ظاهرة شراء الأدوية ، من دون استشارة الطبيب من صيدليات الأرصفة والصيدليات الوهمية والحقيقية قد انتشرت بشكل لافت للنظر ولا توجد حقيقة احصاءات رسمية او غير رسمية بالنتائج السلبية على صحة المريض في حال اختار العلاج الخطأ .ويجتهد البعض في علاج نفسه ظانا انه يعمل عين الصواب .
يرى بعض المواطنين إن شراء الأدوية مباشرة من الصيدلية دون استشارة الطبيب ظاهرة طبيعية ،فالمصاب بالسعال أو الم في الرأس أو المرض البسيط لا يمكن أن يذهب إلى الطبيب ليصرف مبلغا كبيرا ، لاسيما أن أجور الأطباء مرتفعة جدا ، فيفضل المواطن شراء الدواء مباشرة من الصيدلية بعد شرح الحالة المرضية للصيدلي. وما يساعد على انتشار هذه الظاهرة ، كثرة صيدليات الأرصفة ، وارتفاع أسعار العلاج في المستشفيات وعيادات الأطباء الخاصة .ويجمع ذوي الاختصاص إن مراجعة الطبيب ضرورية جدا ، والإهمال قد يضاعف المرض ويمكن أن تتفاقم بعض الحالات البسيطة حتى لا يمكن علاجها ، ومن الأفضل مراجعة الأطباء عند بدء الإحساس بالألم ، والذي يشعر بالصداع مثلا، قد يكون يعاني من بصره أو أسنانه أو من إذنه ، وترك الحالة برغم تكرار الآلام يمكن أن يسبب مضاعفات كثيرة كما حصل مع احد المرضى الذي كان يشكو الصداع في رأسه وكان يعالج نفسه بالأسبرين وبعد مدة ازداد الألم عليه ، فلم يراجع الأطباء حتى تبين بعد مدة طويلة انه مصاب بورم في المخ .وتعد ظاهرة شراء الدواء من دون استشارة طبيب من الظواهر التي ابتلي بها الشارع العراقي ، فهناك مواطنون يعرفون أنواع الأدوية ،وماذا يشترون ؟ ويذكرون أسماء الأدوية بصورة صحيحة وحتى إن بعضهم يعرف مضاعفاتها ومفعولها، ولكن الغالبية العظمى لا تعرف إن شراء الأدوية مباشرة من الصيدلية هي ظاهرة غير حضارية وغير صحية وخطيرة في الوقت نفسه ، لأنها قد تسبب مشاكل كثيرة في اغلب الأحيان ،و هناك أدوية تسبب مضاعفات وحساسية وتهيجات لا يقبلها الجسم أو يؤخذ منها جرعات ليس حسب الوصفات وهذا ما لا يعرفه المريض . وبالإجمال فأن الوعي الصحي يلعب دورا حاسما في التصدي الى شيوع هكذا ظواهر ضارة بالفرد والمجتمع على حد سواء، وعليه لابد أولا من رفع مستوى وعي الناس من خلال الإرشادات الصحية عبر وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة من خلال تكثيف الحملات وتركيز الأضواء على خطورة هذه الظاهرة.
وخزة :الخطر الماثل فـي الاختيار العشوائي للدواء
نشر في: 22 سبتمبر, 2010: 04:44 م