TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > فــــارزة :على ظهرها وشم

فــــارزة :على ظهرها وشم

نشر في: 21 سبتمبر, 2010: 10:12 م

يوسف المحمداويسؤالان كبيران يرهقان عقل المواطن منذ إعلان نتائج الانتخابات، حديث المجالس والبيوت، يشغلان رواد المقاهي، المتبضعون في الأسواق، زبائن الحلاقين، الركاب في سيارات الأجرة، تصوروا حتى وزير خارجية فرنسا كوشنير حين التقيناه في باريس طرح
 علينا نفس السؤالين متى تشكل الحكومة؟ ومن هو الدلاي لاما الذي ننتظر؟ حتى بات هذان السؤالان الطلسم الذي لا يستطيع معرفته إلا الله، وبعض الراسخين في علم السياسة داخل البيت الأبيض الأوبامي، عيون باتجاه العراقية، وأخرى صوب دولة القانون، وثالثة نحو الائتلاف الوطني، ورابعة للتحالف المتأرجح بين التماسك والانفراط، والمصيبة كلما ابتعدنا عن صفة نهر الجدل والمباحثات غير المجدية واقتربنا من ضفة النتائج التي نريد، سرعان ما يعود بنا تيار الاختلافات إلى ضفة دوامة مشهد جديد، يرافقه سيناريو الاتهامات المتكرر بين القوائم المتنافسة بشأن عملية تأثير إعلان الجواب عن متى؟ ومن؟التكهنات أصبحت سلطان العقل واللسان، والاميركان انسحبوا وتحقق شعار يمضون ونبقى، ومع أن البقاء لله وحده، وشخصنا الذين مضوا، ولكن من المقصود بالبقاء، الساسة أم المواطنون؟ سؤال تفرضه التفجيرات الإرهابية الأخيرة والتي رافقتها تصريحات بعض المسؤولين، نقول إن وراءها أجندات سياسية، لذا نقول البقاء لهم، أما نحن فمواسم حصارنا بشتى طرق الذبح المستمرة منذ التغيير إلى يومنا هذا تضعنا مع قافلة الماضين، نعم البقاء لهم، بعد أن سكنوا بيوت الصفيح، وشربوا الماء الطيني، وجفت بطونهم من الجوع، ويهرعون من الفجر بحثاً عن عمل يوفرون من خلاله لعوائلهم قوت يومهم! نعم هم الباقون في القصور ونحن الماضون باتجاه القبور، ومع ذلك يبقى السؤالان متى؟ أين؟ يشكلان علامتي استفهام كبيرتان، والغريب أن الساسة الذين التقيناهم حين توجه لهم السؤالين يأتيك الرد لا أعلم! لتحتدم الاعتقادات والاحتمالات والذهاب لقارئة الفنجان والمحترفين بقراءة الفأل، البعض يقول أن المفاوضات الذكورية وأحتراما من سدنتها لبيت الرحم السياسي ستكون ولادة الحكومة بعد تسعة شهور من الحمل، ورأي آخر يقول إن بعض المتنافسين يؤمنون تماماً أن آية الكرسي في المصحف الشريف هي الأعظم من بين الآيات باتفاق جميع المذاهب، لذا هم يستقتلون على كرسي منصب رئاسة الوزراء لا لكونه الأعظم في الدستور، بل من اجل تطبيق ما ورد في تلك الآية الكريمة، ولو كان استقتالهم من اجل تطبيق العدالة الربانية على كرسي الدستور فلله الحمد وبارك الله سعيهم، ولكن تجارب وأداء حكومات ما بعد التغيير هل برهنت ذلك..؟ وبرأيي المتواضع أرى الغموض وعدم معرفة جواب الـ(متى؟ أين؟) هي كحكاية ذلك الأحمق الذي أضاع زوجته وحين سألوه عن أوصافها قال لهم: في ظهرها وشم، ويأس مشروع نضعه على طاولة المتفاوضين على ظلم، عفواً على حكم البلاد، لا تجعلونا نصل إلى ذروة القناعة التامة بان تجربتنا الديمقراطية الجديدة، هي كحكاية الطبيب الذي خرج من غرفة العمليات، فسأله ابن المريض عن حالة والده.. فأجابه الطبيب: لقد تمت العملية بنجاح يا بني ولكن المريض مات.a

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

جلسة "القوانين الجدلية" تحت مطرقة الاتحادية.. نواب "غاضبون": لم يكن هناك تصويت!

القانونية النيابية تكشف عن الفئات غير مشمولة بتعديل قانون العفو العام

نيمار يطلب الرحيل عن الهلال السعودي

إنهاء تكليف رئيس هيئة الكمارك (وثيقة)

الخنجر: سنعيد نازحي جرف الصخر والعوجة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram