حازم مبيضينيفيد تصريح الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد في الدوحة، بأن الجمهورية الإيرانية تمتلك القدرة على مهاجمة اسرائيل ومحوها من الجغرافيا السياسية، وأن أي هجوم على بلاده سيؤدي إلى محو إسرائيل، التي يتوهم أنها لاتستطيع القيام بأي عمل ضد بلاده،
وإذا أوقفنا عقولنا عن التفكير، وسمحنا لأنفسنا بتصديق هذا الكلام المجاني، فإننا نسأل لماذا لاتقوم الجمهورية الإسلامية بتدمير الكيان الصهيوني، خدمة للفلسطينيين الذين تدعوهم ليل نهار للمقاومة، وتنصحهم بعدم التفاوض، لأنه حسب اعتقادها لانتيجة للمفاوضات التي تساعد إسرائيل في الحفاظ على حياتها.الرئيس الإيراني يصرح، بأن بلاده قادرة على أن ترد بشكل قوي وصارم على إسرائيل، فلماذا لا تبادر إلى فعل قوي وصارم، إن لم تكن القضية الفلسطينية قميص حازم مبيضينعثمان، وورقة لعب رابحة عند شعبه المغلوب على أمره وعند المؤمنين بولاية الفقيه من أبناء الامة العربية، وهو وقد أخذه الحماس يصرح بأن الحرب ضد إيران لن تقع، ويعتبر كل ما يتخذه المجتمع الدولي من إجراءات ضد بلاده، والتي يتأثر بها البسطاء الطيبون من الإيرانيين حرباً نفسية، وهو بذلك يقتفي نفس خطوات صدام حسين دون اعتبار لما حصل له ولبلده. نجاد يجد في الدوحة الفرصة السانحة، ليواصل تهجمه على المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية المباشرة، التي انطلقت في واشنطن قبل عدة أيام، ويبشرنا بأن الكيان الصهيوني ذاهب إلى الاضمحلال، وهو في وضع صعب للغاية، ويأمل من خلال حوار ليس له نتيجة، أن يصل إلى نتيجة (للحفاظ على حياته). وقبل ذلك هاجم القيادة الفلسطينية، وانتقد الرئيس محمود عباس، واصفاً إياه بأنه رهينة في يد إسرائيل، وهو بذلك كان كعادته، يفتعل معركة مع الفلسطينيين، الذين ردوا متهمين إياه بتزوير الانتخابات الرئاسية في بلاده، ليظل في السلطة، مواصلاً عدم اكتراثه بالأوضاع الكارثية للشعوب الإيرانية، بما فيها أبناء القومية الفارسية. الجمهورية الإسلامية بقيادة نجاد، المنفذ لرؤى وأفكار وتوجيهات خامنئي، لا تكتفي بافتعال الأزمات مع الفلسطينيين خاصة، والعالم الغربي بمجمله، فهي تفتعل اليوم أزمة مع مصر، على خلفية إعلان فنانين مصريين عزمهم على إنتاج فيلم عن الخميني ، وأعلنت مجموعات إيرانية تابعة لمنظمة الباسيج أنها سترد بفيلم يسيئ للرئيس مبارك، ومعروف أن الباسيج منظمة تابعة للحرس الثوري التابع للمرشد الأعلى علي خامنئي. وإذا فكرنا بالأزمات الصامتة بين جمهورية نجاد ودول الخليج العربي وأبرزها أزمة الجزر الاماراتية المحتلة، فإننا سنجد إيران في عهد نجاد، محاطة بالأزمات من ست جهات، وليس لها منافذ غير التنظيمات المذهبية، التي تحاول تنميتها في الدول المجاورة، لتكون ذراعاً لها حين تواجه مصيرها المظلم. أزمات النظام الإيراني يجري تنفيسها عبر التنظيمات المرتبطة به مذهبياً أو سياسياً، عبر حزب الله في لبنان، وحماس في غزة، والحوثيين في اليمن، والعديد من التنظيمات العاملة في العراق، والمستعدة لتنفيذ أوامر الولي الفقيه، أو الناطقين باسمه، دون التفات من كل هؤلاء للمصالح الوطنية لبلدانهم وشعوبهم، ودون محاولة لفهم وإدراك أن ارتباطهم بالنظام الإيراني، إنما يصب في مصلحة ذلك النظام فقط، ودون الأخذ بعين الإعتبار مصالح هؤلاء الأتباع، والمستهجن أن العديد من التجارب أثبتت ذلك، لكن المال يترك هؤلاء الأتباع في غيهم يعمهون، ويترك لنجاد المزاودة الكلامية مع أنه يعلن اليوم مقدرته على محو إسرائيل، فلماذا لا يقوم بذلك.
خارج الحدود: لماذا لا يدمر نجاد إسرائيل؟
نشر في: 19 سبتمبر, 2010: 05:32 م