حماية الشعب الأمريكي بكل مكوناته المختلفة وعليه ان يوفر لهم الحرية في ممارسة معتقداتهم .وان الرئيس الأمريكي بموافقته على طلب البناء المقدم من قبل المسلمين ابتعد عن الربط بين الإسلام وبين العنف والإرهاب وحاول ان يقنع الشعب الأمريكي بكل مكوناته بان موقفه كان دفاعاً غير مشروط عن الحرية الدينية والتعايش والتسامح الديني معاً وانه يحارب الإرهاب وليس الإسلام وان خلط المفهومين معاً يجعل الانتصار على الإرهاب أمراً مستحيلاً.. ولا بد من الإشارة هنا الى ان الرئيس أوباما قد جعل في صدارة سياساته الخارجية تحسين العلاقة مع العالم الإسلامي حيث ورث علاقات سيئة من الإدارات السابقة .ولقد أبدى التزاماً كبيراً بفقرات الدستور وتعديلاته التي تدعو لحماية الحريات الدينية( حيث أكد التعديل الأول في الدستور الأمريكي حرية الدين) .ولقد جاءت موافقة أوباما على قضية بناء المسجد بالرغم من اقتراب انتخابات التجديد النصفي التشريعية في شهر تشرين الثاني المقبل، وتعد الموافقة مجازفة سياسية كبيرة بالنسبة للرئيس وحزبه حيث إنها تتعارض مع الرأي العام الأمريكي اذا ما عرفنا ان  استطلاعاً قامت به مجلة التايم وجدت أن 46 ٪ من الأميركيين يعتقدون بأن الإسلام هو أكثر عرضة من غيره من الأديان الأخرى لتشجيع العنف ضد غير المؤمنين وان 61 ٪ يعارضون هذا المشروع في كراوند زيرو، في حين أن 26 ٪ فقط يؤيدون ذلك. فقط 23 ٪ يقولون انه سيكون رمزاً للتسامح الديني، في حين أن 44 ٪ قالوا إنها ستكون إهانة لهؤلاء الذين لقوا حتفهم في 11 / 9 وفي خضم هذه الصراعات والمتناقضات يترتب على الإسلام والمسلمين بجميع مذاهبهم وتوجهاتهم ان يسعوا لإظهار صورة الدين الحقيقية لأنه دين التسامح وتقبل الآخر، والإسلام

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram