ترجمة: عادل العاملقبل وقتٍ طويل، طويل، كان من المعتاد أن تكون للنساء لحى. و كانت لحاهنَّ أطولَ، و أكثف، و أجمل من لحى الرجال. و كنَّ يعتنين عنايةً كبيرة بلحاهنَّ، و كان البعض منهن فخورات أو مغرورات بها جداً إلى حد أنهن كن يحتقرن الرجال،
بمن فيهم أخوانهن، و آباؤهن، و أزواجهن. و كان أكثرهن غروراً في ذلك امرأة ثدعى نكَمديش Nkemdiche . فقد كانت و أخواتها الثلاث معجباتٍ بجمالهن كثيراً، و بلحاهنَّ بوجهٍ خاص.و كانت مدينتهن يحكمها ملكٌ طيب و ثري يُدعى أيناي مبا Enyi Mba. و كان كنزه المفضَّل خاتماً من ذهب. و في أحد الأيام، رأت إحدى بناته أن الخدم مشغولون جداً فقرَّرت مساعدتهم عن طريق غسل جميع الصحون التي في البيت بنفسها، فالتقطتها جميعاً، من دون ملاحظة أن الخاتم في أحد الصحون، و أخذتها إلى جدولٍ لتغسلها. و لم ترَ الخاتم ينزلق من الصحن إلى الجدول. و قد حملت المياه المندفعة الخاتم بعيداً و سرعان ما ابتلعته سمكة. و كان هناك أسفل الجدول ولدٌ يصطاد، و قد اصطاد من السمك ما يكفي لبيع بعضه و إحضار الباقي إلى البيت لأسرته. و بعد أن شوى لنفسه سمكةً، فتحها و وجد الخاتم، فأخذه مسروراً إلى البلدة في اليوم التالي و باعه إلى نكَمديش، من دون أن يعرف أن الخاتم يعود للملك. و كانت نكَمديش تعرف ذلك، لكنها كانت مغرورةً و أنانية إلى حدّ أنها لا يمكن أن تعيده إلى صاحبه الشرعي. و بدلاً من هذا، خبَّأت الخاتم داخل لحيتها الطويلة الكثَّة. و لم يمر وقتٌ طويل حتى اكتشف الملك أن خاتمه مفقود. و لم تكن لدى أحدٍ، بمن في ذلك ابنته، أية فكرة عمَّا حدث. و قد أُعلن خبر الخاتم المفقود في جميع أنحاء المملكة. وسمع الولد الصيَّاد به و أدرك عندئذٍ لمن يعود الخاتم الذي وجده في السمكة. و لمّا كان على علمٍ بأن الملك لن يعاقبه على جهله بذلك، هرع إلى خدم الملك و أخبرهم بالكيفية التي وجد بها الخاتم و أنه قام، لعدم معرفته لمن يعود، ببيعه إلى امرأةٍ من البلدة تُدعى نكَمديش.فراح خدم الملك يبحثون في كل مكان عن نكَمديش، لكن أحداً لم يكن يعرف أين هي. و لعدم قدرتهم على العثور عليها، ارتأوا أن يعرض الملك الزواج على أية امرأةٍ تستطيع أن تعيد إليه خاتمه، و سرعان ما جاءت نكَمديش سائرةً بخُيلاء في حضرة الملك، و أعلنت قائلةً : ــ " إنني أعرف أين هو الخاتم. إنه عندي".و سحبته من مخبئه في لحيتها. و أدرك الخدم جميعاً ما فعلت. فأصابت الخدم الرجال الصدمة، لكن الخادمات ، الفخورات بلحاهنَّ أبداً، كنَّ مسرورات للكيفية التي خدعت بها نكَمديش الباحثين عن الخاتم.فبعث الملك بجميع النساء، بما فيهن نكَمديش، إلى مكانٍ آخر لا يسمعن فيه أو يرين ما يجري، و أخذ يتشاور مع الخدم الرجال، و راحوا يتحدثون عن مقدار ازدراء النساء لهم بسبب لحاهم، و كيف استخدمت نكَمديش لحيتها لإخفاء الخاتم.و في نهاية الاجتماع، أعلن الملك قائلاً :ــ " فلتُحلق لحى النساء جميعاً. و لتُكشَط كل شعرة من وجوههنَّ، حتى من وجوه زوجتي و بناتي، إذ أن هذه اللحى مليئة بالشر، و نحن نعرف لصقةً ستوقف نمو الشعر ــ فلتوضع على فكوك النساء جميعاً، و بذلك لن تربّي أية بنت أو امرأة أبداً لحيةً تُزعج بها الرجال مرةً أخرى ".و منذ ذلك الحين لم تعد للنساء لِحى.
حكاية شعبية افريقية..لماذا النساء من دون لِحى!
نشر في: 19 سبتمبر, 2010: 05:22 م