بغداد /متابعة المدى الاقتصادي-السومرية نيوزأثارت وثيقة تحذير صادرة من وزارة الداخلية ردود أفعال من اوساط تجارية مختلفة، فالجهات الرسمية تؤكد أن الأمن الغذائي لا يمكن التساهل معه، وما يعزز من ذلك حملات التوعية إزاء محاولات تنظيم القاعدة تسميم الطعام والشراب لاسيما في المناسبات الدينية،
إلا أن إصدار بيان عن جهة أمنية عليا مثل وزارة الداخلية يحذر من تناول مشروب معين باستثناء غيره، أمر يعده بعض التجار ضمن خطة لقطع الأرزاق.وشكلت الوثيقة التي أصدرتها وزارة الداخلية في الأول من أيلول الحالي وتسلمت "السومرية نيوز" نسخة منها والتي حذرت من محاولة القاعدة إدخال عصير (ميزو) لاحتوائه على مادة الزرنيخ القاتلة، علامة فارقة على النمط الجديد الذي ربما بدأ بعض التجار باستثماره، لمحاربة بعضهم البعض، وهو أسلوب أثار ردود أفعال مختلفة من قبل الشركة الموزعة للعصير وبين وزارة الداخلية التي دعت إلى فتح تحقيق في الأمر، وأدى إلى أن يحظر الوقف الشيعي المنتج، ويضطر إلى الإعلان عن الوثيقة التي تدعم موقفه.ويصف مدير شركة سماء الراضي لتوزيع عصير الميزو في العراق كريم عبد الرضا فرج، الوثيقة، بـ"الدعاية المغرضة" ويقول إنها "تهدف لإفشال نجاح هذا المنتج، من قبل بعض الشركات المنافسة"، لافتا إلى أنه "قدم طلبا عند سماعه بوجود هذه الوثيقة إلى وزير الداخلية، وتم على أساسه تشكيل لجنة لمتابعة هذا الموضوع بعد الإطلاع على الفحوصات الرسمية".ويشير فرج لـ" السومرية نيوز"، إلى أن "هذه الوثيقة لم تلحق أي ضرر بالشركة، وما حدث هو العكس، إذ بات الطلب على  المنتج أكثر من قبل"، مؤكدا "وجود كتاب رسمي برقم 1258 صادر من وزارة التخطيط قسم السيطرة النوعية يشير إلى خلو هذا العصير من أية مادة سامة".ويوضح مدير شركة فرج أن "الحكومة العراقية لا تسمح بدخول أي منتج، إلا بعد إجراء فحص رسمي  100%، من قبل وزارة الصحة وجهاز السيطرة النوعية وجميع الجهات الأخرى"، مشيرا في الوقت ذاته إلى "عدم تسلمه كتابا من جهة رسمية يشير إلى وجود  مادة مسممة بهذا العصير، سوى ما سمعه من الناس"، حسب قوله.ويلفت فرج إلى إمكانية قيام بعض من اسماهم بـ"المغرضين" بتخبئة المنتج في مكان ما، وتسميمه بغية تمرير مخططهم الخبيث، رغم الرجاء بخلو العراق من هؤلاء المجرمين"، مبينا أن "تعرض الشركة إلى التشهير الأخير ربما يأتي لكثرة مبيعاتها خلال العام الحالي، الأمر الذي جعل الشركات المنافسة لها تتبع هذه الأساليب".وتعد شركة سماء الراضي التي بدأ العمل بها قبل أربع سنوات الموزع الوحيد لعصير الميزو في العراق، ولها الآن عدد من الفروع في اغلب المحافظات العراقية، كما وتستورد هذا المنتج من شركة سهم السعودية للعصائر.بدوره، يؤكد ديوان الوقف الشيعي أن الوقف اتخذ إجراءات وتدابير وقائية وقام بحظر مشروبات الشركة المصنعة، بعد ورود كتابين بهذا الخصوص من وزارة الداخلية، وانتشار الإشاعة حول نية تنظيم القاعدة توزيع مشروبات مسمومة في العتبات المقدسة، وبررت رئاسة الديوان إصدار بيانها بشأن المنتج ميزو بأنه يدخل من باب نشر الحيطة لحماية الأرواح.ويقول رئيس الديوان صالح الحيدري في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الوقف تسلم كتابين رسميين من جهتين في وزارة الداخلية يفيد مضمونهما بضرورة الاهتمام بالمواطنين في العشر الأواخر من رمضان خصوصاً في العتبات المقدسة، لوجود مواد مضرة بـ"الصحة".ويضيف الحيدري انه علم من خلال اتصال هاتفي أن "الشركة أو وكيلها في العراق، أكد أن لديه مستمسكات تشير إلى أن المشروب المنتج خال من أي مواد مضرة، إلا أننا من باب الحماية والاحتياط، تحفظنا على الموضوع، واتخذنا التدابير التي رأيناها مناسبة لا سيما في ظل الأجواء الساخنة التي تعيشها البلاد".من جانبها، حذرت وزارة الداخلية ضباطها من استغلال عمل المؤسسات الأمنية في هذه الأمور، متوقعة إمكانية ورود معلومات كيدية تستهدف بعض المنتجات التجارية من  جهات كثيرة، مستبعدة قيام الجهة المتهمة بتسميم العصير لتمرير مخططها.ويؤكد وزير الداخلية جواد البولاني لـ" السومرية نيوز" إن "الوزارة قامت بتشكيل لجنة تحقيقية بخصوص المعلومة التي وردت إليها"، مضيفا أن "الكثير من المعلومات التي ترد لنا نبدأ في إثرها بتشكيل لجان تحقيقية للتأكد منها، رغم إننا نستبعد وجود وثيقة صادرة من الداخلية بهذا الأمر".ويحذر البولاني جميع المنتسبين والضباط الكبار في وزارة الداخلية، وحتى التجار العراقيين من محاولة تمرير بعض الأمور عن طريق الوزارة، ويشير إلى أن "قانون أصول المحاكمات الجزائية، الذي يقضي بمحاسبة كل من  يحاول إيصال معلومة خاطئة سيكون هو الرادع، وسيخضع كل طرف تسبب لنا بالإثارة والإرباك للقضاء لينال جزاءه العادل"، ويستبعد وزير الداخلية "إمكانية قيام هذه الجهة بتسميم العصير لتمرير مخططها، وقد تكون هناك معلومات كيدية تستهدف بعض المنتجات التجا