علي حسين ظل الكتاب والمفكرون يضربون أخماساً بأسداس وهم يحاولون حل لغز اسمه " المرأة ". لم يوفق " اوفيد" الذي ظهر قبل اكثر من الف عام تاركا القضاء والسياسة متفرغاً لكتابة موسوعته " فن الهوى " في ان يدرك سر النساء،
وحين عصفت الاهواء بشيخ مثل تولستوي انزوى جانبا ليسطر ملحمة الحب في انا كارنينا : "على رصيف المحطة لمحت قوامه. عجباً، ما الذي جاء به الى هنا؟ لم أكن أعلم انك كنت على سفر. لماذا أنت هنا؟ سألته؟،قال وهو ينظر في عينيها:تعلمين أنني جئت في إثرك. فليس في وسعي تجنب ذلك ".ولم تستطع صحافة فرنسا أن تمنع الرئيس ساركوزي من ان يتزوج عارضة ازياء ايطالية ويرفعها الى مصاف السيدة الأولى. في مذكراتها تصف كارلا اللحظة التي قرر فيها ساركوزي زيارتها في البيت، "قلت لصديقتي اريد ان استحم، ان حبيبي قد يصل بين لحظة واخرى، فلو سمحت بمقدورك ان تدعيه يدخل، وبعد ربع ساعة قرع الجرس، فسارعت الصديقه لفتح الباب تسمرت يدها على قبضته، اذ كان رئيس الجمهورية عند المدخل منتصبا وعلى وجهه بسمة طفل مشرقة، ويبدو انه كان سعيدا لكونه مصدر الحيرة التي سيطرت على وجه محدثته".كبار الكتاب يتركون لنا أحكامهم على النساء. ومن خلال آثارهم نعرف أن ستندال كان مغرما بزوجة جاره فقرر ان تكون بطلة عمله الكبير " الاحمر والاسود "، ونعرف أن هتلر الذي اباد الملايين لم يقبل ان يرى ضعفه سوى شخص واحد هو ايفا براون، وان شاعراً مثل أمرئ القيس ترك البحث عن َملكٍ ضاع و هام يبحث عن محبوبة هجرته: أغرك مني أن حبك قاتلــــــــي وأنك مهما تأمري القلب يفعل وأنك قسمت الفؤاد فنصفه قتيلٌ ونصفٌ بالحديد مكبــــلعندما قرأت ابن حزم قبل سنوات طويلة،لم أر في الفقيه العظيم سوى دراميته ومأساويته. كانت المآسي والآلام , التي خاضها مع خصومه جعلت كتاباته تحمل طابع الحدة احيانا،. لكن عندما اعدت قراءته تكشف لي كم خلط عمق آلامه بكتابات عن الحب والحياة، بحيث لم يعرف تاريخ الفقه من قبله رجلا كتب في احوال العشاق بمثل هذه الرقة والعذوبة والصراحة. كم جادل الفقهاء، وكم جالس من النساء: "لقد شاهدت النساء وعلمت من اسرارهن مالايكاد يعلمه غيري لاني تربيت في حجورهن، ونشات بين ايديهن، ولم اعرف غيرهن، وهن علمنّي القرآن وحفظنّي كثيرا من الشعر ودربنّي على الخط ".ومن العجب ان ابن حزم وهو الامام الفقيه يكتب عن الحب والمحبين بعبارات لم يتحرج فيها من شيء، وكتابه " طوق الحمامة " يعد ظاهرة فريدة في تاريخ الادب فما كتب احد من الفقهاء اوعلماء الاسلام كتابا اوفصلا اومقالا بمثل هذا العمق والصراحة.يبدا في كتابه في وصف ماهية الحب بقوله: " الحب – اعزك الله – اوله هزل واخره جد، دقت معانيه لجلالتها عن ان توصف، فلا تدرك حقيقتها الابالمعاناة، وليس بمنكور في الديانة، ولامحظور في الشريعة " ويعرف العشق بانه " استحسان روحاني وامتزاج نفساني، وانك لاتجد اثنين يتحابان الاوبينهما مشاكلة واتفاق في الصفات ".وقديما قالوا فتش عن المرأة، وفي موضوعة " التفتيش " نشرت احدى الصحف ان الامريكان اثناء محاولتهم فك لغز جهاز صدام الاستخباراتي اكتشفوا ان 70% من وكلائه من الجنس اللطيف. وياليتهم اليوم يدسون لنا امرأة حسناء نحصل منها على معلومات "اكيدة " عن موعد تشكيل الحكومة، فنحن في النهاية من دون النساء، لاشيء، عتمة ووحدة وضجر، ومن دون حكومة.
العمود الثامن :عن النساء.. كتبوا
نشر في: 20 سبتمبر, 2010: 06:51 م