اياد الصالحيلم يكن بوسع منتخبنا الوطني لكرة السلة الذهاب ابعد من الدور ربع النهائي في بطولة العرب العشرين الجارية حاليا في العاصمة اللبنانية بيروت بعد ان انهى مشواره بخسارة قاسية أمس الأول أمام نظيره المغربي الشقيق بنتيجة (50 – 93) مؤكداً خروجه بحصيلة وافرة من ايجابيات مشاركته الفاعلة بالبطولة مثلما اشر ملاحظات سلبية عدة يتوجب على الملاك التدريبي بقيادة الملاك التدريبي الكفء فكرت توما دراستها بغية تلافيها مستقبلا.
ان سياسة الاتحاد المركزي لكرة السلة في التخطيط لإنجاح مهمة منتخبنا الوطني في لبنان اتسمت بصواب المرحلة التي كثف فيها برنامج تحضيره بالشكل الذي يحفظ سمعة اللعبة من أي انتقاد موجع كالذي حصل في بطولات آسيا المثيرة وضمن الصراع العربي ايضا ، ومع ان اغلب الانتقادات السابقة كانت مشخصة ضد رئيس الاتحاد حسين العميدي اثر تداعيات قضية سجنه لأكثر من ستة اشهر قبل نيله البراءة ، ومرامي البعض للإطاحة بثقة هذا الرجل على حساب مصلحة كرة السلة العراقية ، الا ان المتابع المنصف لواقع حال منتخبنا السلوي اكد بما لا يقبل الطعن بان جهود الاتحاد كفريق عمل وملاك تدريبي حريص هو الآخر على مواصلة بناء المنتخب من الأساس لم تذهب سداً وجاءت نتائج العمل المشترك بما تتوافق مع طموحات أهل الشأن والصحافة والجمهور التواق للكرة الحمراء المنافسة الأولى لكرة القدم في جذب المشجعين لها بالرغم من ظروفها القاهرة.ان انفتاح السلة العراقية على معسكرات خارجية في تركيا وغيرها من البلدان التي نأمل ان يوطد اتحاد اللعبة علاقته مع نظرائه فيها قد أسهم في تثوير طاقات شبابية رائعة سأمت التدريب في قاعة الشعب التي لم تنته حملة صيانتها بعد برغم مرور أكثر من ثلاثة أشهر على المباشرة بتجديد المستلزمات الفنية البائسة فيها، وباتت الحاجة ملحة لمواصلة الاستعدادات للبطولات المقبلة في الأجواء ذاتها التي صعّدت الجاهزية لدى اللاعبين ومكنتهم من الفوز في ثلاث مباريات كان من الصعب تحقيقها في السنين الأخيرة لولا تضافر جهود الجميع للارتقاء باللعبة.ان هزيمة الإمارات بـ( 61 – 80) والسعودية ( 59- 63) والسودان ( 78 – 86) امام منتخبنا السلوي بعثت رسالة حريّ بمسؤولي اللجنة الاولمبية الوطنية راعية الاتحادات المركزية ان تنظر الى اللعبة من زاوية اخرى بانها لم تعد تستنزف التمويل المخصص لها (بالرغم من محدوديته) من دون نتائج توازي طموحات مسؤولي الاولمبية واتحادها المعني بشؤون وشجون الرياضيين ممن يشكون قلة المنشآت الخاصة بممارسة الكرة وضيق سعة صدور المدربين المحليين تجاه عشرات المواهب التي تكتنزها الاعداديات والجامعات ، بعكس ما يحصل في الإمارات والسعودية مثلا من اهتمام منقطع النظير لممارسي هذه اللعبة ، فضلاً عمّا متاح لهم من قاعات عالمية لتنمية مواهبهم فيها بإشراف ملاكات أجنبية متميزة .ان هناك بعض السلبيات التي أشرتها بالتأكيد مفكرة المدرب توما خلال مشواره بالبطولة لعل في مقدمتها الاهتزاز المفاجىء لمنتخبنا في الدقائق الأولى قبل ان يتداركوا أنفسهم ويستعيدوا زمام السيطرة في المباراة التي غالباً ما كان يتفوق فيها الخصم بالطول والقوة الجسمانية والحركة مع الكرة بسرعة تعجّل من كسب المزيد من النقاط ، ناهيك عن ضعف لاعبينا في المتابعة تحت السلة ، وبخلاف الخسارة المؤلمة امام المغرب ( 50 – 93) والتي اظهر فيها المغاربة طاقة انفجارية لإثبات الجدارة بالتأهل الى نصف النهائي، فان لاعبي منتخبنا لم يدخروا جهداً من اجل ترك انطباع تكتيكي وتكنيكي مبهر امام اللجنة الفنية في الاتحاد العربي للعبة التي كشفت عن تقييم جديد للمنتخبات العربية يعقب انتهاء البطولة، وايضا جميع المعنيين العرب عن تطوير الكرة في المنطقة ، انطباع ضرب جرساً قوياً بان السلة العراقية لم تعد تثير السخرية والشفقة مثلما كانت الفرق تسجل نقاطاً فاق بعضها المئة ، بل سلة حصينة بايدي لاعبين مخلصين لمنتخبهم وقادمين لهز عروش ابطال القارة والعرب مستقبلا.rnEy_salhi@yahoo.com
مصارحة حرة: سلتنــا بأيد أمينة
نشر في: 21 سبتمبر, 2010: 05:08 م