المدى / تقرير اخباريتشتهر أفغانستان بمناظرها الطبيعية الخلابة وأطلالها القديمة، غير أن الاجتياح السوفياتي الذي بدأ في عام1979 وقف حائلا أمام استغلال تلك الميزات السياحية للبلاد. وعانت البلاد 25 سنة من الإهمال السياحي; بدأت من الاجتياح الأميركي عام 2001 الذي أطاح بنظام حركة طاليبان.
وكانت الإصدارات الصحافية السياحية في آسيا تعنون موضوعاتها عن أفغانستان بكلمتين فقط: «لا تذهب»، لكنها باتت الآن تفرد العديد من صفحاتها لإبراز المعالم السياحية لهذه البلاد، واستقبلت أفغانستان عشرات الوفود السياحية، معظمها من دول أوروبا واليابان. كهوف تورا بورااستخدم المسلحون الافغان كهوف تورا بورا في الثمانينيات كمخازن للاسلحة في حربهم ضد الروس، ثم اختبأ فيها بن لادن وقيادات تنظيم " القاعدة " الارهابي وحفروا فيها خنادق بعد هجمات أيلول الارهابية ، لاتقاء خطر القصف الاميركي. وتردد ان كهوف تورا بورا بها سلسلة من الانفاق السرية، يمكن تخبئة مدرعات حربية في داخلها. واستخدمت طائرات «بي 52» الاميركية قنابل اسمها «ديزي كوتر» بزنة 15 الف رطل، قادرة على النفاذ الى داخل الكهوف المحصنة لقتل المسلحين المختبئين فيها .حدائق بابرمن أبرز المعالم السياحية الاثرية في العاصمة كابل حدائق بابر التي اسسها الملك ظهير الدين بابر مؤسس الامبراطورية المغولية في منتصف القرن السادس عشر الميلادي، وهي تطل من فوق ربوة عالية على منظر عام للعاصمة الافغانية، ويوجد بالقرب من تلك الحدائق مسجد الملك شاه جيهان، وقبر بابر نفسه الذي توفي في اجرا عام 1530، الا انه كان في حالة هوى لتلك الحدائق التي انشأها بنفسه. ومن المساجد الاثرية في العاصمة الافغانية، مسجد بول خستي، والمسجد الازرق الذي يعرف باسم مسجد شيربور، وهناك ايضا الاسوار القديمة التي تحيط بالمدينة في منطقة بلا حصار وتعود الى القرن الخامس الميلادي، ويبلغ طولها سبعة امتار وعرضها ثلاثة امتار. قندهارتعتبر قندهار ثاني أكبر مدينة بعد العاصمة كابل، أغلب سكانها من البشتون، تقع في منتصف الطريق بين كابل وهراة ، وتوجد فيها أضرحة عديدة من بينها ضريح «خرقة شريف»، الذي اشاع" الملا عمر" ، وجود عباءة الرسول الكريم داخل المبنى، واستخدم تلك العباءة للحصول على بيعة من اتباعه، بالاضافة الى ضريح أحمد ديراني. هراةتعتبر مدينة هراة مثالا واضحا على التدمير ثم النهوض واعادة التشييد منذ ان اسسها الاسكندر الاكبر في القرن الرابع قبل الميلاد، الذي شيد قلعة ما زالت اثارها موجودة وسط المدينة، وفي عصر التيموريين ولد شاعر هراة الاكبر والخطاط والمصور بهزاد الذي ترك بصمته على مئات المخطوطات الموجوة الآن في كبرى المتاحف العالمية، ومن الزيارات المميزة التي يمكن القيام بها في تلك المنطقة زيارة قلعة الاسكندر الاكبر والمسجد الجامع. اللغة والعملةينتمي الافغان الى اصول مختلفة منها البشتونية وطاجيكية وغالبيتهم من المسلمين، بالاضافة الى فئة قليلة من اليهود والهندوس. أما بالنسبة للغات المتداولة في البلاد، فهي تختلف بين البشتونية التي يتقنها الذين يسكنون في القسم الغربي من باكستان، الذي كان تابعا للاراضي ألافغانية، بالاضافة الى اللغة الطاجيكية والهازاره والازباكستانية والتركمانية. وبالنسبة للعملة في أفغانستان فهي «الافغاني». "البوزكاشي "البوزكاشي هي الرياضة الشعبية الاولى في أفغانستان. وتتطلب اللعبة أعصابا قوية ومهارات ركوب الخيل، فضلا عن قوة بدنية خاصة، ومعظم المشاركين هم من المصارعين السابقين، والخيل تكون متوسطة الحجم ومدربة خصيصا على هذه اللعبة. كما أن الكثير من مشجعي الرياضة قد يحجمون عن مشاهدة اللعبة فور علمهم بالمكونات التي تصنع منها الكرة. وهي الرياضة التي عرفها العالم بعد ان تفوق فيها الممثل الاميركي سيلفستر ستالون في فيلمه عن المسلحين الافغان. وتعني كلمة «بوزكاشي» في لغة الداري الافغانية «شد المعزة»، بيد أن اللعبة أكثر تعقيدا من ذلك إلى حد بعيد. ويشارك في اللعبة، التي تعود إلى قرون خلت ومارسها المسلحون الافغان، فريقان متنافسان يضم كل منهما 10 رجال، يمتطون ظهور الخيل ويتقاتل الفريقان من أجل الاستحواذ على جثة عجل صغير بدون رأس. ويسجل اللاعبون النقاط بإسقاط الجثة البنية اللون، وسط أي من الدائرتين المرسومتين عند طرفي ملعب كبير، فيما يتلقون ضربات سياط مؤلمة من اللاعبين المنافسين وربما يتعرضون لسقطات قاتلة من فوق ظهور الخيل، أو قد تنسحق أيديهم في حالة سقوطهم تحت حوافر الجياد.
أفغانستان بين الحرب والسياحة والانتخابات

نشر في: 18 سبتمبر, 2010: 06:52 م