وديع غزوانكانت فرحة ناقصة تلك التي مرت بنا كعراقيين ونحن نستقبل عيد الفطر المبارك في ظل إصرار البعض على إبقاء أزمة تشكيل الحكومة من دون حل، بل وتماديهم في توتير أجواء الموقف بتصريحات اقل ما يقال عنها إنها غير مسؤولة.
ففي الوقت الذي بتنا نتطلع فيه إلى الاقتراب من سقف اتفاق في ما بين كتل متنافسة على المناصب أكثر من تنافسها على إرضاء الشعب, عاد برومتر التصريحات يتصاعد،بين شخصيات الكتلة الواحدة نفسها،ففي الوقت الذي يزرع فيه أحدهم الورد على طريق الأمل ،يسارع آخر لينقض وينسف كل ما قاله الأول بادعائه ان حظوظ صاحبهم أكبر بين شخصيات من الكتلة بصورة يلوح فيها أسلوب المراوغة والتحايل في التعامل بين اطراف مكون واحد، ولا ندري أي رسالة تلك التي يحاول ان يوصلها هذا البعض للمواطن الذي وضع تقته بهم وأمنهم على تخطي ما يواجه البلد من أزمات و ما يتعرض له من مخاطر داخلية وإقليمية ودولية.. رسالة تحمل في طياتها مدلولات ومعاني خطيرة بشأن ممارسات بعض من ركب قطار العملية السياسية في زحمة التدافع للحصول على مقعد فيه،تسلل خلالها البعض اليه وفي نيته ان ينحرف القطار عن سكته،ليسير بلا هدى لتكون النتيجة لا سمح الله الفشل والخيبة . قد لا يفقه او يفهم البعض هذا، لكن المواطنين المكتوين بنار النكبات والاحباطات والخيبات،خلال سنوات طويلة من القهر والصبر والتضحيات،قلقون على وليدهم الذي انتظروه طويلاً، غير ان البعض،أصر على تشويه وجهه،وحقنه بفيروسات المحاصصة والاستحواذ والتهميش والانتقام وتجاوز القانون،أمراض تتقاطع والتوجه الديمقراطي الذي حلمنا بتجسيده في جسم وطننا الجديد الذي أصابه الهزال والمرض وكاد ان يلفظ أنفاسه لولا جرعات الأمل التي تمنحها اياه مكونات الشعب التي توحدت على جعل هدفهم الأكبر إنقاذ وليدهم من طعنات من يريد به سوءاً بتعمد وسوء نية وقصد او نتيجة جهل وعدم دراية بما يشكله زحفهم نحو المناصب من مخاطر قد تأتي على الأخضر واليابس.مر العيد ونحن ما زلنا،بحسب ما يقول بعض سياسيينا لم نقترب من الحد الأدنى الذي يقربنا من اليوم الذي نضع فيه حداً لمخاوفنا وهواجسنا،ونعيش مرحلة بناء جديدة ولتعويض ما فات، ومع ما يحاول فيه البعض من تضخيم حجم المخاطر،ليضعنا في خانة اليأس القاتل، فإننا متفائلون بالمستقبل رغم كل مخاوفنا وهي مشروعة لكنها لن تصل بأية حال من الأحوال إلى، مستوى نفض اليد من العملية السياسية الجديدة، كما يريد البعض. قد نبدو للبعض مثاليين ولكن علمتنا التجارب القريبة والبعيدة،بان الطارئين إلى زوال وان البقاء للشعب وخياره،ربما لا توحي الصورة في مظهرها الخارجي بشيء يدعو إلى التفاؤل مع استمرار عمليات الإرهاب والجريمة وتجاوز البعض حدود المقبول في طروحاتهم, ولكن الغور في عمق الصورة وجوهرها يؤكد ان مجرد التمسك بالخيار الديمقراطي من قبل كل مكونات الشعب،هو دليل صحة وعافية وأمل . مر العيد يا سياسيينا وما زلنا ننتظر،ولكن الى حين،فربما قد نغض الطرف قليلاً عن فساد هنا و هناك وسوء خدمات وإدارة وغيرها مما مر علينا وانتم لاهون تتفرجون على آلامنا وجوع عدد غير قليل منا،لكننا يا سادة لا نتهاون ولا نسكت عمن يريد ان يقتل أحلامنا ,ويقوض ما بنينا لأبنائنا من أسس صرح عراق جديد لا وجود للخوف والقهر.. فهل انتم واعون؟!
كردستانيات: العيد والسياسة
نشر في: 13 سبتمبر, 2010: 07:09 م