بغداد/ المدىتستأنف يوم غد الاحد مفاوضات الكتل السياسية لتشكيل الحكومة الجديدة، في وقت يطرح فيه وفد الكتل الكردستانية مبادرة جديدة تجدد التأكيد على احترام الدستور.ويرجح مراقبون ان يشهد الاسبوع الجاري حراكا سياسيا نشطا بهدف انهاء الازمة، لكن يصعب التكهن، حتى الساعة بمسار المفاوضات.
وشهدت الايام الماضية لقاءات بين مفاوضي الكتل السياسية تمهيدا لاجتماعات وصفت بالجدية خلال الاسبوع الجاري، فيما ينتظر من التحالف الوطني ان ينهي خلافه حول الآليات ويعلن عن مرشحه الوحيد لمنصب رئاسة الوزراء.ائتلاف الكتل الكردستانية يطرح هذا الاسبوع على الفرقاء السياسيين مبادرة جديدة تركز على احترام الدستور والدعوة الى إنهاء الجلسة المفتوحة للبرلمان.ودعا الائتلاف امس الجمعة الكتل السياسية الى تجاوز عقدة رئيس الوزراء والتركيز على برنامج الحكومة وتشكيلها وفق مبدأ الشراكة، محذرا من ان تطول الازمة اكثر من الوقت الذي استغرقته طيلة الشهور الماضية."اذا لم يتمكن التحالف الوطني من تسمية مرشحه الوحيد فسنواجه ضغوطا دولية واقليمية". يقول النائب محما خليل عضو ائتلاف الكتل الكردستانية في تصريح للمدى، ويرى ان مبادرة ائتلافه الجديدة تضمن الحل الانسب للازمة وتحافظ على سقف العملية السياسية من السقوط.وعقد الوفد الذي يمثل الكتل الكردستانية في مفاوضات بغداد لتشكيل الحكومة، اجتماعا الخميس الماضي مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني لاطلاعه على آخر المستجدات بشأن الحوار مع الاطراف الاخرى.واوضحت مصادر مطلعة للمدى ان المبادرة الجديدة تتركز على موضوع التوافق الوطني دون التركيز على منصب رئاسة الوزراء، وغايتها جمع الكتل للتباحث فيما بينها حول هذه النقاط وكيف يمكن تشكيل حكومة لا يقاطعها الطرف الاخر".في المقابل يواصل نواب عن ائتلاف دولة القانون والائتلاف الوطني تأكيد تماسك التحالف الوطني، وانه ماض في قضية تسمية مرشحه لمنصب رئيس الوزراء.وعقد طرفا التحالف لقاءات ثانوية خلال اليومين الماضيين لغرض التمهيد الى اجتماع وصف بالجدي."لا يوجد حسم للآليات حتى الساعة". يقول القيادي في ائتلاف دولة القانون علي العلاق في تصريح للمدى امس الجمعة، ويرى انه رغم ذلك فان التحالف في النهاية سيجد حلا للخلاف ويمضي الى البرلمان بمرشح واحد.غير ان الرأي العام المحلي حفل بتضارب صارخ في التصريحات خلال الايام الماضية، اذ رجح البعض انهيار التحالف. ويعلق النائب عن الائتلاف الوطني عامر ثامر على ذلك ويقول:"هذه رسائل ضغط تظهر بين الحين والاخر، الهدف منها محاولة خفض مطالب الفرقاء السياسيين".ويؤكد ثامر الذي تحدثت معه المدى امس الجمعة عبر الهاتف ان تغيير مسار المفاوضات كما اشيع مؤخرا امر غير وارد، وان التحالف الوطني ما زال الكتلة الاكثر عددا حتى الان.وحاول ثامر طمأنة الكتل السياسية بالقول، ان جميع الكتل السياسية بما فيها القائمة العراقية مقتنعة بأنه مهما كانت الجهة التي سيظهر منها رئيس الوزراء فان الحكومة المقبلة ستكون حكومة شراكة وطنية حقيقية.وكان رئيس الوزراء نوري المالكي ونائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي اكدا في وقت سابق ان إنهاء أزمة تشكيل الحكومة يحتاج إلى جلسات هادئة وبعيدة عما وصف بأجواء التوتر والمماحكات السياسية.وكان مرشحا التحالف الوطني عقدا اجتماعا الخميس الماضي، وشدد تصريح صحفي لمكتب المالكي على ضرورة أن تركز الحكومة المقبلة على إعادة تأهيل الخدمات وتنفيذ المشاريع العمرانية إلى جانب الملف الأمني الذي قال إنه لا يزال يحتاج إلى مزيد من الجهد لتثبيته، ولفت إلى أن هذا الاجتماع يهدف إلى إيجاد أجواء من التفاهم والعمل المشترك في مجالات الإعمار والبناء والخدمات.