TOP

جريدة المدى > رياضة > الأندية الفقيرة مطالبة بخلع رداء (الممتاز) بعد المغامرة (المجانية)!

الأندية الفقيرة مطالبة بخلع رداء (الممتاز) بعد المغامرة (المجانية)!

نشر في: 14 سبتمبر, 2010: 06:09 م

كوبنهاغن / رعد العراقيانتهى الموسم الكروي 2009 - 2010 بعد أن نجح نادي دهوك في تدوين اسمه ليس كبطل لدوري النخبة فقط ، بل لأصعب وأطول دوري يشهده العراق منذ أن دارت في ملاعبه أول مسابقة رسمية قدمت فيها للعالم الكرة العراقية وهي تتنافس محليا أسوة مع البلدان الأخرى.قصة الدوري المنصرم بدأت أحداثها المثيرة قبل أن تنطلق بعد أن اعترض عليها الكثير لأسباب ربما تكون أكثر من منطقية في حين كانت تمثل مفاجأة  للمتابعين خارج الحدود.
الكرة العراقية في أوقات الاستقرار الأمني لم تخط باتجاه زيادة عدد فرق الدوري الممتاز على الرغم من أنها كانت تمتلك الإمكانات الإدارية التي تساعدها على استيعاب أي توسع جديد إلا أن القائمين على شؤون اللعبة كانت لهم نظرة مختلفة قلبت كل المعادلات والحسابات حينما زجوا بـ 43 ناديا في محرقة الدوري متناسين المصاعب الكثيرة من سوء الملاعب وكثرة التنقل والإنفاق المالي والمخاطر الأمنية وأمور أخرى جوهرية، لكن يبقى السؤال الأهم: ما الغاية من أقامة دوري على هذا النحو، وما المعطيات الايجابية التي جنتها الكرة العراقية بعد أن توضحت للجميع الفوارق الفنية بين الأندية التي أقحمت في متاهة الدوري وبين تلك التي حجزت لها مكانا في مصاف النخبة؟ إن قراءة متأنية لنتائج تلك التجربة سوف تفرز بالتأكيد الكثير من السلبيات وما قد يتبعها من آثار مستقبلية تتطلب جهدا لأزالتها والتخلص منها وهي إضافة مجانية لم يكن لها أي مبرر للمشاكل والمعوقات التي تمر بها الكرة العراقية أصلاً ! فكما هو معروف أن الإقرار على شكل وأسلوب إقامة أي دوري وعدد الاندية المشاركة لا بد أن يكون متناسباً مع الإمكانات الإدارية المتوفرة  وامتلاك تلك الأندية القاعدة الكروية التي تمكنها من المنافسة وبالتالي  تحقيق الفائدة التي تصب في تطور الكرة في البلد، لكن ما جرى كان مخالفاً لتلك المبادئ فكانت النتائج على النحو التالي فوضى تنظيمية وتوقفات وتأجيل لكثير من المباريات وجهد مهدور وغير موجّه ، إصابات لاعبين  وانخفاض المستوى الفني للعديد منهم وخاصة بعض عناصر المنتخبات العمرية وظهور وانتشار الشغب في الملاعب نتيجة الضعف الأمني داخل الملاعب وكثرة المباريات التي تسبب في تشتت جهد واسترخاء القائمين على تنفيذ إجراءات الضبط داخلها ، سوء الملاعب وضعف الإدامة وتوجه الإدارات إلى الإنفاق المالي على سد احتياجات المشاركة بالدوري بدلا من تحسين الملاعب بعد أن ضمنت موافقة اللجان الفنية على استخدامها على الرغم من أرضياتها السيئة وافتقادها إلى المواصفات الفنية والأمنية.  كثرة الأخطاء التحكمية وفقدان ميزة احترام الحكام بعد ان أصبحت ظاهرة الاعتداء والتشابك بالأيدي بين الحكام واللاعبين مألوفة في اغلب المباريات، وكذلك التنافس غير المدروس في استقطاب اللاعبين وفق مبدأ الإغراء المادي شجع الكثير من اللاعبين على إيجاد مساحة كبيرة في ضمان تواجدهم والتنقل بين الأندية بحرية حتى ولو كان على حساب تطور مستواهم الفني طالما أن هناك من يشتري الاسم قبل النظر لعطائه داخل الملعب. العشوائية في اختيار الملاكات التدريبية أو في إقصائهم ساهمت في أن يكون الدوري مختبراً لأفكار تدريبية مختلفة لم نجد على ارض الميدان ما هو مميز منها وأصبحت ظاهرة تداور المدربين بين الأندية اقرب إلى روتين ممن لا يعرف غايته وأهدافه غير أن المدرب لا يخشى من فشله أو إقالته لأنه أصبح واثقاً أن هناك عقوداً كثيرة بانتظاره. الاعتراضات الكثيرة والتهديد بالانسحاب كوسيلة ضغط كانت إحدى السمات التي رافقت مباريات الدوري حتى وان كان الكثير منها غير مبرر وإنما وسيلة لتغطية الفشل والتقصير في الأداء. إصدار الدوري وثيقة اعتراف بأندية لا تمتلك المقومات الأساسية لمفهوم النادي الحقيقي وان الكثير منها كان عبارة عن فرق كروية تستند إلى الدعم المحدود والمؤقت من مؤسسات أو هيئات وهناك فرق تنتمي إلى جهة واحدة كان يمكن أن تشكل ناديا يمثلها بدلا من إهدار الأموال والجهد من دون أي مبرر أو فائدة سوى التفاخر الكاذب! لا شك إن الأندية الفقيرة خرجت بخفي حنين من الدوري في ظل الإفرازات السلبية التي أشرنا إليها آنفاً بعد أن خاضت المغامرة (المجانية) التي توفرت لها وهي مطالبة اليوم بخلع رداء (الممتاز) الذي اتضح بأنه اكبر من مقاسها وتتجه نحو تحديث الأسس والبناء العلمي المبرمج في تطوير قدراتها المالية والإدارية والفنية بخطوات مدروسة تستند على الواقعية إذا ما أرادت أن يكون لها موقع وعمق مؤثر على الساحة الكروية العراقية مستقبلا وليس رقماً تكميلياً ينتظر هبات الآخرين وقرارات المجاملة والغايات المجهولة في منحها فرصة التواجد في دوري الأضواء.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

الزوراء يتجاوز الميناء بثنائية نظيفة في ختام الجولة الثامنة من دوري نجوم العراق
رياضة

الزوراء يتجاوز الميناء بثنائية نظيفة في ختام الجولة الثامنة من دوري نجوم العراق

رياضة/ المدى حقق فريق الزوراء، مساء اليوم الأحد، فوزاً مستحقاً على ضيفه الميناء بنتيجة (2-0)، في ختام منافسات الجولة الثامنة من دوري نجوم العراق لكرة القدم. وجرت المباراة على ملعب نادي الزوراء عند الساعة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram