اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > مراجعات ..تشكل الوعي فـي رواية (الحياة لحظة)

مراجعات ..تشكل الوعي فـي رواية (الحياة لحظة)

نشر في: 14 سبتمبر, 2010: 04:46 م

المدى الثقافيصدرت رواية (الحياة لحظة) للكاتب سلام إبراهيم عن المطابع المصرية بحجم كبير و 500 صفحة وهي الرواية الثالثة للمؤلف.مع أني احتذيت بما اشيع في الإعلام عن الرواية إلا أني سوف أتناول جزئية تشكل الوعي لدى شخصية الرواية
وأعتقد أن مدخلاً كهذا سيقودنا إلى فسحة بنية الرواية مع أن العمل الأدبي يعد وحده قائمة بذاتها، بمعنى أن تكويناتها وصورها تنبع من ذات عالمها وتأسيسا على هذا كنت أتناول في مقالاتي عالم الرواية كبنية شاملة، بيد إزاء رواية من نمط خاص فقد وجدت الابتسار إزاء تناول الوحدات الأساسية في البنيوية الأدبية من السرد والحبكة واللغة إلى الأحداث، الاجتماعية والنفسية، التي تحرك الشخوص في انفعالاتهم واشتغالهم في وحدتي الزمان والمكان..كل هذه التسميات متهالكة وضبابية مقابل حدث واحد تتمحور حوله الرواية ويعاد كل مرة بنفس النمطية،ذاك أن البطل الروائي يتهاوى في حلقات السكر... ويقتنص من الحياة لحظتها والتي يسميها فقاعة.أن تفكيك الرواية بموجب وحدات العمل الأدبي لا تتخذ حيزا ملائما في هذه الرواية وأن إضفاء أي مدخل خارجي على العمل فإنما يقودني بعيدا عن المنحى النقدي المتزن ووحدة العمل، فكان لا بد من الاصطياد في المياه الراكدة في وعي المؤلف والروائي وهو بالضرورة، كمن يبحث في كومة القش عن أبرة ما دام العمل انتحى بنفسه عن مسارات الرواية وانزاح بوضوح وقصدية بارزة وهي بإتباع التشهيرية والوثائقية والسيرة الذاتية بمعنى أن العمل أقرب إلى هذه المسميات من فن الرواية الإبداعية. يتضح لنا بالسير من خلال الوعي وذلك المشكل لدى إبراهيم والذي أطلقه المؤلف منذ الوهلة الأولى وبزخم متعمد أن ذات الوعي يخرج من كونه انعكاساً من مجمل الأحداث التي يخوض غمارها البطل بل هو وعي مسبق بموجبه يحاكي الأحداث وينقدها ويشهر بها وكان مما اختارته الظروف إلى هذه الأجواء جراء الفعل المصادقة وليس بفعل الانغماس والتكوين بمعطيات الواقع. البطل يمتلك وعيا ذاتيا فوضويا، خاصة لم يأت به تراكم الأحداث  إنما ناتج عن مشاكسة جيرها الفرد إزاء الجميع صيرورة التفرد والسباحة ضد التيار أن النكوص عن واقع الأحداث ليس اختيار البطل بفعل صيرورته الفنية وإنما أراده المؤلف لبطله جعله متفرداً وبالتأكيد لهذه المشاكسة لا بد وأن تتصادم مع الأحداث فكان من الانسحاق وهو بالمناسبة يروي من خلال الاسترجاع أما اللحظة الآنية التي يعيشها فهي لحظة اقتناص بمعنى التعامل معها بعقل انتقائي سيقود حتما إلى الانغماس في الأطر الخارجية وعدم الاندماج في كينونة الحدث، أن في مثل هذا الوعي لم يتأت من بينية الحدث إنما منبع تشكيله آت من خارج الأطر الشخصية الذاتية والعامة التي توجد في خضمها.لذلك نجد الكثير من الأحداث جرى لي عنقها قسرا، وقد اتضح في نوعية السرد الذي تسيد الرواية بدءاً من الفصل الثاني وحتى الفصل ما قبل الأخير وسواء قرئت جميعا أو فصلاً واحداً فلا يضيف للعمل دلالة كما لوحظ بسبب لي الأعناق هذا إلى أن الشخصية الروائية تجاوزت المنظومة الوعيوية بمعنى أن تجد التبرير لسلوك البطل السلوك الشاذ الذي سيره من الشذوذ الجنسي إلى عدم سوية الحالة النفسية والذي قاده في النهاية الى التهلكة الحتمية. اللحظة التاريخية التي تدور بها الأحداث نادرة، فترة إيقاف عمل الأنصار في كردستان وسقوط النظام السوفيتي. كان لهذه اللحظة أن تصنع شخصية روائية مميزة عند تفاعله في تجليات الحدث، أي أن يكون فاعلاً ومؤثراً في السيرة الدرامية لكن بسبب وعيه المسبق جعله ناقداً وناقماً على تفاعلات الأحداث، مما ضيع الفرصة منه وللسبب ذاته انساق خلف التشهيرية خاصة وان ثلثي الرواية تدور في هذا المنعطف التاريخي المهم مما نحا بالرواية نحو التشهيرية ان الوعي قاد الى انعدام الانسجام بين تجليات الواقع وحركية البطل. والسلوك الفوضوي الذي انغمس فيه أفضى لان تكون حركته خارج الإطار الزمني الروائي ان تضيع فرصة ذهبية أدت الى نمطية سلوكية بعيدة عن التشكيل والتفاعل للحدث، ولا يؤخذ بعدم سوية الحالة النفسية كون الوعي متبلوراً ويجتاز الاضطراب النفسي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram