المدى الثقافيأقيم في مدينة البندقية بينالي العمارة العالمي ويستمر حتى 21 نوفمير عام 2010 وترأست هذه الدورة المعمارية اليابانية كازيو سيجيما مديرة شركة "سانا" وقد كتب الناقد "فلكس برشتر" من صحيفة نيويورك تايمز عن هذا البينالي:
والآن انتهت الأيام الثلاثة الصاخبة لبينالي البندقية للعمارة التي افتتحت في 29 آب وكل الصحفيين والمعماريين أصحاب الأسماء الكبيرة قد غادروا هور المدينة وحان الوقت لإلقاء نظرة محكمة على المعرض والفائزين هذه السنة- ولجعل الجمهور يدلي بصوته. طلبت لجنة البينالي من المعمارية اليابانية ( والفائزة بجائرة برتسكر المهيبة هذه السنة) "كازيو سيجيما من شركة "سانا"كي أن تكون مديرة دورتها الثانية عشرة من المؤكد كان مهماً.سيجيما نفسها هي الأولى التي أشارت في مقابلات معها بأن الربط بين مديرة امرأة و آسيوية في الوقت نفسه بدا بالأخص صحيحاً في زمن يبحث الناس فيه عن بدائل للعقليات التي تشبه حمى الذهب وأبطالها من الذكور الذين سيطروا على العمارة خلال أغلب العقود. حتى ذكر الناس في عنوان المعرض "الناس يلتقون عند العمارة" هو الأول في تاريخ بينالي العمارة. وعن المعرض قالت "سيجيما" في كلماتها القليلة بأن المعرض سيكون "له وجهات نظر مزدوجة بدلاً من توجيه مفرد. إنه ستارة خلفية للناس كي يرتبطوا بالعمارة وللعمارة كي ترتبط بالناس وللناس كي يرتبطوا بأنفسهم".التغير في النغمة ممكن إدراكه حالاً حين يدخل المرء "الأرسنال"، وهو المحور السابق للأسطول البحري الإمبراطوري للبندقية، الذي هو فضاء المعرض الرئيسي خلال البينالي الذي عرضت سيجيما من أجله أغلب رؤيتها التي لا تشوبها شائبة. وكل صالة ( التي لا يزيد عرضها عن 60 قدماً و500 قدماً طولاً) مخصصة لعارض مفرد، وهو اتساع بدا مجهولا بالنسبة للمشاركين في البيناليات السابقة. الانفتاح الفراغي يسمح بمشاريع مختلفة تؤثر حقاً في الزائرين وتسمح لهم بأن يغمروا أنفسهم فيه بدلاً من الاندفاع إليها. إضافة إلى أن بعض المشاريع مشتركة. (فضاءات الغيمة) لـ"تراسولر وتتسو كوندو" هي انحدار حديدي رقيق متموج يستطيع أن يمشي عليه الزائر عالياً داخل فضاء خلال غيمة من الهواء المشبع وقطرات مكثفة. "لو أنّ البنايات تتكلم- الجزء الأول" لفيم فيندرز طوله عشر دقائق ثلاثي الأبعاد مع نظارات زجاجية مخصصة للمشاهدة ويدور الفيلم حول (مركز رولكس للتعليم) في لوزان بسويسرا الذي صممته شركة "سانا" -حالة مدهشة من التهنئة الذاتية من قبل مديرة البينالي وإن تكن قابلة للغفران. في التجهيز في الفراغ المسمى "البيت الثاني المنفصل" لـ"أولافر ألياسون" خلق إنشاءات مائية مضاءة بواسطة الستروبوسكوب المصنوعة من رشات مقابل خلفية لغرفة مظلمة غائرة – تاركة الزوار يتفرجون على جمالها ويترطبون بشكل منعش في حرارة البندقية. لكن ما يتخلل المعرض بأكمله حقاً هو حس الرزانة الشعرية، و هناك أمر لا يمكن إنكاره شبيه بالحلم حول معظم التجهيزات في الفراغ بالطريقة التي تعاملت بها مع العناصر والأحاسيس المغلفة. خذ مثلاً التجهيز الصوتي في الفراغ لجانيت كاردف وجورج بيورز ميللر "موسيقى كورالية من أربعين جزءاً "الذي يعيد فيها الفنانان عمل "توماس تالي" من القرن السادس عشر 1573 ويعزف كل صوت من الكورس خلال مكبر صوت خالقاً تجربة مركزة من 14 دقيقة من الموسيقى والفضاء. المعماري السويسري "فاليرو أولغياتي" يظهر مختارات من مشاريع البنايات التي ستكون ضخمة تحت يد أي معماري آخر يشحنها إلى حد ما بالصفاء والخفة المستحيلين.المصور الفوتوغرافي "والتر نيدرماير" من التيرول الجنوبي الذي صور العديد من بنايات "سانا" عرض صوراً فوتوغرافية حالمة ذات مقياس كبير من العمارة الشعبية في إيران إذ يعثر على الشعر فيما يعد من قبل العديد محيطاً معادياً.حتى الكونكريت المسلح يظهر صفاته الأثيرية في تجهيز بالفراغ للمعماري الأسباني "أنطوان غارسيا أبريل" وستوديو المجموعة الموحدة الذين نجحوا في عمل اثنين من الجسور العملاقة ذاتي مقطعي (آي) موضوع أحدهما على قمة الآخر . وكان الشيء الصادم هو شريط من الكونكريت نصف الشفاف لـ"بيتر أيبنر وأصدقائه" الذي بالكاد يمكن أن يلاحظ على الطرف المستدق لحدائق الأرسنال ويقع بجوار ترتيبات من الزهور البرية الراقصة المسحورة "فيرجين غاردنز" وتجهيز بالفراغ لمكتب معماريي بروكسل "كرستين غيرز دافيد فان سيفرن" والمصور الفوتوغرافي "باس برنسن" وقد فازوا معاً بجائزة الدب الفضي "للمساهمين الشباب الواعدين". هذه السنة ذهب "الأسد الذهبي" باستحقاق إلى المعماري الياباني الشاب "جونيا أشيغامي&quo
بينالي البندقية المعماري الثاني عشر: الحلم بالعمارة والرجوع إلى جوهرها
نشر في: 19 سبتمبر, 2010: 05:21 م