TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > خارج الحدود :القذافي يدافع عن الدكتاتور

خارج الحدود :القذافي يدافع عن الدكتاتور

نشر في: 22 سبتمبر, 2010: 05:05 م

 حازم مبيضين ليس من قبيل محاولة زرع فتنة بين العراق وليبيا، إن طالبنا بغداد بموقف أكثر جذرية، من مجرد رفض وزارة الخارجية العراقية، للطلب الليبي العجيب من الامم المتحدة، للتحقيق في التغيير الحاصل في بلاد الرافدين منذ العام 2003 ،
واستنكار جماهيرية القذافي لاعدام دكتاتور العراق السابق صدام حسين، وإذا كانت الخارجية العراقية رأت في الطلب الليبي خطورة، تؤدي في محصلتها النهائية إلى افشال العملية السياسية، وتأكيدها أن جميع تدابير العملية السياسية والدستورية في العراق، تمت بجهود القوى السياسية كافة، وبموجب قرارات مجلس الامن ذات العلاقة، وأن الأمم المتحدة تعلم بجميع تطورات العملية السياسية، فان الرد يجب أن يتجاوز إرسال الرسائل الى جامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الاسلامي والامم المتحدة، لتبيان خطورة الطلب الليبي.التدخل الليبي غير المقبول في الشؤون الداخلية للعراق، لا ينبع من احترام القانون الإنساني الدولي، أو يتوخى الدفاع عن حقوق الإنسان، لأنه كان الأولى بالنظام الليبي أن يحترم حقوق الانسان الليبي، وأن يحترم القانون الدولي، بدلاً من تبنيه عمليات تفجير الطائرات في الأجواء، ثم دفع التعويضات لاهالي الضحايا من أموال الشعب الليبي، المحروم من ثروة بلاده المكرسة للانفاق على الطموحات المستحيلة التحقق، للعقيد صاحب النظرية الخضراء المغرقة في بدائية التفكير، وطلب الجماهيرية – وهي تدرك ذلك – سيكون مدخلاً بشعاً، لتشجيع وشرعنة التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية للعراق، ويعرقل المصالحة الوطنية، وهو في أحسن أحواله يشكل مبرراً لاستمرار العنف، والعودة إلى القتال الطائفي.الطلب الليبي المعتبر بكل المقاييس، تجاهلاً مقصوداً لمشاعر ملايين العراقيين، الذين نكبوا بممارسات نظام صدام، ابتداءً بتكميم الافواه وشطب فكرة الحرية والديمقراطية من قاموسهم، ومروراً باستخدام الاسلحة الكيماوية ضدهم، ودفنهم في المقابر الجماعية التي تتوالى فصول الكشف عنها حتى اليوم، لايمكن صدوره إلا عن نظام شبيه بذلك النظام، من حيث تمجيد قائد الثورة، وتبني فكرة عصمته عن الخطأ، والمضحك المبكي في آن معاً، أن ينشر الاعلام الليبي هذه الايام أن العقيد الاخضر فقير، لدرجة أنه لايملك منزلاً ولا سيارة، ولا حساباً بنكياً داخل جماهيريته وخارجها، وكان ناقصاً فقط الاعلان أنه يستخدم المواصلات العامة ويدفع فاتورة الكهرباء، ويقترض من الأصدقاء لسداد بعض الالتزامات الطارئة.نظام الدكتاتور الليبي وأولاده، البارعين في اختراع المشاكل، التي تحل عادة بالدفع من أموال الشعب الليبي، بارع في رفع شعارات بصوت عال، وهو يعرف أنها غير قابلة للتطبيق، على غرار ما كان سائداً في عراق صدام وأولاده وأفراد عائلته المقربين، وهو نظام بالتأكيد فقد حليفاً وسنداً بسقوط ذلك النظام، لكنه استفاد من التجربة، فأذعن صاغراً لمصالح الغرب في جماهيريته، وقدم لها بكل سخاء ليضمن البقاء على عرش الجماهيرية، التي يقول إنه لايملك فيها بيتا ولا سيارة، وهو بالتأكيد ليس بحاجة لذلك، ما دام يملك ليبيا كلها من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، وما دام أولاده ينفقون عن سعة مبالغ فيها، وما دامت سفاراته في الخارج مكرسة اليوم، للدفاع عن أخطاء وخطايا ورثته، حين يذهبون للسياحة في عواصم العالم مع حراساتهم ومرافقيهم.الدولة العراقية مطالبة بالرد على تحرشات القذافي، وبأسلوب مغاير لما فعلته حتى اليوم، ولعل أضعف الايمان هو فضح ممارسات ذلك النظام، وفضح العلاقات التي كانت تربطه بصدام، وتعريته أمام شعبه والعالم، لأنه يستحق ذلك، وهو يستخف بمشاعر وأحاسيس ومصالح أكثر من عشرين مليون عراقي تخلصوا من دكتاتور مثله.   

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

جلسة "القوانين الجدلية" تحت مطرقة الاتحادية.. نواب "غاضبون": لم يكن هناك تصويت!

القانونية النيابية تكشف عن الفئات غير مشمولة بتعديل قانون العفو العام

نيمار يطلب الرحيل عن الهلال السعودي

إنهاء تكليف رئيس هيئة الكمارك (وثيقة)

الخنجر: سنعيد نازحي جرف الصخر والعوجة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram