بغداد / نورا خالد عليك ان تضع النظارات على عينيك قبل ان تدخل تلك القاعة المظلمة ويبدأ عرض الفيلم حيث ستنتقل إلى عالم يشبه الخيال،وتشعر كأنك داخل شاشة العرض الكبيرة، واحد إبطال فيلمها، فتدخل إلى مشاهده الهائلة، وتصبح جزءا منها، تتورط في المخاطر
التي يتعرض لها إبطاله، وتكاد تلمس مياه البحيرات،وترتجف لتطاير رذاذ الماء المتساقط من الشلالات،وتغطي وجهك خوفا من أن يصيبك أحد الأحجار المتطايرة، أو تتعرض للدغة إحدى الزواحف والحشرات التي تقترب منك، هذا ما شعرت به وانأ أشاهد الفيلم ثلاثي الإبعاد في السينما التي افتتحت مؤخراً في نادي الضباط بزيونة، فكانت الأولى من نوعها في بغداد. بعد انتهاء عرض الفيلم التقيت صاحب السينما والذي بدت عليه علامات الرضا والفرح وهو يرى الجمهور يخرج راضياً ومبتهجاً من قاعة العرض، اخبرني انه تم افتتاح هذه السينما منذ أسبوعين تقريباً ويطلق عليها اسم (4d) كونها شاشة ثلاثية الإبعاد مع مؤثرات القاعة كالماء والهواء والشعور بالاهتزازات نتيجة حركة كراسي القاعة التي تشبه ما يحدث في الفيلم من حركة وتجعل المتفرج وكأنه جزء منه، وهي السينما الثانية التي تدخل العراق بعد محافظة دهوك، إذ كان من الضروري إدخال مثل هذه التقنية فبغداد بأمس الحاجة إلى أماكن ترفيهية تلجأ لها العوائل خاصة مع انحسار دور السينما فيها،واغلب الأفلام التي تعرض فيها تتحدث عن الطبيعة والفضاء وهناك أيضا الأفلام التعليمية وأفلام الرعب التي تعرض للكبار فقط،وقبل العرض نضع لافتات تبين نوع الفيلم ووقت عرضه حتى يتسنى للمواطنين الاختيار،وأضاف محدثي: رغم الكلفة الباهظة للأفلام التي تعرض والتي تقدر بخمسة آلاف دولار لفيلم مدته عشر دقائق، إلا إننا ارتأينا إن يكون سعر بطاقة الدخول خمسة آلاف دينار للشخص الواحد وهو كما اعتقد مناسب للكثيرين ممن يرغبون بمشاهدة هذه الأفلام ذات التقنية العالية،اما عن التأثيرات السلبية لهذه الشاشات فأكد صاحب السينما انه لا توجد مثل هذه التأثيرات وخصوصا على العين كما يشاع لان الإشعاع الصادر لا يخرج من الشاشة وإنما من جهاز العرض الموجود في الخلف حالها كحال السينما العادية، إلا إن هناك محاذير من دخول السينما للأشخاص الذين يعانون من الآم الظهر والحوامل فاهتزازات كراسي القاعة قد تؤثر عليهم،وهناك إقبال كبير من قبل العوائل على هذه العروض مما يضطرنا إلى عرض ثلاثة أفلام أو أكثر في اليوم الواحد وتبدأ العروض من الساعة السابعة حتى الحادية عشرة مساء، كما إن كثيراً من إدارات المدارس أبدت رغبتها بدخول طلابها للسينما ومشاهدة أفلام الطبيعة والأفلام التعليمية، إحدى الفتيات والتي خرجت لتوها من القاعة عبرت عن سعادتها قائلة: أخيرا أصبحنا نواكب تطورات التقنيات والعروض السينمائية العالمية،فمثل هذه الأفلام جعلتنا نعيش الإثارة والمتعة حتى وان كانت لفترة قصيرة.
لاول مرة في بغداد..ممنوع دخول السينما بدون نظارات
نشر في: 22 سبتمبر, 2010: 05:13 م