TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كلام ابيض :أخطاء لا يمكن تبريرها

كلام ابيض :أخطاء لا يمكن تبريرها

نشر في: 19 سبتمبر, 2010: 05:53 م

 جلال حسن حتى مع أقصى الضرورات لا يمكن تبرير أي خطأ، بل العمل على إيقافه ومنعه بشتى السبل. لأن أي خطأ ومهما كان طفيفاً أو ضعيفاً هو تجاوز على حقوق الآخرين، ويعد عملا شاذا وغير مرغوب فيه نهائياً وبكل الاحتمالات. بعض الأخطاء تجعلنا عاجزين عن الإصلاح، ليس لأنها أصبحت ظاهرة عامة يمارسها الجميع، بل غياب القانون والوعي والمعالجة.
أما إذا غاب القانون الذي يمثل المنع والحزم من اجل جعل حركة الحياة تسير بصورة طبيعية ويأخذ كل إنسان حقه واحترامه هنا يكون الوعي هو الرافض القاطع لأي خطأ يعيق حركة الحياة. كل الأخطاء ابتكارات شخصية غايتها الأولى منفعة ذاتية على حساب الآخرين، وهذه الأخطاء مهما صغرت لكنها تشكل إعاقة في تمددها ونشازاً في تسطحها وتجاوزاً على دورة الحياة.الخطأ تصرف شديد الخصوصية لكنه يعم بتأثيره على الجميع وبلا استثناء.في حياتنا اليومية نشاهد كثيرا من الأخطاء، أخطاء صغيرة وكبيرة تبدأ من الشارع العام من فوضى الكراجات، من أماكن توقف السيارات، من العبور، من سير السيارات، من أجور النقل. لا يعقل أن يبرر تصرف سائق يسير عكس اتجاه السير بالشوارع الفرعية الضيقة بحجة قطع الطرق أو الزحامات، ولا يمكن أيضاً أن يبرر ما تقوم به بعض العوائل بالتجاوز على خطوط الشبكة الكهربائية وبأكثر من خط بحجة انقطاع التيار الكهربائي، ولا يمكن التجاوز على التخطيط العمراني في بغداد والمحافظات باستغلال الحدائق العامة وأملاك الدولة بحجة أزمة السكن، ولا يبرر عمل كل من يستغل الرصيف ليحجز له مكانا يعرض فيه بضاعته بل يقطع السير بحجة البطالة، ولا يمكن أن يبرر عمل كل من يهدر الماء الصالح للشرب على غسل السيارات أو رش الشوارع بجعل حنفية البيت مفتوحة بحجة النظافة. هذه الأخطاء وغيرها هي نتائج لأسباب كثيرة ويشارك فيها الأكثرية بفعل بقاء الخطأ دون معالجة ودون وخز ضمير أو وجل ، وهناك أخطاء تنمو وتكبر وتتناسل وتولد أخطاءً جديدة أسوأ بكثير من الفعل الأول، نراها كل يوم فندير وجوهنا صوب الناحية الأخرى لأن منظرها بشع ويثير القرف والإزعاج . أخطاء ما انزل الله بها من سلطان، أخطاء تثير الفوضى والتعب والفراغ والملل، وتفقدنا النظام والاستقرار والمتعة والسعادة والشعور بالآدمية، ولكن هناك بعض الأخطاء يمكن إصلاحها بسهولة  وهي بحكم تصرف الفرد الشخصي لأن القضية في النهاية هي السير باستقامة وهذا قانون الحياة، القانون الذي يعرفه الجميع هو كل من استقام بتصرفه وخلقه فانه لا يُخطئ أبداً.jalalhasaan@yahoo.com

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

غالبيتهم قياديون.. الإعلام الأمني تعلن قتل أكثر من 100 إرهابي

أربيل والزوراء حبايب وزاخو يكتسح كربلاء بخماسية في دوري نجوم العراق

الصراع "الإسرائيلي" يرفع أسعار النفط.. هل يستفيد العراق اقتصادياً؟

العراق يعلن استقبال أكثر من 5 آلاف لبناني

تطويق نفق بداخله عناصر من داعش غرب نينوى

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram