TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > خارج الحدود: واقعية عباس

خارج الحدود: واقعية عباس

نشر في: 15 سبتمبر, 2010: 05:17 م

حازم مبيضيننعرف ونثق أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس،لن يتنازل عن الثوابت الفلسطينية،للتوصل لاتفاق سلام مع الإسرائيليين،وأنه لن يسمح بتدمير البلد على يد أصحاب الأصوات المرتفعة،وكنا نعرف أنه إذا طالب الاسرائيليون أو غيرهم بتنازلات عن حق اللاجئين وعن حدود 1967 ,فانه سيرفض  وسيرحل،ولن يقبل على نفسه وتاريخه النضالي الزائد على أربعة عقود،الانتهاء بتوقيع ولو تنازل واحد.
 وليس سراً أنه وهو يتفاوض ويتطلع إلى حل قضية اللاجئين حسب القرار 194 ،مثلما يسعى إلى إقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967،وأن تكون القدس الشرقية عاصمة لها.وهو لم يتوانى عن التأكيد أنه سيتوقف عن العملية التفاوضية القائمة الآن في حال قررت حكومة نتنياهو عدم وقف الاستيطان في الاراضي الفلسطينية.  الإعلان اليوم عن ذلك يأتي بعد أن أبلغ الرئيس الفلسطيني بوضوح شديد كل ذلك للرئيس الأمريكي،ووزيرة خارجيته،ولرئيس الوزراء الإسرائيلي، وذلك قبل عقد اجتماع مع نتنياهو لمدة ساعتين ونصف،لم يشارك فيه أحد،وتسرب منه أنه خصص لاستطلاع مواقف الجانبين،وعرض سير الأمور منذ مؤتمر أنابوليس وماتبعه من لقاءات بين عباس ورئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت،وليس سراً أن عباس يسعى لأن تركز المفاوضات المباشرة في جولاتها الأولى،على موضوعي الحدود والأمن،فالواضح أن الحدود هي المسألة الأولى بالنسبة للفلسطينيين،وأن الأمن هو ما يهم الاسرائيليين.إذا تم الاتفاق على مسألة الحدود،وهي نفس حدود 1967 ،وتم ترسيمها،فهذا يعني أنه تم إيجاد حل للقدس والمياه والمستوطنات،ويعني أيضاً أنه لن يظل في أراضي الدولة العتيدة أي وجود لاسرائيلي سواء كان مدنياَ أو عسكرياً،وسيكون مضحكاً تصريح  حارس الملاهي الليلية السابق،والمسمى اليوم وزير خارجية إسرائيل،بأن توقيع اتفاق سلام يفضي إلى إنهاء النزاع والمطالب المتبادلة،وأيضا الاعتراف بإسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي،ليس هدفاً يمكن بلوغه العام المقبل،ولا حتى في الجيل القادم،لأنه يظن أن أبو مازن لن يوقع اتفاقاً شاملا،ويقترح بدل ذلك السعي إلى اتفاق انتقالي على المدى البعيد،وأن يتم التركيز اليوم على أمن إسرائيل،لكنه وهو يعرف أنه ليس صاحب القرار،كشف أنه طلب من المسؤولين في وزارته اجراء "تدريبات افتراضية" على ما سيكون عليه الوضع في حال الانسحاب من كل الاراضي الفلسطينية. محمود عباس لا يراهن على الزمن،ولا ينتظر القدر ليحل مأساة شعبه،وهو لا يترك لخياله تصور الدولة الفلسطينية تمتد من النهر إلى البحر،وبدلاً من كل ذلك،يقوم بفعل يومي سواء على صعيد التحرك السياسي مع المجتمع الدولي،أو الاتصال بالقوى اليهودية العالمية،التي يمكن أن تؤثر على حكومة نتنياهو،أو على صعيد بناء أسس الدولة العتيدة على الارض التي يسيطر عليها،وبحيث يحولها إلى أمر واقع،وعباس المسلم المؤمن بغير تعصب ولا انغلاق،ليس رهينة بيد الاسرائيليين كما يحاول البعض الترويج،وهو يعترف بكل شجاعة أنه رهينة الواقع المأساوي للأمة،والأكثر مأساوية بالنسبة للفلسطينيين،بعد محاولات فصل إمارة غزة الاسلاموية عن حلم الدولة الديمقراطية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram