اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > مزادات صباحية ابطالها "سماسرة " النفايات..مناطق الطمر الصحي تجارة ومأوى لكث

مزادات صباحية ابطالها "سماسرة " النفايات..مناطق الطمر الصحي تجارة ومأوى لكث

نشر في: 19 سبتمبر, 2010: 07:39 م

تحقيق وتصوير  /ايناس طارق في إحدى الزوايا كانت امرأة ترتدي عباءة كشف لونها الاسود واصبحت رمادية، غطت وجهها بوشاح اسود لف بشكل دائري حول رأسها، ربطت حزاماً وسط خصرها وحملت عصا تساعدها في" تقليب النفايات "  وتسحب وراءها ثلاثة أطفال صغار يتناوبون البحث بين الازبال
عسى أن يجدوا ما ينفع لهم غداء، والباقي "للاغنام والدجاج "، حيث يتقاسمون معهم الوجبات. روائح كريهة منبعثة من تلال النفايات،وكلاب سائبة "تصول وتجول "، وعوائل جائعة تلتقط طعامها من منطقة جمع النفايات الواقعة في وسط بغداد. طابور الصباح انهم يقفون في طابور طويل، أصطف فيه عدد من النساء والاطفال منتظرين أن تفتح الابواب، امام منطقة  جمع النفايات "محطة نفايات مؤقتة  " الواقعة في منطقة البياع، قرب المرآب، وما ان تفتح الابواب  حتى ينتشروا بين اكوام النفايات باحثين عن طعام اليوم،واطفال اخرون يغرزون عصيهم بين النفايات باحثين عن  اشياء نافعة سواء كانت بقايا اطعمة او اشياء ثمينة سقطت سهواً في هذا المكب العملاق الذي يجمع فيه  نفايات اكثر من 12 منطقة سكنية وتجارية، تابعة لبلدية الرشيد. سيارات الامانة تقف لرفع النفايات بعد أن تفرغ العجلات الصغيرة حمولتها  في هذه الحاوية الضخمة، وعجلات الـ" تركتر" تبعث دخاناً اسود وتصدر اصواتاً عالية بحيث لا يمكنك ان تسمع من يقف بجانبك،علماً أن حاوية النفايات هذه ملاصقة لكراج البياع الرئيسي، الذي يرتاده يوميا مئات المواطنين ليستقلوا سيارات النقل المختلفة،فالروائح تملأ المكان، والنفايات تعلو جدران الكراج وكانها متسلق اخضر يبعث السرور  في الناظرين،هذا المشهد يتكرر يومياً منذ بزوغ ساعات الفجر الاولى ويستمر حتى ساعات مابعد الثانية بعد الظهر، وهو موعد انتهاء الدوام الرسمي لموظفي البلدية.rnعقوبة جماعية  يتساءل المواطن سلام من سكنة منطقة البياع والذي يقع داره مقابل  (المحطة التحويلية المؤقتة للنفايات): هل هذه عقوبة جماعية تنفذ بحق السكان والمواطنين؟ لقد اختنقنا من رائحة النفايات ولم نعد نستطع الخروج والوقوف امام ابواب منازلنا، فضلا عن انتشار  الذباب والكلاب السائبة والجرذان التي اصبحت اوزانها واحجامها بوزن وحجم القطط.بينما يقول محمد مسلم يعمل سائق سيارة "كيا" في كراج البياع: الروائح المنبعثة من هذه التحويلة  لايمكن تحملها ويومياً نضطر إلى السكوت والوقوف وتحمل الروائح الكريهة لاننا مجبرون على ذلك لاننا اصحاب عوائل وهذا مصدر رزقنا الوحيد، الامر اصبح يمثل روتينا وكأننا أدمنا استنشاق الهواء الفاسد ومنظر تلال النفايات التي  تجاوز ارتفاعها عدة امتار فهذه المناظر لا يمكن أن تشاهدها في أي دولة اخرى من دول العالم.rnحرق النفايات فيما يعلق فراس محسن من سكنة منطقة حي الجهاد على ظاهرة تجمع النفايات بشكل عشوائي قائلاً: يومياً اشاهد في المنطقة اكداس الازبال تزداد يوما بعد اخر، بل انها تعدت مكان الحاوية لتصل الى حافات الطرق والشوارع، وأخذت تنافس وتزاحم المارة والسيارات، وعمال البلدية يقومون بحرق النفايات في مكانها  وهم بذلك يحاولون التخلص من كل ما يلوث البيئة بملوثات اكبر! ومع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف وانقطاع التيار الكهربائي المستمر  يتعالى دخان تلك المزابل الذي يخنق اهالي الحي.في حين يرى ساكن اخر ان عمال البلدية يزيدون الطين بلة حين  يقومون بحرق النفايات داخل الحاوية الكونكريتية ويتركون الدخان يتصاعد جراء حرق  اطارات معها، حينها يخرج اهالي الحي لاخماد النار تجنباً لحدوث مكروه ولا نعلم كيف يمكن وضع حاويات كونكريتية وسط جزرات وسطية كان من المفترض ان تكسى بالحجر المقرنص او بزرع الاشجار او ما شابه ذلك.rn7 ملايين طن من النفايات بينما يقول "محمد" الموظف  في امانة بغداد "بلدية الرشيد"والمسؤول في المحطة أن المنطقة المخصصة لجمع  النفايات تتجاوز الـ(1000) متر مربع، ويومياً تفرغ السيارات الخاصة بنقل النفايات ما يقارب 7 ملايين طن ويبدا العمل منذ الساعة الخامسة صباحاً وحتى وقت الظهيرة، وهناك مقاولون يقومون بنقل النفايات بسياراتهم بعد جمعها من الشوارع والازقة والمحلات السكنية،بسيارات تزن 2 طن، ويدفع له  مبلغ (45) الف دينار عن كل نقلة،ويضيف محمد: بعد أن تفرغ  النفايات في  المحطة تنقل في الوقت ذاته  إلى سيارات امانة بغداد والتي تشمل  اليات "مركبات حمل كبيرة "لوريات" وشفلات ليتم نقلها إلى مناطق الطمر الصحي في منطقة التاجي لتعالج هناك، ويؤكد "محمد"  أن الموظفين في المحطة قاموا بمنع دخول النساء والاطفال للبحث في اكوام النفايات خوفاً عليهم من تعرضهم إلى الاصابة بسبب عمل الاليات الكبيرة، ومنظرهم لايبعث على السرور وهم منهمكون في البحث بين النفايات.rnسكان "المزابل" ولا يختلف جانب  الرصافة

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram