نيويورك / متابعة اخبارية لا جديد في القول ان ملف الاوضاع في افغانستان يحتل المساحة الاكبر في اولويات اهتمام الرئيس الامريكي اوباما الذي يعول كثيرا على مهارة وحنكة الجنرال ديفيد بترايوس القائد الاعلى للقوات هناك في تنفيذ ستراتيجية الانسحاب التدريجي للقوات الامريكية
العام المقبل ، والتي وضعها اوباما في اطار برنامج واسع وكبير لانهاء الوجود العسكري الامريكي في افغانستان .صحيفة النيويورك تايمز تناولت هذا الملف وقالت في تقرير موسع لها، انه وبعد أن يعيد أوباما تقييم الأوضاع في أفغانستان في شهر كانون الثاني المقبل، سيكون بإمكانه القول أن نجاحاً ملحوظاً قد تحقق، خاصة بعد أن أصبح الجنرال ديفيد بترايوس القائد الأعلى للقوات هناك.وتنقل الصحيفة تأكيدات بترايوس للرئيس الأمريكي، عبر شريط فيديو إن القوات الأميركية قد نجحت في توسيع المناطق الآمنة حول كابول وأنها قد سيطرت على مساحات جديدة من أراض تحيط بقندهار. كما وعد بترايوس بنتائج حاسمة قادمة. وعلى الرغم من ذلك فإن هناك بعض الشكوك لدى عدد من المسؤولين الإداريين والعسكريين.وتضيف إن العلاقات كما يبدو، غدت جيدة ما بين الرئيس الأمريكي والقائد الأعلى في الميدان، الذي حقق " نصراً " في العراق على حد وصفها ، إثر اتباع خطة جديدة لإحلال الأمن فيه.وتقول نقلا عن من وصفتهم بالمقربين من الطرفين، وخبراء الستراتيجية: أن هناك تشابهاً ما بين تفكير الاثنين وأسلوبهما في العمل، فالاثنان يطلعان على تفاصيل كافة التقارير التي ترد إليهما ، مؤكدة انه ومنذ تسلم الجنرال بترايوس القيادة في شهر حزيران الماضي، والرئيس أوباما يتصرف نحوه باحترام ومراعاة مشاعره أيضاً، وبصورة أكثر مما كان يفعله إزاء الجنرال السابق ستانلي ماكريستال ، مشيرة الى ان مسؤولين كبار في البيت الأبيض ذكروا لها أن أوباما في خلال عدد من الوقفات القصيرة في الاجتماعات يلتفت إلى بترايوس متسائلاً: "ما رأيك ديف"؟.وتقول الصحيفة إن شخصية بترايوس اليوم تبدو قريبة من شخصية الجنرال كولن باول في الميدان العسكري الأمريكي ، وفي أذهان الأمريكيين بصورة عامة، لاسيما بعد اعلان القوات الأمريكية المقاتلة انتهاء مهامها في العراق، مشيرة الى ان بترايوس هو الذي مهد لذلك الاعلان .وتتوقف الصحيفة امام معارضة بترايوس سحب القوات الأمريكية من أفغانستان سريعاً والمحدد في تموز القادم ، والذي يحبذه عدد من مساعدي الرئيس الأمريكي. والسبب في ذلك تخوفهم من الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2012، والخشية من أن وجود عدد كبير من القوات هناك آنذاك سيؤثر على نتائج الحزب الديمقراطي ، مركزة على ان هذه المعارضة تلقى دعما وتأييدا من وزير الدفاع روبرتس غيتس الذي علق قائلا:إن بترايوس حذر وسأكون أنا أيضاً حذراً".وترى النيويورك تايمز أن التحالف الجديد بين باراك أوباما وبترايوس له مخاطره بالنسبة للاثنين فالجنرال الأكبر (ضمن جيله) يخشى المخاطرة على سمعته في حرب يعتقد الكثيرون أنها ستنتهي بتسوية سياسية. أما بالنسبة لأوباما، فالاعتقاد الذي يسود الأغلبية أنه سيخصص مئات البلايين من الدولارات بناء على تحليلات بترايوس، والذي تقول ان له تاريخا في الوصول إلى تقييمات مبكرة أثبتت نجاحها وصحتها ـ وخاصة في العراق، حيث راهن على اتباع خطة أمنية جديدة (في عهد الرئيس بوش) في حين أن ما كان قد تحقق في العراق قبل ذلك كان متواضعاً. وتقول انه وبشأن الستراتيجية الجديدة التي ستتبع في أفغانستان خلال الخريف، طلب أوباما مقاييس جديدة للنجاح أو الفشل، وقد قدمها بترايوس له قبل أيام، وكان التركيز على حجم القوات الأفغانية المتدربة وعدد العمليات التي استهدفت طالبان في أماكن مثل قندهار وهيلماند كاشفة عن ان الرئيس الأمريكي يستخلص عادة الكثير من المعلومات من تقارير الـ C.I.A خاصة وعبر تقارير الدفاع، التي تتكدس على مكتبه أسبوعياً، وتلك التقارير تقدم تقييمات حول إمكانية بقاء حكومة كرزاي في الحكم لوحدها، أو هل للطاليبان فرصة للعودة إلى مكانهم الآمن في باكستان استعداداً لهجوم جديد! ومعظم تلك التقييمات كانت متفائلة تؤكد على نجاح بترايوس في الميدان.
النيويورك تايمز : أوباما يعتمد على بترايوس
نشر في: 22 سبتمبر, 2010: 05:04 م