اياد الصالحيأبدى أكثر من زميل تجاذبنا معه محاور الحديث عن استعدادات منتخبنا الوطني لكرة القدم لبطولة غرب آسيا السادسة في عمّان، تشاؤمه من عدم مقدرة المدرب الألماني الجديد وولف غانغ سيدكا انجاز برنامجه التدريبي بصفحته الثانية في معسكر الأردن بعد ان ضيّق الوعاء الزمني الخناق عليه وهو يلملم عناصر المنتخب بصورة عاجلة في مدينة أربيل قبل ثلاثة اسابيع تمهيداً لتصفيتهم بعد انقضاء البطولة، وقبل الشروع بتصحيح مسار كرتنا في دورة الخليج العشرين باليمن أواخر تشرين الثاني المقبل .
ربما يكون بعض الزملاء قد بالغوا في تشاؤمهم الى الحد الذي لا يروا امتلاك سيدكا بارقة أمل لتغيير نتائج المنتخب نحو المنافسة على الألقاب الخليجية والآسيوية تأسيساً على تواضع تجاربه مع الفرق الألمانية وحداثة مغامراته خارج وطنه، إلا إن منطق كرة القدم يؤكد وجود التوحد الروحي والفكري بين لاعبي المنتخب ومدربهم لتذليل جميع المعوقات الفنية لاسيما ان لديهم تجربة سابقة مع مدرب مغمور ايضا قيل أنه لا يفقه من أصول التدريب إلا حُسن المعاملة مع اللاعبين بتوظيف ابتسامته لكسب ودهم واندفاعهم، بل وإشفاقهم على قبوله المغامرة بالعمل في العراق لأجل عدم خذلانه في البطولات، انه البرازيلي جورفان فييرا الذي تحقق له ما أراد ليسجل انجازاً فريداً لنفسه وللكرة العراقية في قمة أمم آسيا عام 2007 مع انه بدأ مشواره بوجل في غرب آسيا نفسها واصطدم مع أكثر من لاعب محترف لم يعجبهم شخصيته الضعيفة قبل ان يصبح صديقهم الوفي حدّ المزاح معه داخل غرف الفندق في جاكرتا ومطاردته لهم في منتصف الليل طارقاً أبوابهم واحداً تلو الآخر بحثاً عن قطعة الشوكولاتة التي أخفاها نشأت أكرم عنه في غرفته! إن فييرا ضحك كثيراً ونال أغلى الألقاب الذي لم يفكر به حتى في الأحلام ، لكنه بكى دماً في مسقط يوم وصلت علاقته مع اللاعبين (مثلما رأيت بأم عيني) حد عدم قدرته على رفع رأسه عن الأرض لتوجيه يونس او نشأت او هوار في الوحدات التدريبية التي جرت على ملعب السيب قبل لقاء أهل الدار، إذ بدا فييرا آنذاك شخصاً عادياً بلا سلطة فنية مؤثرة على المنتخب فكانت النتيجة الحتمية سقوط الاسود في وحل هزيمة مُرّة أمام الفرسان الحُمر بأربعة أهداف آلمت العجوز البرازيلي الذي تحسسها كالعلقة الساخنة عقاباً على هدره قيمته كمدرب ازال الحدود ورفع السدود اللازمة بينه وبين اللاعبين ففاضت علاقته بهم اسفافاً وتندراً وإزدراءً !ربما اطّلع سيدكا على اشرطة المنتخب الوطني ايام حمد وفييرا واولسن وبورا في السنين الثلاث الأخيرة وشخّص مكامن الخلل وعوامل القوة في صفوف اللاعبين وارتأى الابقاء على عدد كبير منهم تفادياً لنقص الخبرة في حال المجازفة بتوليفة شبابية مثلما نادى اغلب النقاد بضرورة العمل معها الان وزجها في بطولتي غرب آسيا وخليجي اليمن لتكسب الثقة والمقدرة على مواجهة مسؤوليتها بشجاعة ، لكن احداً بكل تأكيد لم يجرؤ ليحذر سيدكا من مخاطر الانقلاب المفاجئ في تصرفات مثلث المنتخب ( يونس – نشأت – هوار) في اية مباراة يسعى كل واحد منهم ليكون ( العمدة) الأوحد الذي يأنف ان يشعره الآخرون بتقصيره في التمرير او المراوغة او سوء التهديف فما أغدق عليهم من اموال العقود الخليجية بين عامي 2006 و2008 خيّل انهم دخلوا زجاجة (احتراف) خاصة ممنوع اهتزاز خلطة المزاج النفسي فيها وإلا فان المنتخب وحده من يدفع الثمن!لابد من مصارحة سيدكا بانعكاس تصرفات بعض النجوم على حظوظ الكرة العراقية في البطولات المقبلة ليجنب المنتخب الوطني سيناريوهات الإقصاء الطوعي الذي يتبرع به هؤلاء بإصرارهم على توتير الأجواء سواء أثناء المعسكرات الخارجية أم بين الدقائق الحرجة في المباريات المصيرية، آملين التوفيق لاسود الرافدين بتخطي حواجز التحضير المرتبك الذي مروا به قبل ان يتواجدوا في ملعب (عمّان الدولي) لمواجهة النشامى بقيادة مدرب منتخبنا السابق عدنان حمد وكذلك كتيبة لوروا استعداداً للظهور الأمثل في غرب آسيا أولى طموحاتنا بتحديد الهوية الفنية لمنتخب عانى ويلات التقهقر والانهزام بعد تداعيات تبديل المدربين في الفصول الأربعة!Ey_salhi@yahoo.com
مصارحة حرة: شوكولاتة نشأت !
نشر في: 14 سبتمبر, 2010: 06:12 م