بغداد/ يوسف فعلتصوير/ قحطان سليمتسمية مدير المنتخبات الكروية رافقت منتخباتنا الوطنية في الآونة الأخيرة في المشاركات الخارجية في مسعى يفترض أن يهدف الى الوصول لمرحلة تكامل منظومة العمل الإداري، بغية ان يوفر المدير جميع احتياجات نجاح المنتخبات الوطنية في اللقاءات الرسمية من الناحتين الإدارية والفنية بشكل يتلاءم مع أهمية مهمته الأساسية التي ُسميّ من اجلها.
ومدير المنتخب صمام الأمان للفريق وبيضة القبان للحفاظ على بناء متراص للمنتخب ليكون جاهزا فنياً وقادراً على اجتياز المنافسين من دون منغصات لتحقيق الانتصارات، فضلا عن ان مدير المنتخب لاعب أساسي يسير الأمور خلف الكواليس لمساعدة الملاك التدريبي على النجاح في مهمته، كما انه يقدم المعلومات المتكاملة عن اللاعبين لوسائل الإعلام. وتختار المنتخبات العالمية عادة مثل انكلترا واسبانيا والمانيا والأرجنتين وهولندا وغيرها وكذلك المنتخبات العربية كقطر والسعودية والامارات ومصر ومنتخبات عربية أخرى اشهر لاعبيها وأكثرهم نجومية، ليكون مديرا لمنتخبات بلادهم لاستثمار خبرتهم الطويلة في الملاعب لصالح المنتخب، في خطوة لإقناع اللاعبين بطروحاتهم او آرائهم في حالة حدوث الإشكالات داخل أروقة المنتخب.وما يحدث عندنا فانه يسير عكس التيار، حيث ترافق تسمية مدير المنتخب المجاملات بحسب الولاء لاتحاد الكرة وقربهم من إدارته بعيداً عن توفر مقومات النجاح لدى مدير المنتخبات الوطنية.فائض عن الحاجةومدير المنتخب له واجبات عدة تتطلب َمن يعمل بهذا المنصب ان يمتلك العديد من الصفات منها انه يفضّل ان يكون من نجوم اللعبة المعروفين على الصعيدين العربي والقاري، ويتمتع بالشخصية القوية القادرة على كبح جماح اللاعبين المسيئين في صفوف المنتخب ،فضلا عن قدرته على تقديم النصيحة والمشورة الفنية للملاك التدريبي في الوقت المناسب، ويؤدي دور المرشد النفسي للاعبين لمنحهم الجرعات المعنوية عند هبوط مستواهم الفني، والغريب ان اتحاد الكرة لم يعر أية أهمية لدور مدير المنتخب لشعور أعضائه بأنه فائض عن الحاجة وشروط الاتحاد الآسيوي للعبة هي من فرضت تواجده مع المنتخب.استشارات فنيةولم يقدم مدير المنتخب في البطولات السابقة اية خدمة فنية او استشارية للفريق او اللاعبين وكان في اغلبها تواجده للوجاهة أو كومبارس يجلس بالقرب من الملاك التدريبي ضمن دكة البدلاء لا يقوى على فعل شيء ، وخير دليل على ذلك الدور السلبي لمدير المنتخب الوطني في مباراة منتخبنا أمام المنتخب الأردني التي خسرها برباعية مقابل هدف في ملعب القويسمة التي غاب عنها دور مدير المنتخب عبد الخالق مسعود لعدم قدرته على تهيئة مستلزمات نجاح المنتخب بالشكل الذي يوفر الأجواء المناسبة للاعبين لتقديم أقصى ما لديهم من الإمكانات الفنية والبدنية في المباريات، وهذه المشكلة ليست وليدة اليوم وإنما أصبحت ملازمة لمسيرة المنتخب حيث عانى المنتخب في البطولات الدولية السابقة من انفلات عيار اللاعبين النجوم وتعاليهم على الملاكات التدريبية في مشاهد مؤسفة لا تدل على وجود ضوابط وآلية لفرض الانضباط داخل أسوار المنتخب الوطني ، وإذا ما استمر مدير المنتخب عبد الخالق مسعود بهذا الأداء فان مصير المنتخب في خطر!وخلال حضوري لتغطية الأجواء المحيطة بمباريات نهائيات كاس العالم 2006 بالمانيا ، وجدت ان المنتخبات الوطنية المشاركة فيها سمّت أشهر لاعبيها وكبار نجوم اللعبة في بلدانها كمدراء لفرقها وأدوا الدور بجدارة ، لاسيما عندما حدثت مشكلة في منتخب الماكنيات وكيف ان مدير المنتخب بيرهوف سعى الى حل الخلاف المستعر الذي نشب بين كان ومدرب المنتخب كلينزمان، وقام بدبلوماسيته العالية وخبرته الطويلة في الملاعب إيجاد الحلول المناسبة وعادت العلاقة بينهما أفضل من السابق، ما ساعد المنتخب الالماني على تقديم أفضل المستويات الفنية في المباريات محرزا على أثرها المركز الثالث في كاس العالم 2006، اما ما يحدث عندنا فان مدير المنتخب الوطني لا يستطيع فرض آرائه على اللاعبين لمجاملته النجوم على حساب سمعة المنتخب في المحافل الدولية ، ما ادى الى ظهور حالات التسيب وعدم الانضباط بين صفوفه، وكلفنا ذلك الخروج من نهائيات كأس العالم لثلاث بطولات متتالية 2002 و2006 و2010 ، وكذلك من دورتي الخليج 2005 و2207 وبنتائج مخيبة للآمال.انتقال العدوى وانتقلت عدوى وجود مدير المنتخب للوجاهة إلى منتخب الشباب بعدما قام اتحاد الكرة بتسمية سيف عادل من قسم العلاقات مديرا للمنتخب بالرغم من قلة خبرته، حيث لابد أن يتمتع مدير المنتخب بالكثير من الحنكة لاسيما عند العمل مع المنتخبات الوطنية للشباب والناشئين والأشبال ، وكذلك قيام بعض اللاعبين بتصرفات خارج ميادين الملعب يجب التعامل معها بحزم ،لأنها تؤثر على العطاء الفني أثناء المباريات، لذلك يجب ان يكون المدير الفني لمنتخب الشباب من اللاعبين الدوليين القدامى وذوي شهرة واسعة، يعرف كيف يتصرف في الوقت المناسب.ونجد ان مدير منتخب الشباب سيف عادل القصاب مازال شابا يافعا في مقتبل العمر تنقصه الخبرة في التعامل مع مختلف المواقف في نهائيات أمم آسيا التي ستقام في الصين ، لان هذه البطولة القارية حافلة بحالات التزوير والتلاعب بال
مهمة مدير المنتخب .. ضرورة فنية وليست وجاهة مصالح
نشر في: 20 سبتمبر, 2010: 07:08 م