بغداد/ المدى في جولة لي في وسط السوق جاءني أحد المتسولين ماداً يده، اعتذرت لعدم وجود عملة صغيرة .. فأجابني أنا ارجع لك الباقي !  وصرخ أحد الباعة بوجه هذا المتسول قائلاً ((هل تريد أن تشتري كيه أخرى))..  وأنت لا تكاد تسير لخطوات حتى تفاجأ بمتسولة أو متسول يمد يده شاحذاً . ما يعني ان الأمر أصبح ظاهرة واسعة الانتشار .
عباس شريف عبد/ موظف/ يقول: إن هذه الظاهرة تمثل للبعض ((حرفة)) لدر الأموال وليس للحاجة أو الظروف الصعبة التي قد تلجئ الإنسان إلى هذا التصرف، بعد إن تسد الأبواب بوجهه ولا يجد منفذا غير (التسول) لكن هناك من يصر على (الشحذ) حتى بعد إن يتحسن حاله...وتقول فتحية أم علي /50سنة/ : إن وجود هذا الكم الكبير من ( الشحاذين) والمتسولين قد زاد بشكل لافت للنظر، فلا يكاد الإنسان يخرج ماله للتبضع أو الشراء حتى يجد من يمد يده متسولاً وبشكل (مخجل) لأن الإلحاح كبير.. وهناك من يأتي بطريقة مختلفة كأن يقول لك لا أملك كلفة إجراء عملية أو لا أملك الأجرة، ويستخدم ذات الأسلوب مع كل من يراه، وهذا يقطع سبيل المعروف لأن هناك فعلاً من يحتاج إلى المساعدة ... وهذه الوجوه تتكرر في الأسواق والأمر يحتاج إلى تدخل من الجهات المسؤولة للحد من هذه الظاهرة المخالفة للقانون .ويبين المواطن (( حسين علوان جبر )) صاحب محل ، المشاكل التي يراها أثناء عمله في السوق قائلاً :لا أبالغ إذا ما قلت لك أن ( التسول) في السوق يتحكم به نظام ( أخطبوطي)، وكل متسول له منطقة وهناك أساليب حديثة ومبتكره لاستعطاف الناس، وتصنع العاهات التي تجعل الناس يدفعون، والكثير من هؤلاء المتسولين قد اعتادوا الامر بحيث لا يستطيعون الخلاص منه، لانه ترسخ في شخصيتهم، وبالتالي بات هذا الأمر مشكلة مستفحلة تقتضي بذل جهود اكبر من اجل اجتثاثها وهي مسؤولية مشتركة بين وزارات الدولة المعنية ومنظمات المجتمع المدني وشرائح المجتمع كافة. ويشير المحامي فالح مكطوف إلى العقوبات القانونية التي فرضها القانون على المتسولين بالقول: جاء في المادة (390- 392) من قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 أن بالعقوبات تتراوح مابين الحبس والغرامة أو الايداع في المؤسسات الحكومية أو مستشفى الأمراض العقلية لكل من يتسول أو يغري أخر بالتسول أو يتصنع العاهات أو يغري صغيراً أو حدثاً في ممارسة التسول، وهنا لا بد من تفعيل هذه المواد والقضاء على هذه الظاهرة التي زادت حيث الكثير من هؤلاء المتسولين قادرون على العمل لأن أغلبيتهم من الشباب .