حاوره / حيدر النعيميالحكم الدولي علاء عبد القادر يعد واحداً من أفضل الحكام وأكثـرهم قدرة على قيادة المباريات الى برّ الامان ، لدقة قرارته ولياقته البدنية العالية وقربه من موقع الخطأ، فضلا عن اكتسابه الخبرة الدولية جراء قيادته العديد من اللقاءات المهمة على الصعيدين العربي والقاري.
اكتسب عبد القادر محبة كبيرة من اللاعبين والمدربين والجمهور لمعرفتهم بقوة شخصيته وإبتعاده عن المجاملات أثناء قيادته للمباريات في منافسات الدوري منذ ولوجه عالم التحكيم ، وهو من أميز حكام النخبة الآسيوية لمواسم عدة قبل ان يقرر نهاية موسم 2009 - 2010 عن بلوغه نهاية المشوار مع التحكيم واطلق الصفارة الاخيرة له في الملاعب اثناء دقائق اعتزاله التي شهدتها مباراة فريقي دهوك والطلبة في نهائي الدوري وسط دموع ومشاعر جياشة لم يستطع السيطرة عليها. (المدى الرياضي ) التقت الحكم الدولي المعتزل علاء عبد القادر ليحدثها عن الكثير من الأمور التي لم يتطرق اليها سابقا ، وكشف عن اسرار التحكيم وبعض الخفايا التي رافقت مسيرته الطويلة في الملاعب ، فضلا عن التطرق الى تطلعاته ومشاريعه المستقبلية .* قل لنا بصراحة : هل ان قرار الاعتزال جاء متأخراً ؟- صدقني ان من اصعب القرارات التي يتخذها الرياضي هو قرار الاعتزال الذي لابد ان يأتي في الوقت المناسب ، وهذا ما فكرت به بعد تعرضي للإصابة في احدى مباريات الدوري المحلي اذ شعرت بعدم استطاعتي مواصلة المشوار التحكيمي بالمستوى المعروف عني ، وتضاعف ألمي أثناء قيادتي مباراة بين فريقي الزوراء وبغداد في دوري النخبة لموسم 2009/2010 اثر تمزق الغضروف وجراء التداخل الجراحي لها، وكذلك كون الموسم هو نهاية المطاف بالنسبة لي في عالم التحكيم ،لذلك جاء قرار الاعتزال في الوقت المناسب.* ما بين اطلاق أول صفارة في مسيرتك الطويلة وآخرها قبل الوداع ، ما مشاعرك ازاء ذلك؟- هناك فوارق كبيرة كالفرق بين الثرى والثريا ، فالصفارة الأولى عندما أطلقتها عام 1990 كانت بين فريقي ناشئة النفط ونظيره الصناعة، كنت أحمل معي أحلام وطموحات لا تحدها حدود أن أكون حكماً دولياً، أما آخر صفارة جاءت بعد تراكم الخبرة في التعامل مع مختلف المواقف لكثرة اللقاءات الدولية التي ادرتها على الصعيدين العربي والقاري، وأعد نفسي الأوفر حظاً بين زملائي الحكام الدوليين لقيادتي اكثر من سبعة وثمانين مباراة دولية، وبعد أطلاق صفارة الاعتزال عشت لحظات غارقة بالحزن، وكأني فقدت جزءً من جسمي، لكن هذه سنة الحياة.* كيف عشت اللحظات الاخيرة قبل الذهاب لملعب الشعب الدولي الذي أنهيت به رحلتك مع الصفارة ؟- ان يوم الاعتزال كان في شهر رمضان، ومن عاداتي طوال رحلتي التحكيمية أن آخذ قسطاً من النوم قبل موعد المباراة، لانه من ضمن الاستعداد الذهني للحكم ، لكني وقتها لم أذق طعم النوم ، ، وقد أتصل بي احد الصحفيين وسألني عن مشاعري، قبل أن أجيبه بكيت بحرقة، وكانت لحظات صعبة لا تنسى لاسيما هناك من خذلني بصورة لا استحقها ! * من خذلك ؟- حقيقة استغربت كثيراً موقف رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية رعد حمودي تجاه هذه المناسبة ، فبعد اطلاق صفارة الاعتزال وتوجهي نحو الخط الجانبي لملعب الشعب وإلقاء السلام على أعضاء اتحاد الكرة ولجنة الحكام والإعلاميين ولاعبي ومدربي فريقي الطلبة ودهوك، شاهدت رعد حمودي يقف على بعد أمتار مني ولم يكلف نفسه بإلقاء التحية عليّ مع العلم أن له ذكرى طيبة في نفسي لانه من أعمدة الرياضة العراقية ما اصابني بالدهشة والحيرة من موقفه هذا الذي تأثرت به من دون ان اعرف الأسباب وراء ذلك ، وما زاد من شعوري بالاحباط ان محافظ دهوك تمر رمضان قام بتكريمي تثمينا لخدماتي للعبة وانا لن انسى مبادرته هذه ما حييت بينما لم يكلف حمودي نفسه مد يده لمصافحتي وشكري لما بذلته من جهد طوال مسيرتي التحكيمية في الملاعب المحلية والدولية.* يثيرنا الفضول لمعرفة ما اذا تعرضت الى ضغوط محلية او دولية لتلقي الرشا في المباريات ؟- نعم ، تعرضت لمثل هذه الضغوط من خارج البلاد في أوزبكستان وبلدين عربيين اعتذر عن ذكرهما ، وقد أعطيتهم درسا بليغا عندما فاتحوني بالأمر. أما محلياً فمنذ أن بدأت التحكيم وحتى لحظة اعتزالي لم تعرض علي! أية رشوة لأن الوسط الرياضي يعرفون جيدا قوة شخصيتي ورفضي الابتزاز والمداهنة لتحقيق فوز غير مستحق ،وأؤكد أنني لم أتلق رشا أبدا ، وبالمناسبة كنا نسمع أن هنالك أشخاصاً متنفذين في اتحاد الكرة وخارجه ايام النظام السابق يضغطون على الحكم لتغيير نتائج المباريات هنا أفند هذا الكلام بشكل مطلق بالنسبة لي .* ما القرار التحكيمي الذي اتخذته وندمت عليه خلال مسيرتك ؟- في موسم 1996 ارتكبت خطأ باحتساب ركلة جزاء غير صحيحة لصالح فريق الشرطة في مباراته أمام الكاظمية وكنت حينها حكم درجة أولى ،ولم أمتلك الخبرة الكافية لاتخاذ القرار المناسب، فكانت تلك المباراة درسا كبيرا لي .* هل ندمت على دخولك عالم التحكيم ؟- ابداً ، لست نادماً لأنها مهنة أحببتها وأحسست بمسؤولياتها عندما كنت أمارسها لاعبا ،ولهذا كنت دقيق جداً في أعطاء كل ذي حق حقه لأني اعرف الضغوطات النفسية التي يتعرض لها اللاعب وال
علاء عبد القادر:رعد حمودي خذلني.. والاعتزال لا يليق بتأريخي
نشر في: 14 سبتمبر, 2010: 06:03 م