اياد الصالحيإستياء علني بين المشجعين والنقاد والمدربين ونجوم المنتخب السابقين لم يخمد ناره بعد ، فقد فضحت موقعة (القويسمة) الودية ان عقلية الالماني سيدكا التدريبية تنبىء بقرارات (انتحارية) لا امل للمنتخب منها ما لم يتدارك الرجل مصيبته ويستمع الى اصوات العقلاء (المتهورين) بان ( فيفا دي) فرصة لتثبيت ركائز المنتخب الأساسية واشاعة الرغبة في تحقيق الانتصار ، لكن ( سيدكا دي) كان اسوداً واشد إيلاما على العراقيين.
أبداً ، لن تكون المباراة بكل تفاصيلها المريرة مناسبة للنسيان، فالذاكرة العراقية كلما مرّ بها الزمن العتيد تتقد وتتحفز وتتمرد على الواقع لئلا يلدغ منتخبنا مرتين، فمن حق الناس هنا ان تصعق وتبتئس وتضع عشرات الخطوط الحُمر تحت اسم سيدكا لانه الرجل الثاني بعد فييرا يرتكب (حماقة) الهزيمة الرباعية بحق سمعة الكرة العراقية امام منتخب من الظلم ان يهز شباكنا مثلما (تتبختر) الفرق اثناء الوحدات التدريبية ، حيث سبق ان تدرب لاعبو المنتخب العُماني في مرمى كاصد نفسه الذي يبدو انه اصبح سخياً جداً في منح الآخرين الارقام القياسية ضد العراق بعد ان راوده الشعور بانه الحارس الأوحد لكتيبة اسود الرافدين والمكان لا يسع لاثنين ، وقد اسهم تصريح المدرب عبد الكريم ناعم في تقوية هذا الشعور بتصريحه غير المدروس : ( لست بحاجة الى نور صبري ، لدينا حارس اساسي ، امين ومجرب) ! أي ان ناعم يدري او لا يدري ازاح القلق من رأس كاصد الذي كان يحسب مليون حساب لزميله ويتعملق في مرماه لمنافسته ، واذا بنا نجده اليوم يتنافس مع المتفرجين في رصد حركة الكرة وكيفية دخولها شباكه في الزوايا التي يريدها تلاميذ حمد بلا ردة فعل لإحباطها!ليست جديدة ان تتعرض منتخبات معروفة بتاريخها والقابها الى هزات عنيفة في طريق أعدادها ، لكن ان نترك سيدكا يتصرف بحرية سلبية في اختيار العناصر الاساسية لودية الاردن وبعدها عُمان وفق ما رسمه على الورق من حلول عقيمة ومراكز لعب تاه فيها أصحابها ، هنا الطامة الكبرى ، وعلينا ان نبادر للتنسيق مع اثنين من المدربين الوطنيين الكبار للتواجد مع المنتخب اينما حلّ لإبداء المشورة الفنية في الوقت الحرج ولا يُعد ذلك مساً بشخصية سيدكا ، بل لتنويره ببعض الأخطاء التي ارتكبها بدلا من تركه يتخبط في بناء تصورات لا تنطبق على حالة منتخبنا وهناك منتخبات عالمية مثل البرازيل والمانيا وانكلترا تضم وفودها مدربين مستشارين يلتقون بمدربي بلدانهم لتبادل الآراء والنصائح من دون التدخل في القرار النهائي.لا نريد ان نشاهد المسؤول الاول عن مصير الكرة العراقية رئيس الاتحاد حسين سعيد وهو يضع يده على خده مستسلماً لمشاهدة منتخب الأسود اقرب الى حفلة (سيرك) تجرّد فيها من وزنه الثقيل كبطل لآسيا ، بل لابد ان ينهض ويشرع لتوفير ( مظلة معلوماتية) للمدرب سيدكا ترافقه في البطولات الثلاث المقبلة وتنبهه عن سوء اختياراته ومكامن القوة والضعف لدى الخصوم تأسيسا على امكانات لاعبينا الذين لم يشاهدهم إلا قبل يومين من اختتام الدوري الممتاز مطلع ايلول الحالي وهناك اكثر من اسم في قافلة المدربين الأكفاء والمخلصين والمخضرمين يستظل بفكرهم سيدكا والمنتخب طوال رحلتهم الشاقة.خسارة واحدة في 90 دقيقة ودية لا تشكل مبرراً لنزع الثقة عن المنتخب ، الرئة النقية الوحيدة التي يتنفس منها الشعب بعد ان خنقته الهموم اليومية لكننا لا نريد ان يُعامل (المنتخب) كالمريض الذي قلبه ينبض وجسده هامد ، بل الروح مصدر الوعي لنبذ اليأس وتحضير اللاعبين لموقعة جديدة تعيد لهم توازنهم المفقود وترتب اوراق المدرب من جديد ربما يسعفه الوقت حينها للإقرار على التوليفة الأنسب قبل المغامرة في بطولة آسيا التي لن يكون دورها الأول سهلا ابداً ، فاليمن وفلسطين لديهما الحافز نفسه بطي صفحات الماضي وتحقيق نجاح ملموس في عهد كروي لم يعد مقبولاً لهما لعب دور الكومبارس فيه.Ey_salhi@yahoo.com
مصارحة حرة: أسود أقرب الى سيرك!
نشر في: 18 سبتمبر, 2010: 06:50 م