احتضنت قاعة اتحاد أدباء الكرد في محافظة دهوك أعمال ملتقى الرواية الكردية الذي نظمه الاتحاد العام لاتحاد أدباء الكرد في إقليم كردستان وذلك بمشاركة 150 روائيا وناقدا كرديا من أنحاء مختلفة من العالم .
بشير المزوري السكرتير الثقافي لاتحاد أدباء الكرد في دهوك قال " هذا الملتقى يمثل تظاهرة ثقافية وفكرية قام بها الاتحاد العام لأدباء الكرد حيث جمعت غالبية الروائيين الكرد من شتى بقاع العالم لدراسة واقع الرواية الكردية والمرحلة التي وصلت إليها وسبل الارتقاء بهذه الرواية التي بدأت مشوارها في القرن الماضي وجرت لحد الآن محاولات فردية من قبل كتاب كرد في تركيا والعراق وسوريا وإيران و دول أوروبية لكن هذه المحاولات لم تتم دراستها بشكل جدي لحد الآن ،إذ أن هذا الملتقى هو الأول من نوعه وهو مختص بدراسة الرواية "
من جهته أشار الشاعر بيار بافي عضو الهيئة الإدارية لاتحاد أدباء الكرد فرع دهوك إلى أن هذا الملتقى يهدف إلى جمع كتاب الرواية الكردية وبحث سبل تطويرها والمستويات التي وصلت إليها ،وقال "خلال هذا الملتقى تمت مناقشة 22 بحثا كلها حول الرواية بمشاركة 150 روائيا كرديا من أنحاء العالم "
وقال " نهدف من خلال هذا المنتدى إلى التعريف بالرواية الكردية والمستوى الذي وصلت إليه لأن هنالك أصواتاً تقول بان الرواية الكردية غير موجودة، فهذا المؤتمر هو إجابة عن هذه الصيحات وبيان المستوى الذي وصلت إليه الرواية الكردية" من جهته أشار الدكتور إبراهيم سيدو الأستاذ في جامعة السوربون الفرنسية إلى أن إقامة مثل هذه المنتديات الخاصة بالأدب مهما كان نوعه شيء ضروري ومهم ،وقال " باعتقادي أننا لا نمتلك فنا روائيا كرديا لحد الآن ولا أقصد هنا الكمية وإنما أقصد النوعية التي استطاعت أن تعبر عن التراث والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية وما يتميز به الإنسان الكردي عن غيره من الشعوب التي تعيش حوله،قد تكون هنالك قلة قليلة اقتربت من هذا الشيء ولكنهم لا يتعدون أصابع اليد الواحدة".
إلى ذلك يقول محسن عبد الرحمن وهو كاتب روائي " إننا نمتلك الكثير من الروايات الجيدة التي لا يمكن التغاضي عنها وقد تصل إلى مصاف الروايات العالمية لكننا مازلنا نفتقد النقد البناء الذي يهدف إلى تطوير هذا الفن ،فمعظم الذين كتبوا حول الرواية أو عن الروايات التي ظهرت إنما هي وجهات نظر شخصية لا تستند إلى قواعد فكرية أو أكاديمية وهدفها هو مجرد الكتابة لا العمل على وضع خارطة لهذا الفن أو تحديد وجهة خاصة به ،لذا ينبغي العمل على إيجاد نقاد متميزين قادرين على تحديد مسار الرواية الكردية ووجهتها "
تقنيات جديدة في الرواية الكردية
من جهته أشار الكاتب الكردي تنكزار ماريني الذي قدم من ألمانيا للمشاركة في هذا الملتقى الروائي إلى " أن الرواية الكردية قد خطت خطوات جيدة خلال السنوات الماضية ويظهر ذلك من خلال التقنيات الجديدة التي استخدمها الروائيون الكرد وسلوكهم أطراً منهجية ،لذلك فإننا نمتلك رواية تاريخية ورومانسية وواقعية وسياسية وروايات المغامرات ".
وبيّن ماريني أن الرواية الكردية مازالت بحاجة إلى وقت كي تتقدم بشكل أكبر، وقال " لأن القضية الكردية مازالت معلقة فان الرواية الكردية لم تقدر لحد الآن التعبير عن الروح الكردية وإنما اكتفت بوصف بعض الأحداث التي طرأت على المجتمع الكردستاني في السنوات الماضية مثل رواية (بلا أسنان) للروائي حليم يوسف الذي حاول تجسيد معاناة الإنسان الكردي أثناء فترة نضاله"
من جهته أشار الكاتب الروائي عبد الكريم الكيلاني الذي حضر حلقات هذا المنتدى إلى إن الرواية قد بدأت مسيرتها لكنها بحاجة إلى دعم من الكتاب وقال " الرواية الكردية قد تطورت خلال السنوات الأخيرة لكنها بحاجة إلى التعريف بها عن طريق ترجمتها إلى بقية اللغات ولاسيما اللغة العربية فيجب تنشيط حركة الترجمة ودعم المترجمين كي يقوموا بترجمة هذه الروايات الكردية لتصل إلى كل أنحاء العالم" وأضاف " في هذا العمر القصير من الرواية تجد أننا نسير على الطريق الصحيح في كتابة الرواية بشكلها الفني ،إذ أننا نجد فيها كافة جوانب الفن الروائي مثل الأسطورة والخيال والسرد والحوار والتكنيكات الحديثة وما إلى ذلك من عناصر يقوم عليها الفن الروائي ".