TOP

جريدة المدى > تحقيقات > مترجمون مع القوات الأمريكية: بعد الخوف من "الوشاية" جاء دور البطالة

مترجمون مع القوات الأمريكية: بعد الخوف من "الوشاية" جاء دور البطالة

نشر في: 14 سبتمبر, 2010: 04:59 م

وائل نعمة جمع أوراقه وشهادات الخبرة التي بحوزته ووضع سماعات "الاي بود" في أذنيه وأدار ظهره للمعسكر.سنوات ثلاثاً قضاها بالعمل مع القوات الأمريكية في احد المعسكرات في أطراف بغداد، استطاع خلال هذه الفترة شراء سيارة حديثة واقتطاع جزء من البيت وتأهيله
 ليكون عش الزوجية القادم، وزار الكثير من دول الجوار في فترات الصيف على سبيل السياحة، انتهى كل هذا الآن بعد ان غادر آخر جندي أمريكي المكان وبقي "أسامة" بدون عمل! مع انسحاب الجيش الأمريكي تمهيدا لانسحابهم النهائي في أواخر 2011، فقد الكثير من المترجمين والعاملين معهم اعمالهم التي كانت مفتاحا لحل الكثير من أزمات البطالة لدى الشباب بعد ان خارت قواهم بحثا عن وظائف حكومية."مايك" او كما يعرف بهذا الاسم بين جنود كتيبة (......)، وهو اسم أطلق عليه لانه يشبه احد لاعبي كرة السلة الأمريكية، لم يكن راغبا في العمل بصفة مترجم مع القوات الأمريكية وسط مخاوف تعرضه للقتل والتهديد، لكنه يقول "لا توجد وظيفة غيرها يمكن ان تؤمن لي 2000 دولار شهرياً"، مشاوير البحث عن الوظائف والعمل في أحسن الأحوال وان وجدت لن تكون أكثر من 600 الف دينار، لذلك كان العمل كمترجم خياراً فيه أكثر من ايجابية على حد قول "مايك".rnالتكتم على نوع العملفيما يعتبر آخرون انهم يعملون في مجال متأكدون من ان نهايته ستكون، اما الاستهداف بعبوة ناسفة او قناص يصفهم بـ"الخونة" و"العملاء"، "قصي" ظل لوقت طويل يخفي عن الأصدقاء والجيران حقيقة عمله خوفا من الاستهداف من قبل الإرهابيين او ممن يتصيدون في الماء العكر لاستغلال وضعه وابتزازه والا سيفضحون أمره للـ(علاسة)، الكل يعلم انه يعمل في شركة مقاولات تتنقل بين المحافظات في مشاريع خدمية.ومع ارتفاع نسبة المترجمين الذين يستهدفون من قبل القاعدة تقل نسبة تمسك "قصي" بعمله، لكنه الآن أصبح مجبراً على تركها بعد ان غادرت "كتيبته" التي كان يعمل فيها الحدود العراقية."الانسحاب الأمريكي جاء عن طريق اتفاقية من الحكومة التي انتخبها الشعب وأصبحت رغبة شعبية لذلك لا يمكن ان أقف ضد ذلك، وفي كل الأوقات هناك من يتضرر ومن يستفيد من ظروف معينة، ولكن في النهاية ان الأمر سيكون سلبياً علينا"، التعليق الذي أطلقه "حيدر" لم يكن سوى تعبير عن هاجس الخوف والعودة من جديد الى خندق البطالة، ويؤكد ان هذا العمل وفر الكثير من فرص للشباب بعد ان فقدوا الأمل في الحصول على وظائف تلبي احتياجاتهم.البحث عن العملوكان الكثير من المترجمين العراقيين لدى القوات الأمريكية جمعوا حاجياتهم وبدأوا في البحث عن فرص جديدة للعمل،يقول سعد " المشكلة لا تتعلق فقط  بالبطالة، بل هناك تهديدات جدية تتوعدنا بالقتل لاننا كنا نعمل مع القوات الأمريكية"، ويشير ان عدداً من المنشورات  قد وزعت في بعض مناطق ديالى من قبل ما يسمى "دولة العراق الإسلامية" تتوعدهم بالقتل، وقد نقل مصدر في وكالة شينخوا هذا الامر أيضاً.وفي الشأن نفسه كشفت مجلة أمريكية (حسب صحيفة القدس العربي) متخصصة عن حصولها على وثيقة وصفتها بـ "المخيفة" تعود لما يسمى "دولة العراق الإسلامية"، تشير فيها الى مخطط لقتل وتصفية العراقيين المتعاونين مع القوات الأمريكية.ويقول كيرك جونسون، مؤسس ومدير مشروع 'ليست' لإعادة تسكين الحلفاء العراقيين للمجلة الأمريكية ذاتها، "أن هذا المخطط تم تنفيذه في وقت سابق،بعد انسحاب القوات البريطانية من جنوب العراق، حيث استهدف المسلحون جميع العاملين سابقاً بالقواعد البريطانية، وتركت جثث القتلى في شوارع البصرة للعبرة، مشيراً الى أن فكرة الانتقام من الخونة قديمة ومتكررة حول العالم".rnما بعد الانسحابوفي مقال آخر نشرته مجلة" فورين بوليسي"،(حسب صحيفة القدس العربي) أشار جونسون الى ان استعداد القوات الأمريكية للرحيل من العراق، أولى اهتماماً كبيراً بإنهاء هذه المرحلة من دون النظر الى ما سيحدث  في العراق بعدها، والمقال لفت (حسب صحيفة القدس العربي) الى نقطة مهمة اعتبرتها قد أغفلتها إدارة أوباما في غمرة حماستها للانسحاب، وهي أنه وعلى الرغم من دقة المحللين الأمريكيين في الإعداد لخطة الانسحاب وتفكيك القواعد العسكرية، الا أنهم أهملوا وضع خطة طوارئ لترحيل آلاف العراقيين الذين ساعدوا الولايات المتحدة من مترجمين ومهندسين ومستشارين.ويوضح جونسون لمجلة "فورين بوليسي" و(حسب القدس العربي) أن المنظمة التي يرأسها تهتم بمساعدة العراقيين الذين تعرضوا للإيذاء والتعذيب بسبب مساعدتهم القوات الأمريكية، وذلك في الحصول على تأشيرات لدخول الولايات المتحدة بعيداً عن البيروقراطية التي تسيطر على برامج اللاجئين، مقدماً إحصائية تشير الى أن هناك نحو 50 إلى 70 ألف عراقي ساعدوا الولايات المتحدة خلال السنوات السبع الماضية، بينما قتل آلاف المترجمين العراقيين وغيرهم ممن عملوا مع المتعاقدين الأمريكيين لاتهامهم بالخيانة.و

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟

مقالات ذات صلة

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟
تحقيقات

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟

 المدى/تبارك المجيد كانت الساعة تقترب من السابعة مساءً، والظلام قد بدأ يغطي المكان، تجمعنا نحن المتظاهرين عند الجامع المقابل لمدينة الجملة العصبية، وكانت الأجواء مشحونة بالتوتر، فجأة، بدأت أصوات الرصاص تعلو في الأفق،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram