TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > بعد انحسار دورها..العلمانية .. فرص ضائعة وخيارات متاحة

بعد انحسار دورها..العلمانية .. فرص ضائعة وخيارات متاحة

نشر في: 15 سبتمبر, 2010: 05:16 م

طارق الجبوري نبهتنا الدعوة التي اطلقتها المدى في صدر صفحة آراء وأفكار المتضمنة (مناقشة واقع التيارات العلمانية وما يمكن ان تلعبه من دور في خلق التوازن السياسي).. نقول، نبهتنا هذه الدعوة الى ضرورة العمل لخلق مفاهيم جديدة في مسرح العمل السياسي،
 نغادر فيه  صيغ ما كان مألوفاً سابقاً الذي اتسم باتهام كل طرف سياسي للآخر بمختلف الاتهامات والنعوت والصفات ومن بينها العمالة للاجنبي. اتهامات لم تنحصر بين طرفين علماني وديني بل امتدت في ما بين الحركات العلمانية  او الدينية نفسها . وبقدر ما تبشرالدعوة بمفاهيم لم تكن مألوفة في المراحل الماضية من تاريخ العراق ، حيث تشير الى اهمية ( خلق التنوع الفكري وصولاً الى التعددية السياسية ..)] فإنها، وكما نظن ، تضع على عاتق الكتاب وقبلهم الاحزاب والحركات السياسية وبشكل خاص العلمانية منها، مسؤولية تدارس هذا الموضوع بجدية وجرأة للوصول الى افضل الصيغ لتفعيل تواجد هذا التيار في الشارع العراقي، والإسهام بفتح نقاش موضوعي بشأنه قد يفتح صفحة جديدة من العلاقات بين الاحزاب والحركات السياسية ، تكون منسجمة وما يشهده العراق من تحولات نحو الديمقراطية ، تحتاج الى كثير من الجهد والعمل لتصحيح ما أصاب مساراتها من أخطاء . وانطلاقاً من هذه الدعوة نعود مرة أخرى لتناول هذا الموضوع من زاوية اخرى ، نتناول فيها بدايات انتشار العلمانية في العراق وما نتج عنها من حركات واحزاب سياسية ، عدت الدعوات الى فصل الدين عن الدولة التي ظهرت في أوروبا منذ القرن السابع عشر ضرورة لنشوء الدولة الحديثة في بلدانها على انقاض الدولة العثمانية المنهارة بعد هزيمتها في الحرب العالمية الاولى .ابتداءً  فإن العلمانية( تعني في جانبها السياسي بالذات اللادينية في الحكم، وتم اختيار كلمة علمانية ،لأنها اقل إثارة من كلمة لادينية ،فالمعنى العام المتفق عليه عزل الدين عن الدولة ) ، لذا وعلى وفق هذا المفهوم ، فإنه يمكن إدراج كل حزب لا يدعو في برنامجه الى إقحام الدين في شؤون الدولة في خانة التيارات العلمانية سواء ما كان منها يسارياً او قومياً أو وطنياً بحتاً ، وأي دعوة تحاول ان تقصر هذا المفهوم على طيف سياسي معين دون سواه تكون  قاصرة في فهم ما يعنيه مصطلح العلمانية وجوهره ، بل تعمل وبدون دراية  ووعي على فصل العديد من مكونات تيارها ، وتعطي حجة للآخرين لإلصاق تهمة مناهضة الدين بعض أطرافها .واستناداً إلى ما تقدم اعلاه يمكن القول ان ظهور التيار العلماني في العراق بدأ مع نشوء الحركات والاحزاب المناهضة للخلافة العثمانية ، التي كانت تستمد شرعية بقائها من الغطاء الديني الذي تسترت به لتبرير سيطرتها على العراق وغيره . وتشير مصادر متعددة الى ان العلمانية ( انتقلت الى الشرق بداية القرن التاسع عشر وانتقلت بشكل أساسي الى مصر وتركيا وإيران ولبنان وسوريا ثم تونس، ولحقها العراق في نهاية القرن التاسع عشر، اما بقية الدول العربية فقد انتقلت اليها في القرن العشرين) . ورغم تداخل المفاهيم الدينية مع غيرها ممن تحمل سمة العلم ومواكبة تطورات العصر على بساطتها عند اغلب مؤسسي هذه الحركات ، فان ما احدثته هذه الحركات والاحزاب من نقلة جديدة في طبيعة العمل السياسي بانضمام شخصيات من مكونات دينية مختلفة ، كان يعني ان هذه الحركات قد وضعت اللبنات الاولى للتيار العلماني ، متأثرة بما حصل في اوروبا من تطورات وما ساد فيها من مفاهيم جديدة انتقلت الى الدول العربية ومنها العراق بشكل خاص بواسطة طلاب البعثات العلمية من دون ان نغفل ما اسهمت فيه قيم  الثورة الفرنسية  واعلانها المبادئ  الاولى لحقوق الانسان عام 1789 من تحولات في العالم خاصة الغربي منه . وكنتيجة طبيعية فقد تطورت هذه الحركات التي  بدأت مشوارها لتحقيق الاستقلال عن الدولة العثمانية وبناء الدولة على اسس حديثة ، الى احزاب ببرامج ومناهج عمل واضحة ، حشدت فيها مجاميع الشعب بكل مكوناتها حولها ، حيث دعت الى العمل بكل الوسائل لتحقيق الاستقلال السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، ومنح الشعب حرياته الدستورية وتشريع قوانين تسهم بتحقيق المفاهيم الديمقراطية ، برامج كان المواطن تواقاً إلى نيلها ، وهنا التقت برامج الاحزاب العلمانية بشتى مشاربها مع تطلعات الجماهير وطموحاتها فالتفت حولها وساندتها بمختلف الوسائل . ومن المناسب ان نشير هنا ولو بشكل سريع الى بعض هذه الاحزاب ومنها الحزب الشيوعي العراقي الذي تشكلت اول بوادر تأسيسه في آذار من عام 1934عندما انعقد في بغداد اجتماع  تم فيه الاعلان عن تشكيل لجنة مكافحة الاستعمار والاستثمار حيث بدل الاسم الى الحزب الشيوعي العراقي في 1935 ، والحزب الوطني الديمقراطي الذي تم تأسيسه رسمياً عام 1946، غير ان نواته الاولى كانت قد بدأت منذ 1932 عندما صدرت جريدة الاهالي ، اضافة لحزب الاستقلال الذي ضم مزيجاً من الشخصيات الوطنية ذات الطابع القومي . وبصراحة وموضوعية ، فإن الفرص كانت في تلك المرحلة ( مرحلة النضال الوطني ) الممتدة  بشكل

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram