حازم مبيضين بين التغاضي عن التصرفات الهوجاء للمتطرفين ضد حرية الانسان في قطاع غزة، أو المشاركة فيها أو التحريض عليها، وبين توسل الحوار مع واشنطن، وصولاً للجلوس على مائدة التفاوض مع " العدو الصهيوني "، تواصل حكومة إسماعيل هنية الحماسية المقالة،
التخبط في سياساتها في إمارتها الاسلاموية، الناشئة بعد انقلابها على الشرعية، وتكمن المفارقة التي يجب أن يلتفت إليها القائلون بأنهم يؤيدون برامج حماس السياسية، لأنها تعتمد فكر المقاومة، ويرفضون برامجها الاجتماعية، لأنها تعتدي على حرية الانسان وكرامته، لأن الواضح أن التشدد في النواحي الاجتماعية، يستهدف التغطية على الموقف السياسي المتبدل، والواصل مؤخراً إلى حد القبول بدولة ذات حدود مؤقتة، وهو هدف رفضته حتى السلطة، التي تعلن رسمياً وعملياً قبولها بالحلول السياسية. سياسياً اعترفت حكومة الشيخ هنية بتوجيهها رسائل إلى الإدارة الأميركية، لتدعوها لفتح حوار معها، وأكدت عدم معارضتها لفكرة إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس، ومعروف أن هذا مطلب السلطة، وهو ما تفاوض عليه، غير أن حماس عبر حكومتها غلفت هذه الموافقة، بإعلان رفضها لما أسمته بالرشاوى التي تقول إن المبعوث الأميركي جورج ميتشل يقدمها للجانب الفلسطيني، مقابل استئناف المفاوضات من تحسينات ميدانية، لكنها عادت للقول إنها تبنت مؤخراً مواقف سياسية متعددة تجاه المجتمع الدولي، وهي مواقف تنم عن الموافقة الكاملة على ما تتبناه السلطة من مطالب، وإن اختلفت لهجة الخطاب الذي عبر عن الرغبة في سلب السلطة ومنظمة التحرير دورهما بالقول " أن لا تفويض لأحد بتمثيل الشعب الفلسطيني في أي مفاوضات مع الاحتلال بشكل مباشر أو غير مباشر".اجتماعياً وأمنياً حملت الانباء أن مسلحين أضرموا النار في منتجع ترفيهي، بعد أن قيدوا الحراس وعصبوا أعينهم وأوسعوهم ضربا، ما أدى إلى تدمير هذا المنتجع الذي كان مغلقا بأمر من سلطات حماس، وطاول الحريق مبنى الادارة والمطعم الرئيسي المكون من ثلاثة طوابق، والكافيتريا وركن البادية ومصلى النساء والرجال، وحمل أصحاب المنتجع حكومة هنية وشرطتها مسؤولية حماية المنتجع، الذي يقع تحت مسؤولية الشرطة والنائب العام، ولم يوفرا له الحماية اللازمة، علماً بأن فكرة السياحة وهي داخلية فقط، مستهدفة لأن بعض العقليات المتطرفة المدعومة من حماس، لا تستوعب المرونة المطلوبة للمشروع السياحي.حين كنا نقول إن حماس لاتختلف عن السلطة والمنظمة، إلا من حيث اختلاف اللهجة، كان البعض يتهمنا بالتحامل على الحركة الأصولية، التي انحدر سلوكها اجتماعياً إلى حد التفكير بمنع النساء من تدخين الاركيلة في الأماكن العامة، بحجة أن ذلك مناف للعادات والاعراف الاجتماعية، وأغلقت بعد ذلك عدد من المطاعم والفنادق التي لم تلتزم بذلك القرار، وإذا كانت حكومة هنية تطالب واشنطن اليوم بالتحاور معها، فان المؤكد أن الحوار لن يخرج عن نطاق البحث عن حلول سلمية مع إسرائيل، تضمن قيام دولة فلسطينية على الاراضي المحتلة عام 1967، وبديهي أن ذلك لن يتم دون التحاور مع الإسرائيليين، فلماذا تقيم حماس الدنيا وتقعدها إذا فاوضت السلطة لبلوغ ذلك الهدف، إلا إن كانت حماس تتمسك بوحدانية تمثيلها للشعب الفلسطيني، ضاربة عرض الحائط اعتراف العالم كله، بأن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.لسنا ضد أن تقبل حماس بالحوار مع الإسرائيليين، ان لم نكن نفضل ذلك، لكننا بالتأكيد ضد أن تعتبر ذلك انتصاراً إن هي قامت به، وتخاذلاً وخيانة إن قام به غيرها.
خارج الحدود :حماس والحوار مع واشنطن
نشر في: 20 سبتمبر, 2010: 07:05 م