يوسف فعلتجرّع الجمهور الرياضي مرارة هزيمة منتخبنا الوطني لكرة القدم أمام المنتخب الأردني كالحنظل، بعدما عاش لحظات حزينة ومشاعر متباينة بين الحيرة والقلق، لمشاهدته أبطال آسيا ينهارون أمام موجات الهجوم الأردني وسط تفرج اللاعبين والمدرب الألماني سيدكا وملاكه المساعد ناظم شاكر وعبد الكريم ناعم الذين ظهروا قليلي الحيلة
ولا حول لهم ولا قوة لإيقاف تلك الأمواج التي اكتسحت مرمى محمد كاصد بقسوة، وما قدمه لاعبو المنتخب من العرض الكروي البائس في اللقاء، هو نتاج لعمل اتحاد الكرة الخاطئ خلال الفترة الماضية، ولغياب الرؤية الستراتيجية المتكاملة عن أجندته ، حيث أن الاتحاد يعمل بطريقة آنية بعيداً عن الخطط المستقبلية للنهوض بواقع المنتخبات الوطنية، بعدما صبّ جلّ اهتمامه على كيفية إطالة فترة عمله الى سنة إضافية والحصول على تمديد رابع من فيفا ، ما افقده التركيز على الاهتمام بتطوير المنتخب الوطني وتوفير مستلزمات نجاحه لتحقيق الانتصارات في البطولات الدولية والانشغال بالصراعات والتجاذبات مع الهيئة العامة للاتحاد، وتلك مشكلة اتحاد الكرة،إذ انه لا يبالي لخسارة المنتخبات الوطنية في اللقاءات الدولية ولا يشعر بحزن الجمهور وألمه سواء خسرنا أمام الأردن ام جيبوتي بأي فارق من الأهداف، لان التبريرات المسلفنة جاهزة للخروج من عنق الخسارة بسلامة! لقد كشفت هزيمة المنتخب أمام المنتخب الأردني اننا في مأزق كروي خطير على أثرها لابد ان يدق جرس الإنذار لإيقاظ ناقوس الحرص لدى أعضاء الاتحاد بضرورة التخلي عن الولاءات بتعيين المدربين مع المنتخبات الوطنية لاسيما أن المدرب المساعد ناظم شاكر ألقى بشكل غريب أسباب الهزيمة على شماعة سيدكا، وحمّله المسؤولية الكاملة مبتعدا بذلك عن المهنية كاشفا عن الحالة الضبابية التي تسود العلاقة بينهما، واشرت الى ان الملاك التدريبي بحاجة ماسة الى إضافة عدد آخر من المدربين المحليين الجيدين للمنتخب يأخذون على عاتقهم توجيه النصيحة الفنية والتشاور مع المدرب بشأن الأسلوب التكتيكي الذي يتبعه ، وضرورة اختيار اللاعبين المؤهلين لارتداء الفانيلة الدولية لتقوية صفوف المنتخب وإعادته الى جادة الصواب . فالوقت يداهم المنتخب والمدرب سيدكا وقع في شرك كثرة الاختبارات للاعبين واختيار الملاك المساعد من اتحاد الكرة، واصبح امام الأمر الواقع للتعامل مع مساعديه، وفكرة تعزيز الملاك التدريبي بالمساعدين من اصحاب النظرة الفنية الثاقبة، هي محاولة لتدارك اخطاء الاتحاد المتكررة بتسمية المدربين العاملين مع المنتخبات الوطنية، ولتصحيح مسار المنتخب في مشواره المقبل، لان المساعدين الحاليين بحاجة الى مساعدة للنهوض بواقع المنتخب من الناحيتين الفنية والبدنية والسير بخطوات واثقة في بطولة غرب آسيا وخليجي اليمن ،لان استمرار العمل بالنهج نفسه يسبب الكثير من وجع الرأس للجمهور يصاحبها ارتفاع الضغط وأمراض السكري لهم، اما اذا بقي الملاك التدريبي المساعد بهذه السلبية من التعامل مع سيدكا، فان الانتكاسة الكروية على الأبواب ، ومن الصعب إيقافها بسهولة، وعندها سيكون كبش الفداء المدرب الألماني سيدكا ويخرج من تلك الهزائم منتصراً اتحاد الكرة، لأنه يعمل وفق نظرية ان بقاءه في إدارة الاتحاد اكبر انتصاراً له بغض النظر عن النتائج المتحققة للمنتخب الوطني في البطولات الدولية ولتذهب أماني الجمهور الى الجحيم.yosffial@yahoo.com
نبض الصراحة: مساعدون بحاجة الى مساعدة
نشر في: 19 سبتمبر, 2010: 05:42 م