عن: أفكار حول العراق منذ سقوط نظام صدام عام 2003 عاد مئات الآلاف من العراقيين الى بلادهم خلال السنوات الثلاث الاولى التي اعقبت التغيير، الكثير من اولئك الناس كانوا قد هربوا من ديكتاتورية صدام في الثمانينيات والتسعينيات لكن في عام 2005
بدأت مجاميع كبيرة من الناس تفقد بيوتها بسبب العنف الطائفي ومع بداية عام 2008 بدأ العديد منهم بالعودة الى ديارهم مع تحسن الوضع الامني لكن هذه النسبة قد تباطأت هذا العام والسؤال الذي يتبادر الى الذهن هو ماسبب هذا التغير؟ المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة خمنت ان 1,272,726 عراقياً قد عادوا منذ عام 2003 والاغلبية الكبرى منهم البالغة 808,730 هم من المهجرين في الداخل والبقية البالغ عددهم 463,996 هم من هربوا خارج العراق وفي عام 2007 كان اقل مستوى لعودة اللاجئين حيث كان عددهم فقط 81,420 بسبب الوضع الامني المتردي جدا في ذلك الوقت لكن العدد قد تصاعد خلال السنتين التاليتين الى 221,260 خلال عام 2008 و 204,830 خلال عام 2009 بسبب التحسن الامني وعلى اية حال فمن شهر كانون الثاني الى تموز من عام 2010 هناك فقط 79,490 عراقياً قد عادوا واذا استمرت هذه النسبة على نفس المعدل فسيكون عدد العائدين فقط 141,000 هذا العام. لقد تركزت عودة اللاجئين والمرحلين في محافظات خاصة، ففي العام الماضي كان معظم المهجرين قد عادوا الى بغداد وديالى ونينوى وبابل وصلاح الدين وجميعهم في المناطق المختلطة، اما العائدون من الخارج فمعظمهم قد ذهب الى محافظات بغداد والديوانية وذي قار وديالى وميسان وكربلاء والنجف، لذا فان معظم العائدين ربما كانوا قد تركوا العراق في زمن النظام السابق او في بداية الحرب، بينما تشهد بغداد اكبر عودة للاجئين والمرحلين لأنها كانت في البداية مركز الصراع ولكثافتها السكانية الكبيرة. ان من الضروري تحليل لماذا قل عدد العائدين في هذا العام وهناك جوابين محتملين على هذا السؤال. الجواب الاول هو ان ماتبقى من العراقيين الراغبين بالرجوع قليل فجميع اولئك الذين فقدوا بيوتهم لا تتوقع منهم العودة خصوصا وان العديد من الاقليات قد تم اخراجها بالقوة وليس من المحتمل ان يعودوا، كما ان العديد من المهجرين في الداخل قد قرروا البقاء حيث هم بدلا من العودة الى مناطقهم. الجواب الثاني هو ان وكالات الاغاثة والدول المجاورة للعراق ربما كانت قد بالغت في اعداد العراقيين المهاجرين وقد عاد معظمهم الى البلاد فمثلا الحكومة الاردنية كانت قد اعلنت ان لديها 500 الف لاجئ عراقي لكن مسحا اجري عليهم بين ان عددهم هو161 الفاً فقط اما عدد المسجلين لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين فهم اقل من 60 الفاً كما ان سوريا قالت ان لديها مليون ونصف المليون لاجئ عراقي لكن تخمينات اخرى عدت ان عددهم يفوق 300 الف بقليل. المنظمة الدولية للهجرة تستشهد ربما بحالة عدم الاستقرار السياسي التي اعقبت الانتخابات البرلمانية التي جرت في آذار الماضي وكان السبب الرئيس في تقرير نيسان الماضي.في النهاية كان هناك تساؤلا فيما يخص الامن وهو السبب الرئيس في عودة او عدم عودة اللاجئين فمع انسحاب القوات الامريكية وتصاعد وتيرة العنف فان هناك بيانات اخرى تحتاج الى الفهم حول السبب الذي يجعل عدد اللاجئين يتباطأ. ترجمة: عمار كاظم محمد
تباطؤ فـي عودة اللاجئين العراقيين إلى مناطقهم
نشر في: 17 سبتمبر, 2010: 10:07 م