TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > فــــارزة:على الطريقة التي نرقص بها

فــــارزة:على الطريقة التي نرقص بها

نشر في: 18 سبتمبر, 2010: 09:34 م

 نزار عبد الستارالعراق بلد الايقاعات النائحة. فيه نزل العود وصدحت الأوتار، وعلى أرضه كتب الاصفهاني كتاب الأغاني، وفيه اكتشفت بحور الشعر، وفيه اخترع رقاص الساعة. انه بلد مقامات الزمن وفوضى الحركات. العراق عادة هو مكان الصخب حيث تضج الأنغام طويلا إلى أن تنفلت من اشتباكاتها ونجد لها النسق السمعي المناسب.
في السياسة هناك إيقاعات راقصة. شهور عدة ورقصة نتائج الانتخابات هي معزوفة إعلامية. حتى أمريكا ترقصها على مقام جاء بايدن ذهب بايدن. في بيوتنا النساء يرقصن باليه الجنجوفر وكل الذين يملكون سيارات يرقصون رقصة حزام الامان. صوت الطق طاق رنة مألوفة جدا في الوطن. تسمعها اينما ذهبت بصحبة فرقة المولدات السيمفونية. قبل حرب العراق لم تكن معدات الدول الكبرى العسكرية مزودة بابواق ومزامير. بسببنا تكبدت امريكا اموالا طائلة فوضعنا الضوضائي اجبرها على ان تجهز عرباتها العسكرية بأصوات خاصة تعلو على امواج الرقص العراقي اليومي وعلى هذا الاساس يمكن القول ان اهم ما ساعد الانسة كوندوليزا رايس على حمل حقيبة الخارجية انها تجيد العزف على آلة البيانو. ولماذا نذهب بعيدا. تنظيم القاعدة في العراق ليس اكثر من ايقاع بوووم دووم. انه تنظيم سماعي بالدرجة الاساس ولهذا صرنا نستهلك الالعاب النارية اكثر من الصين نفسها واذا ما تعبنا قليلا واستولى علينا الهدوء لساعات ينتفض فينا الخوف ونشعر بالقلق ونهرب الى بيوتنا. لكل سلطة من السلطات الثلاث في العراق مدرسة رقص خاصة بها فالتشريعيون كوراليون وطبقاتهم الصوتية عالية ويذكروننا بالاناشيد الجماعية التي لا يمكن فيها تمييز الصوت الخشن عن الناعم. اما الاحبة في السلطة التنفيذية فهم شاطرون في موسيقى الحجرات. انهم ينفعلون أحياناً ولكنهم في المحصلة النهائية يرقصون في عرس آخر. اما السلطة القضائية فموسيقاها نفخية. افواههم تشبه آلة الترومبون وهم يتمتعون بامتياز ان لااحد يمكن له ان يكلمهم او يقول لهم على عيونكم حواجب. انهم وقورون جدا ولهم آذان مستمعة. لكل وزارة رقصتها الخاصة. انه امر يتم التعبير عنه بالازمات وازماتنا كلها ايقاعية وتتحكم فيها الروح الموسيقية ولهذا نحن نعد من الشعوب المتحركة. نوعية خاصة من البشر تحب ان تركض اثناء الرقص والعجيب ان العراق مع كل هذه المجهودات الحركية لا توجد لديه رقصة فولكلورية اصيلة. فما عدا الدبكة لا تجد في العراق رقصة لها خصوصيتها ككل شعوب الارض. انه تعبير آني. شيء ما يجعلك غير مستقر في مكانك. ترقص وبحزن عميق وبدموع على القلب. ترقص وترقص وترقص الى ان تموت.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

جلسة "القوانين الجدلية" تحت مطرقة الاتحادية.. نواب "غاضبون": لم يكن هناك تصويت!

القانونية النيابية تكشف عن الفئات غير مشمولة بتعديل قانون العفو العام

نيمار يطلب الرحيل عن الهلال السعودي

إنهاء تكليف رئيس هيئة الكمارك (وثيقة)

الخنجر: سنعيد نازحي جرف الصخر والعوجة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram