يوسف المحمداوياقسم البرلمانيون الجدد اليمين الدستوري، وادوا واجباتهم تجاه بلدهم من خلال جعل الجلسة مفتوحة وضمان رواتبهم الشهرية، ليغادرنا بعضهم الى حيث يعلمون، المهم حتى لا نبتعد عن جادة موضوعنا التي رام حبر قلمنا السير عليه،
وهي ما جاء في تصريحات رئيس هيئة النزاهة القاضي رحيم العكيلي من قضايا فساد اداري ومالي لا يشيب لها رأس الرضيع فقط، بل قد يقطع لهول الكوارث الحاصلة في البلد. وزير وبحكم القانون! يمنع القضاء من محاكمة احد الموظفين المختلسين لأنه اعاد الاموال المسروقة!، آثار حضارتنا مهملة ومتروكة في اماكن لا تصلح الا ان تكون مكباً للقاذورات... و... و... وذكر القاضي من مآسي البلد الكثير، واضيف للقاضي معلومات اخرى قد ذكرتها سابقا، ان ضابطاً برتبة عميد في احدى المحافظات يرافقه احد ابناء عمومته كجندي لانه لا يجيد القراءة والكتابة! ويقوم ابن عمه مشكوراً بتوقيع بريد وحدته العسكرية، وهناك في دائرة الجنسية لاحدى المحافظات ضابط برتبة رائد ابكم! وعلى ملاك وزارة الدفاع جندي لا يتجاوز طوله متراً واحداً! وهنا يستوقفني سؤال من هو الافضل، العميد الامي، الرائد الابكم، الجندي القزم؟ لا اخفيكم حيرتي باختيار افضل السيئين، ولكني لم استغرب وجودهم في مؤسسات الدولة ما دام هناك وزير يهمش على طلب احد المواطنين (يراجعني باجر)!، وأحد المحافظين راجعه احد المواطنين طالباً منه التعيين لانه حرم منه في فترة اللانظام السابق فسأله المحافظ عن الشهادة الجامعية الحاصل عليها، فقال له انا بكالوريوس ادارة واقتصاد، فاستشاط المحافظ غضباً وهو يقول: حاصل على شهادتين ولم يتم تعيينك؟ ظناً منه ان الادارة كلية والاقتصاد كلية اخرى! ولتحاشي تكرار ما حدث وعود على بدء لموضوعنا بشأن النزاهة، نقترح ان تضاف بعض الفقرات الى اليمين الدستوري فيها على سبيل المثال لا الحصر، ان يطالب البرلماني قبل بدء عمله بتقديم كشوفاته المالية المنقولة وغير المنقولة له ولعائلته، لنعرف في نهاية الدورة النيابية حجم الاموال التي حصدها او فقدها من خلال عمله، لاسيما وان العديد من المسؤولين في الدورة السابقة رفضوا تقديم كشوفاتهم المالية لهيئة النزاهة، ومقترح آخر لا يقل اهمية عن سابقه يجب ان يضاف الى اليمين الدستوري، يؤكد صحة المستمسكات التي قدمها البرلماني المنتخب، فضلاً عن التأكيد على الكفاءة والخبرة في العمل السياسي، التي لا تجعله مماثلاً لمحافظنا ابو شهادتين، والا سنعمل وفق حكاية الشاعر الاعمى بشار بن برد حين سأله احد المارة عن عنوان احد اقربائه فوصفه له بالتفصيل، لكن بعد ذهابه عاد للشاعر ليقول له، هل بالامكان ان تعيد لي وصف العنوان، فأمسكه بن برد من يده وهو يقول:اعمى يقود بصيراً لا اباً لكمقد ضل من كانت العميان تهديه
فــــارزة :أفضل السيئين
نشر في: 19 سبتمبر, 2010: 10:24 م