عبدالله السكوتي وهذا المثل من امثال المقامرين، ومعناه ان بعض المقامرين يحسب كثيرا، ويتمسك بما حصل عليه في اكثر من لعبة، ثم توسعوا في استعماله، بحيث قيل في ترك دقة الحساب، وايداع الامور بيد الله.
حساباتنا الكبيرة والكثيرة لم تأت بشيء، ربما يخسر المقامرون ما ربحوه وربما يستمرون بالربح لفترة طويلة، لكننا مع استمرار الحسابات تزداد خسائرنا، ولا نريد احباط احد، بقدر ما نحاول ان نسلط الضوء على التفريط بالسنين والاموال بلا نتائج مرئية او ملموسة، وقد حسبنا كثيرا فخسرنا كثيرا، ولا نريد لهذا الداء ان ينتقل الى الآخرين ويدخل في جدالات القوم بشأن تشكيل الحكومة، مع العلم انهم ولجوا الى مدخل فقهي هو (تكافؤ الادلة)، وهذا المدخل جعل من الجدالات مستمرة منذ مئات السنين، وهي حتى اللحظة لم تحسم كما حسمت المعارك في ايام معدودة، ونحن نخشى ان تكون الحسابات الكثيرة وبالا علينا، لتظهر الاختلافات جبالا من الارث التي لا يمكن تجاوزها والانتقال الى مرحلة حياتية جديدة مليئة بالعمل والجد وخالية من الجدل والجدال والحسابات الكثيرة. الا يتفق معي احد ان هناك خللا غير مرئي، هو الذي يجعل من المفخخات مستمرة والفساد مستشر، والخدمات في كف عفريت كما يقولون، وجعل من الامتحانات في المدارس متكررة، فهناك امتحان في الدور الاول والثاني والثالث ويقولون ان هناك دورا رابعا، ما حدا بمدير احدى المدارس بان يوعز الى المدرسين بالقول: (نجحوهم او فضّونه، يوميه امتحانات)، وما اضحكني كثيرا ان حوارا فنيا قدم من على احد القنوات الفضائية ضيّف خطأ مشرفا تربويا، وصديقنا سئل عن دور الدراما المتميزة التي تفردت بها القناة، فاجاب ان المعلم ضحل وذو مستوى متدن، وانا قلت حينها:(عرب وين طنبوره وين). ليبقى الخلل غير المرئي له اليد الطولى في توقيتات القاعدة، فقد جاءت التفجيرات الاخيرة مع اول امتحانات الدور الثاني، لتحصد ارواح العشرات من الابرياء، ولتضيف الى التخريب السابق تخريبا جديدا، واستطيع ان اتجاوز الخطوط المسموحة من ان هذا الخلل هو الذي يساهم حاليا بتأخير تشكيل الحكومة، ومن ثم سيجعل من الامر مستحيلا لاختلافات في الرؤى لا غير بالنسبة للسياسيين، والذين عجزوا تماما عن تقريب هذه الرؤى باتجاه واحد، والتفكير جديا ان هذه الانتخابات ليست الاخيرة، وسيغير الشعب قناعاته باتجاه الممارسات الديمقراطية، ما يضع التغيير في مأزق حقيقي، حين يرفض الشعب الانتخابات ولا يخرج ثانية للادلاء بصوته، ليدع السياسيين ينتخبون انفسهم، ومن ثم يلجأون الى نظام القرعة، كأي مباراة لكرة القدم، هذا ان لم يلجأ النواب الى حلّ نفسه كحل اخير للخروج من الازمة. لا نريد للتشاؤم ان يصل بنا الى القول ان الاشياء ستعطل، لا تعيينات ولا موازنة ولا مناقصات ولا ولا، ولكننا نتفاءل لنقول ان السياسيين سيؤثرون مصلحة البلاد ويلجأون الى توحيد الرؤى والتخندق في خندق الشعب، وترك مرعي واشحاته واردشير ومتعب وجورج ومخلف وحمد، للتفكير بصويحب ومحمد ودشر وآزاد ابناء الشعب العراقي لانتشالهم من المآسي والخوف والترقب، لان الشعب بين مطارق عديدة، ولم تعد هناك مطرقتان، اتهم بشتى التهم من جهة، ومن جهة اخرى راهن على التغيير وادى ماعليه؛ ونقول:عسى ان تأتي الايام الاتية بما لم تأت به ماضيات الايام، وننتهي من المهاترات والشخصانية المقيتة.
هواء فـي شبك :(اليحسب جثير، ايضيّع جثير)
نشر في: 21 سبتمبر, 2010: 10:09 م